mercredi 18 janvier 2017

هرسلة الثورة نيوز : تهديد... فحرق... فسجن والتتبعات تتواصل : هُدّدنا.. واحترقنا.. وسُجنّا ولكن ما رضخنا... فتحت الرماد لهيب مستعر




ظللنا ملتزمين بمهنيتنا تجاه الكثير من قضايا الوطن والمواطن ننقل المعاناة كما يرويها أصحابها ونبحث في التجاوزات والعلل وأسباب المحن ، خارجون في سبيل مهنة كانت إلى وقت قريب تُعتبر مهنة البحث عن المتاعب التي لم تكن تتجاوز الاختلاف في الرأي أو الالتزام بنشر رد لآخر في ذات الصفحة.. الآن جاء الاستقصاء وضاقت صدور البعض بالنقد والشفافية والكشف فلم تعد مجرد متاعب بل أصبح.. تهديدا..تقاضيا... تهديدا بالاعتقال.. سجناً.... اعتداء سافرا... محاولة اغتيال... ظللنا نجاهد في مؤسساتنا الصحفية رغم هول الحصار المفروض... ورغم الاعتداءات المتكررة ومع ذلك نحمل رسالة إعلامية شاقة بين ضلوعنا .. نشكل ونحشد الرأي العام ونحرض الحكومة والسلطة في مواجهة القضايا التي تتعلق بحياة المواطنين، نقف ضد الفساد والمفسدين.. نحن بعض من قيل عنا.. (يا لاهي بهم الناس همك يا مشوم أكداس).. صحفيون نحن في الثورة نيوز في مواجهة الجميع.. السلطة، المعارضة، السوق، القوانين، الإرهاب، والفاسدين والمستكرشين وحتى النقابة تلك المسماة بنقابة الصحفيين.. حتى ظللنا نردد على مسامع بعضنا في مكاتبنا من باب كثر الهم يضحك : نحن معشر صحفيي الثورة نيوز الذين نكتب عن الآخر من خلف كواليس الصحيفة بالكاد نجتهد في رسم ابتسامة على صورنا الشخصية على الصفحات وعبر كتابتنا وعلى جدراننا في شبكات التواصل بينما يبدو الأمر قاتماً ونحن خلف مكاتبنا نحرّر.. لكن تُرى متى نتحرّر؟؟


استهداف رمزية المدير المسؤول وطاقمه

3 أكتوبر 2016 كان يوما أسود في تاريخ الاعلام التونسي حيث زُج بالمدير المؤسس والمسؤول على الصحيفة محمد ناعم الحاج منصور في صورة أقل ما يقال عنها أنها مهينة لحرية الاعلام في البلد بعد أن كشف عن صفقات مريبة قام بها مدنيون - سياسيون شهدتها المؤسسة العسكرية.
كان سجن الحاج منصور فضيحة دولة بامتياز على اعتبار خرق كل القوانين الجاري بها العمل وعلى اعتبار أيضا أن عملية اعتقاله كانت دون سماعه.
فليس من باب رمي الورود القول أن الصحيفة استطاعت بفضل المجهودات الكبرى التي يقوم بها فريقها من النفاذ إلى قلوب التونسيين رغم هول الأعمال الشاقة والهرسلة اليومية ووابل الشتائم والتهديدات القادمة من الفاسدين والتي لم تزدنا إلا صمودا وتحديا للمضي قدما دون خضوع أو خنوع ... صحيفة تختزل بداخلها نظرة جديدة للإعلام كونه قادرا على بناء أوطان، وإطفاء حروب، وإصلاح شؤون دول. إعلام يكون عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها... إعلام يساهم في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ، ولعب الدور الوعر وهو «كلب الحراسة» كما يحلو للغرب تسمية الصحافة الاستقصائية ....
توجه لم يعجب الكثير ... وخط تحريري قد يجلب لنا العداء ... وقد نخسر حتى الأصدقاء .. ومسلك وعر اتهمنا الصائدون في المياه العكرة الذين يسارعون إلى تصفح الصحيفة في الخفاء ويعجبهم الأداء .. غير أنهم يظهرون في وسائل الإعلام بغير الآراء... ويسعون إلى شتمنا علنا بالقول صحف المجاري الصفراء ...
في ذات الشهر من السنة الفارطة وذات يوم من شهر يونيو أو حزيران أو جوان كانت فاجعة أحد زملائنا الصحفيين الذي استفاق على لهيب نار داهمته وعائلته وأرادوا أن يحرقوه حيا، قلم غضا نديا ... بيته فجرا أشعلوه ، وأرادوا أن يعبثوا برب العائلة وأطفاله الذين ارتجت أسنانهم وارتجفت أجسادهم الغضة وكادوا يقودونهم إلى الموقدة التي أعدت للفريسة داخل الغابة التي ازدحمت بالوحوش بينما كان كبيرهم الذي علمهم السحر يهز رأسه ويتمتم ببعض الكلمات خلال طقوس الحرق في حفلة أردوها حفلة شواء أعدت على عجل ودبرت بليل بحضور كل حيوانات الغابة بينما كانت عينا الضحية ترصد بفزع ما يجري حولها من عري أخلاقي وأنساني...هو مشهد ناري تهتز لهوله الجبال الراسيات، وترتعد من فظاعته فرائص الجبابرة، في لحظة فقد فيها مرتكبوه أدميتهم، وهم يتلذذون بوجع الضحية وبكاء الصغار الذين كاد لحمهم يشوى من لهيب نار موقدة في غرفة النوم... في ذاك المكان الذي شهد المحرقة الأولى التي لم ولن تسقط من الذاكرة. في التفاصيل حول الاحتراق يكرر التاريخ نفسه وفي نفس التاريخ وبنفس الطريقة والاستهداف هو نفسه المدير المسؤول وطاقمه سواء تبدلت الأسماء المهم عندهم من يقف وراء الكتابات فالمؤسس كما يعلم الكثيرون انه يسهر في غالب الأحيان على المادة الصحيفة، وهذا جهد خرافي لا يستطيعه إنسان بشكل يومي فيكون قد بلغ به الرهق مداه فيترك بين الفينة والأخرى المسؤولية لصحفييه ... قلنا يعيد التاريخ نفسه حيث تمكنت يد مجهولة تحت وطأة الظلام من ارتكاب جريمة نكراء مستهدفة صحيفة الثورة نيوز حيث تعرضت فجر الثلاثاء 02 جوان 2015 (في حدود الساعة 2.30) سيارة فرد آخر من زملائنا بالصحيفة إلى الحرق بالكامل من طرف مجهول وكانت السيارة وهي من نوع بيجو راسية أمام منزله .. سيارة كانت ثمار جهد عمل مضني وشاق وكانت بمثابة السند له في تنقلاته وفي جمع معلوماته وفي انتقاء الأخبار والاستقصاء... سيارة أعدها لعداته ويقوى بها على سفره ويعتمد عليها في مشيته وتستره من الحر وتقينه من القر وتدني له ما بعد عنه وهي محمل سفرته وعلاقة إداوته ويقرع بها الأبواب ويتقي بها عقور الكلاب وله فيها مآرب أخرى، كثيرة لا تحصى... ذهبت في الهباء المنثور ...جراء الجرأة في كتابة السطور ... لم تنته الهرسلة هنا ولم تتوقف بعد حيث كشرت النيابة العسكرية عن أنيابها وانطلقت تأتي على الأخضر واليابس من خلال تتبع الصحيفة والتحري والبحث في أدق تفاصيلها رغم كونها تصدر وفقا للقانون والضوابط المهنية وراحت تجر آل الحاج منصور فردا فردا وحتى الطاقم القانوني لم يسلم منها تحدوها رغبة جامحة في تركيع الصحيفة بكل السبل المتاحة حتى وإن لزم الأمر تجاوز القانون.


هرسلة متواصلة 

لم تكن الأيادي التي امتدت لنيل من الصحيفة من السلطة الحانقة فقط بل من أطراف أخرى سعت لمقاضاة فريقها وتلفيق تهم له اقل ما يقال عنها أنها بليدة الطرح باطلة الشكل ...حتى تقاذفتنا القضايا خلال أيام الأسبوع بين مكتب باحث بداية ومكتب قلم التحقيق ورغم قلة عدد الفريق العامل بها إلا أننا أصررنا إصرارا على أن تواصل الصحيفة في الصدور تباعا ودون انقطاعا نكالة في الأعداء واحتراما للقراء.
هرسلة يومية دون انقطاع ورسائل تهديد بالقتل علنا تجسدت أحداها وكاد يذهب المدير المؤسس في خبر كان بعد أن داهمته الجموع بالسلاح وهبت مصالح الجباية ووهوت علينا بخطايا لم ينزل الله بها من سلطان دون أن تدرك أننا معفيين من أداء الضريبة بعنوان النشر والطباعة وشراء الورق كما تعمدت بعض الجهات تفريخ القضية على عدة قضايا... وغيرها من القضايا الهامشية الأخرى دون التوقف على السب والشتم وهو الذي أصبح الخبز اليومي للصحفيين...بل وصلت بالبعض إلى رمينا بالكفر والنفاق والخروج من الملة وهذا لعمري أمر عظيم وخطير ، وينم عن الجهل وعدم الورع ... وبل حتى أن بعض الذين سلمناهم رقابنا من رحاب العدل والقضاء كانوا غير منصفين معنا وتجاوزوا حتى القانون وابرقوا لنا باستدعاء غير قانونية ... زد على ذلك الضيم الذي لحقنا من لجنة إسناد بطاقة الصحفي المحترف التي حرمتنا من حق معلوم بتدخل سافر من النقيب المشؤوم .. بيد أنه بقدرما توجد باقات الأشواك يوجد المدح والثناء والشكر والاعتراف بالجميل... على كشف الفساد وعدم المجاراة وراء تلميع الفاسدين بمساحيق التجميل 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire