mardi 14 mars 2017

وغاب عن الانظار اعلام العار ..




حين يُمسك العربان بمقاليد القضاء ويتصدر الخصيان منابر الإعلام وتنفلت الكلاب السائبة لترتع في البلاد دون رادع أو محاسب أو رقيب لا يُمكن للمرء أن يسكت على الإنحرفات التي تصدر تحت عنوان السلطة والنفوذ حتى يقبل المواطن بالأمر الواقع .. وليس أدلّ على ما أسرد هي الفضيحة الكيرى التي حصلت في محكمة تونس 1 بعد الوقائع التي حصلت في ظلمات يوم السبت 4 مارس 2017 حوالي منتصف الليل وأدت إلى إيقاف محامي ومهندس إثر تجاوزات بوليسية صادرة عن أعوان دورية أمنية مترجلين في نهج روما بالعاصمة ..
وترجع الحادثة إلى وقوف إبني المهندس محي الدين العمري بسيارته على مستوى ساحة "الباساج" مرفوقا بصديقه المحامي وائل الغزواني لقضاء بعض الشؤون الخاصة سريعا .. وما إن غادرا المكان في إتجاه شارع بورقيبة ليدخلا أحد المطاعم حتى إرتمى فجأة من الرصيف أمام السيارة عون أمن طالبا وقوف السيارة في نهج روما المظلم على مستوى "دار العمل" سابقا وكاد يتسبب بفعلته في حادث مرور مريع قد يتصف لاحقا بعملية قتل أو إغتيال لواحد من حماة الوطن وباقي الأوصاف والتصنيفات التي أصبحت لا معنى لها أمام التهوّر والعربعدة التي يُطلقها بعض أعوان الأمن لمزيد تعفين المناخ العام في البلاد .. وأمام حالة الإرتباك الحاصلة للسائق "إبني" والتعجّب من تهوّر العون محمد أيمن المياسي التابع لفرقة شرطة المرور مما إستدعى سؤال العون المغامر عن سبب مجازفته بحياته لطلب توقّف السيارة وعدم إحترام مسافة الأمان والوقوف في مكان واضح وعدم إستعمال الآلة المضيئة "طورش" للإشارة بالوقوف سائلا عن سبب السرعة وكان الرد المقابل عن سبب القفز المفاجئ امام السيارة ..


لم تُعجب العون محمد أيمن المياسي ملاحظات السائق ومرافقه فكان رد البوليس إستفزازي وبلغة "موش عاجبك ؟ أهبط تو نوريك آشبيني " .. فإستجاب المحامي وائل الغزواني لأوامر البوليس ونزل من السيارة .. وتدخلت في الاثناء ملهط كان استوقفها العون مع مرافقها بحالة سكر مطبق على دراجة نارية قائلة "آشبيك تحكي مع البوليس هكا ؟" وقامت بركل المحامي ليستظهر إثر ذلك وائل الغزواني بصفته بعد إعتداء مرافقها عليه ولعلّ البوليس يتدخل ويفض النزاع إلاّ أنّ العون محمد أيمن المياسي ساندهم في الاعتداء على المحامي بعد أن إستشاط العون غضبا ذلك انه رأى في جواب وائل الغزواني تحديا لتهوّره المهني ..
  وعلى اثر ذلك نزل إبني المهندس محي الدين العمري من سيارته محاولا التدخل لتهدئة الخواطر وفض النزاع إلا أنّ عون الأمن الثاني منعه من ذلك بعد ان اعتدى عليه بصاعق كهربائي استله من طيات ثيابه  إلى درجة استيفاء مخزون الطاقة في هاته الالة الاجرامية .. الا ان ابني محي الدين العمري المهندس تمكن من ابعاد المعتدين على صديقه المحامي وائل الغزواني ليتحوّل التعنيف الرباعي الاطراف نحو شخصه .. فما كان من صديقه بعد ان حاول الدفاع عنه امام هيجان هذه الكلاب السائبة الا ان يقوم بتصوير بقية الحادثة بهاتفه الجوال الى حين قدوم حراس سفارة فرنسا بتونس من اعوان وزارة الدفاع الذين قاموا بافتكاك هاتف المحامي عنوة للحصول على تسجيل المشاجرة وفسخه بتعلة ان المقطع المسجل يحمل صورة السفارة .. وتجاسر في الاثناء البوليس محمد ايمن المياسي بحضور اعوان دوريات امنية  واطراف من الجيش واغتنم الفرصة ليواصل شتم ابني ويعتدي عليه بالصفع امام الحضور دون ان يتدخل احد في ذلك معتبرا نفسه في مزرعة بوه الكلب ..
ولا أريد في هذا الصدد سرد الألفاظ النابية والمخلة بالحياء والسب والشتم الذي تعرض له إبني وصديقه من طرف هؤلاء المكلفين بسلامة المواطن .. إذ ما إن جاءت فرقة التعزيز الأمني بجوقتها حتى وقع إقتياد الجميع إلى مركز أمن فندق الغلة ..


وأمام عملية التداخل التي قام بها أعوان حصة الإستمرار في مركز فندق الغلة كادت المحاولات تصل إلى إنهاء المشكلة بالتصالح بين جميع الأطراف إلاّ أنّ هواتف ظلمات الليل بعد أن علم جبناء الغرف الخلفية أنّ أحد أطراف النزاع هو نجل الدكتور الصحبي العمري الطبيب المعاق والمقعد والمدوّن الذي أيقظ مضاجع أوصياء الثورة وسماسرة المواقف وتجار الدين .. ليصدر قرارا بعد منتصف الليل بتحويل المجموعة إلى فرقة مقاومة الإجرام في القرجاني ويتوافد المحامون وأصدقاء وائل ومحي الدين بعد إشعارهم بما حدث ..
لم يكن أعوان فرقة الإجرام بالقرجاني أقل سوءا وتواطؤا من أعوان فرقة حصة إستمرار أمن فندق الغلة في نهج شارل ديغول حيث وقع تحرير ثلاث محاضر على المقاس بتعليمات ليلية بعد أن حاول العون محمد أيمن المياسي التراجع في التشكي طالبا العدول عن دعواه إلاّ أنّ فرقة إجرام القرجاني المتواطئة مع النيابة العمومية أعلموه أنّ رؤساؤه يؤكّدون على التتبّع العدلي والقضائي بعد أن تأكدوا أنّ أحد أطراف النزاع هو نجل الدكتور الصحبي العمري الذي يجب تأديب والده من خلال الضغط عليه وإخضاعه لنوازعهم الإنتقامية ..
لم يوافق رئيس الفرقة عن المحضر الأول للتصريحات الأولية للعون محمد أيمن المياسي فوقع التخلي عنه وتقطيعه .. ثم بعد تلافي نقائص المحضر الأول في حبك التهم وقع تحرير محضر بوليسي ثاني بعد مراجعة من يقف وراء الهاتف في مكان آخر .. إلاّ أنّ ذلك لم يعجب مخرج المسرحية فوقع الإلتجاء إلى محضر ثلاث إعتمدته عصابة البوليس الليلي في تكوين ملف لتنطلق السيارات الأمنية بحثا عن شهائد طبية من أقسام الإستعجالي لتأكيد الأقوال الباطلة بالمحاباة عبر وساطات في مستشفيات العاصمة .. حيث رفض المكلفون بالبحث والتحري في الموضوع اخضاع جميع اطراف النزاع الى التحاليل البيولوجية  لكشف مدى تناول بعضهم مشروبات كحولية نظرا لحالة السكر المدقع البادية على المتسببين الاصليين في الشوشرة وهما سماح اليحياوي وصديقها حسن الذي اعترف لاحقا انه احتسى صحبة سماح اكثر من 37 علبة جعة ممتازة في مطعم "القولف" في ضاحية سكرة مباشرة قبل الواقعة ..
 وجالت السيارات الأمنية ثلاث مستشفيات في تلك الليلة لتعثر على العصفور النادر الذي يدوّن في شهاداته تأكيدات محبوكة في المحاضر الأمنية المفتعلة التي تدين المحامي وائل الغزواني والمهندس محي الدين العمري ..
وأمام طابور المحامين وأصدقاء المحتجزين كانت التطمينات الامنية تفيد بإطلاق سراح المحامي والمهندس منذ الوهلة الاولى إلا أنّ خداع النيابة العمومية من خلال مساعد وكيل الجمهورية المكلف بالاستمرار ليلة 5 مارس 2017 "القاضي قيس الصباحي" أدى إلى إصدار إذن بالإحتفاظ بالمحتجزين بعد  أكثر من 20 ساعة من الإحتجاز التعسفي والايقاف اللاقانوني وبعد المماطلة في إعلام الاهالي ضاربا عرض الحائط بجميع الاجراءات وبمرسوم المحاماة ..


وأذكر في هذا الشأن أنّ النيابة العمومية منعت المحتجزين من التواصل مع أهاليهم لاعلامهم بالاحتفاظ مؤكدين على الاعوان عدم تمكينهما من ذلك إلاّ أنّه بعد أن قام المحامي والمنهدس بالإحتجاج طالبين تكينهما من حقهما المكفول قانونا في اعلام ذويهم بالاحتفاظ طلب المهندس محي الدين العمري الإتصال بالقنصلية الجزائرية بتونس لإشعارهم بوضعيته نظرا وانه حامل للجنسية الجزائرية فما راعه إلا أن أعوان فرقة الاجرام بالقرجاني تجاهلوا ذلك وقاموا باعلام اهله وذلك بعد مماطلة دامت اكثر من ثلاث ساعات من اعطاء الاذن الكتابي بالاحتفاظ .. واذ يعود سبب المماطلة للحول دون تجمهر المحامين والاصدقاء والاحتجاج على الانتهاكات الحاصلة في ظلمات الليل خاصة وان المحامي كان يشكوا من اثار عنف في رجله والمهندس من اعتداء صارخ بالماتراك الكهربائي الذي لم يحترم فيه البوليس التدرج في استعمال العنف اضافة الى انّ هذه الالة الاجرامية البوليسية ليست مصنفة في اطار سلاح اداري وغير مرخص فيها خاصة وانها قد تسسب الموت الفجئي لضحيتها حين يسوء استعمالها مع مواطن يشكو من عوارض في امراض القلب والشرايين علاوة عن اضرار الحروق التي تسببها على جسم الضحية ..
كما تجدر الاشارة ان اعوان فرقة الاجرام بالقرجاني في اطار مماطلتهم في الابحاث في انتظار التعليمات الصادرة من جبناء الغرف الخلفية وتواطئ الجميع في تعقيد المسألة رفضوا سماع الشهود الذين كانوا متواجدين اثناء الواقعة ..
دامت الخزبلات البوليسية والقضائية الى صبيحة يوم الاثنين 6 مارس 2017 وتواصلت تحت ضغط وابل من المحامين واهالي المحتجزين داخل وخارج مقر محكمة تونس في حين كان المحامي والمهندس ينتظران اشارة من وكيل جمهورية النهضة بشير العكرمي لدى فرقة الاجرام بالقرجاني لاستجلاب وائل الغزواني ومحي الدين العمري بعد ان تخلو أروقة المحكمة من روادها .. حتى بلغت الساعة الثالثة بعد الزوال ليحل ركب الجماعة في السر وإدخالهما غرفة الايقاف بالمحكمة بسرعة حتى لا يقع جلب الانظار ومداهمة المحكمة لانتشال المحتجزين عنوة ..
إختفى عن الانظار مساعد وكيل الجمهورية قيس الصباحي الذي امضى بطاقة الاحتفاظ وتحصن في مكتبه بيدق حركة النهضة وكيل الجمهورية بشير العكرمي وجلب مجموعة من البوليس مدججين بالسلاح لمنع الولوج اليه كما قام المخذول الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بطلب جلب الملف موضوع الاحتجاز لمعالجة المسألة الا ان "العزري اقوى من سيدو" جعل مرتزق المعبد الازرق وكيل الجمهورية بشير العكرمي يرفض تمكينه من ذلك لمواصلة العربدة القضائية وتمديد فترة الاحتجاز دون موجب ..
لم يشفع اتصال الوكيل العام المخذول بوزير العدل حينيا لإعلامه بالحيف الاداري الصادر ضده من طرف معول النهضة في محكمة تونس بشير العكرمي الا انه بعد محاولات عديدة وامام ضغط المحامين اعطى تعليماته بإخلاء السبيل بعد أن قام بدعوى قضائية ضد فيروس النهضة في القضاء بشير العكرمي في الانحراف بالسلطة ..
وبإختصار المختصر .. ما زالت الخلافات الداخلية في سلك القضاء قائمة بين القضاة المنتمين للجمعية  آخرون من أنصار نقابة القضاة وهو ما أثّر سلبا على مصير المحامي والمهندس .. فما بالك بالزوالي ..


الدكتور الصحبي العمري

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire