mercredi 8 février 2017

ذو العقل يشقى في الجحيم بعقله وأخو الجهالة «بالمناصب» ينعم..




عن أبي ثويرة «غفر الله له» قال: سمعت شيخا، كان قد اصطفاه الناس ليدير شؤونهم ويحكم بينهم بالعدل، يتوعَد الرعيَة في بلاد «افريقيَة»  قائلا: «والله ما أبرح هذه الدنيا إلا وقد جعلت البلاد عاليها واطيها، وقسَمت حكمها على آل بيتي وكل من اتَبعني ونزعت عن العاقلين كل سلطان وفوَضت لقوم جاهلين النظر في أمور العباد.. حتى يعمَ الخراب ويصبح الفساد ضربا من الجهاد.. فينزع عن العالم كل تقدير وينفرد الجاهل بالمقام الوثير.. فيزهد العباد في العلم والنضال وتصبح الثورة مداسا للنعال»
فتحقق وعده.. حتى أصبحت المناصب في الحكومة توزَع على وزراء بلا شهائد علمية كحال المهدي بن غربية دعي الغربان. فزعم انه شرع في دراسة الطب سنة 1991، وانقطع في السنة الثالثة عن مواصلة دراسته بسبب التضييق السياسي حسب ما زعم زورا وبهتانا، فانتهز ما انتهز في عالم المال والأعمال بحلاله وحرامه حيث رمته روايات بالسرقة والنصب والاحتيال.
هذه حقيبة من حقائب الوزارات في حكومة الوحدة الوطنيَة التي استندت في اختياراتها إلى المثل القائل: «أطعم الفم يستحي اللسان» فأخرست ألسنة السياسيين الذين عرفوا بمعارضتهم لمختلف الحكومات المتعاقبة غداة الثورة وأسكرتهم بمدام النفوذ لينشغلوا به عن الفساد الذي يهدد حرية العباد واستقرار البلاد.
اما تعيينات المعتمدين التي أثارت سخط الشعب المسكين حيث أصبح تسيير أمور الجهات حكرا على المقربين من الأحزاب الحاكمة.. فإذا بأشخاص نكرات يفتقرون لأبسط المؤهلات العلمية والأخلاقية يؤتمنون على  مصير المواطنين من ذلك: معتمد قرقنة « شهاب بن علي الذي تورَط في ثلاث قضايا تحرَش جنسي بعاملتين وأستاذة. وحسب ما أورده موقع «أرابسك» فإنَ وزير التربية ناجي جلول على علم بذلك خاصَة وأنَ هذا المعتمد متورَط في العديد من ملفات الفساد فترة عمله بوزارة التربية.
ويذكر أنَ عِضو التنسيقية الجهويّة لحركة نداء تونس بالقيروان ريم الكعبي استنكرت تعرّضها إلى عمليّة إقصاء من حركة المعتمدين مساء يوم الجمعة 27 جانفي 2017، مؤكَدة أنّها تلقّت وعودًا موثّقة من النائبة بالبرلمان أنس الحطّاب لإدراجها ضمن قائمة المعتمدين..
وأكّدت الكعبي في تصريحٍ أدلت بتفاصيلهِ لموقع «الـجـمـهـوريـة» «أنّها تملك رسائل نصيّة متعدّدة وصلتها من عضو مجلس نوّاب الشعب عن حركة نداء تونس أُنس الحطّاب، قدّمت من خلالها وعودًا بتعيينها على رأس إحدى المعتمديّات خلال التحويرات الأخيرة»
هذا وذكرتْ المتحدّثة أنّها توجّهت هذا اليوم نحوَ العاصمة لتبليغ تظلّمها إلى رئيس الحكومة يوسف الشّاهد، سيّما وأنّها تملك بين يديها كافّة القرائن التي تؤيّد إدّعاءَاتها.
وبناء عليه لا بدَ من الإشادة بكرم «أنس الحطاب» في  مكافاة المقربين منها من خلال تنصيبهم معتمدين في مختلف الجهات وربَ ثورة نافعة..
  الشعب المسكين لا يزال واقفا بالمرصاد لأغلب المحاولات التي تسعى من خلالها الحكومة لإعادة الإستبداد والانفراد بمقاليد الحكم.. حيث أعلن كل من «سامي الجوادي» الذي عيَن معتمدا بجهة المكناسي عن اعتذاره عن قبول المنصب من خلال تدوينة على حسابه الشخصي في الفايسبوك، كردَ فعل حول حالة الاحتقان التي عكسها تعيينه. والتي جاء فيها: «   أتوجه بالشكر والتقدير إلى السيد رئيس الحكومة والسيد رئيس ديوان رئيس الحكومة لثقتهم في شخصي في تعييني في خطة معتمد بالمكناسي ولكن ولي أسباب وضغوطات عائلية أعلن بعدم قبول هذا المنصب في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها هذه المعتمدية المناضلة وقراري هذا ليس تهربا من المسؤولية وإنما استجابة لرضاء الوالدة وما رضاء الله إلا برضاء الوالدين شكرا لأهالي المكناسي الذين اتصلوا بي وساندوني شكرا على تفهمكم».
كما طالب سليم الغودي معتمد جربة ميدون الذي لم يتجاوز مستواه التعليمي التاسعة أساسي والمكلّف حسب القائمة التي نشرت يوم الجمعة الفارط بإعفائه، وقال أنه يعتذر عن تولي مهامه لأسباب عائلية وشخصية.
فعاش من عرف قدره وتبا لحكومة تستغل سذاجة مواطنيها وجوعه المزمن للنفوذ لتقوم باستغلاله كبيدق تحرَكه كما أرادت لتعيد بذلك ممارسات النظام البائد الذي نصَب أزلامه في ربوع البلاد كجواسيس ينقلون تحرَكات المواطنين الشرفاء.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire