mercredi 18 janvier 2017

بعد الحديث عن «اللحم النتن» : هل تحتاج تونس هيئة ثانية للحقيقة والكرامة ؟!




 عودة الإرهابيين إلى تونس لا يمكن ردها ،فالدستور لا يسمح بنزع الجنسية اوالحرمان من العودة.ومن دون شك عودتهم تمثل خطرا كبيرا على كامل البلاد في جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولا سيما على أفراد الجيش الوطني والأمن المستهدفين أكثر حيث يعتبرونهم "طواغيت" وأيضا جميع المثقفين والسياسيين الذين يعتبرونهم " بنو علمان "(طبعا باستثناء النهضة " أم المؤمنين ").
ورغم الجرائم والفظاعات الشنيعة التي ارتكبَها ومازال يرتكبها هؤلاء المنحرفون فنحن نعتبرهم ايضا ضحايا! .. هؤلاء هم ضحايا الدمغجة وغسل الدماغ الذي اعتمدته حركة النهضة منذ فوزها الذي لم تكن تتوقعه بالسلطة،فأعلنت حينها ومباشرة الخلافة السادسة (راجع فيديو حمادي الجبالي يعلن الخلافة السادسة). وكخطوة ثانية تم طرد السفير السوري واحتضان مؤتمر الخونة " أصدقاء سوريا" للتخلص من الأسد بعد خلو الجو من القذافي..


القرائن التي تدين النهضة كثيرة لا حصر لها، وأول العارفين بها هم طبعا النهضويون أنفسهم. وربما يكون حجر الزاوية هي تلك الدعوة للخلافة السادسة (انظر فيديو : حمادي الجبالي يعلن الخلافة) وفي الحقيقة يوجد قبل هذا الكثير لكنه في اغلبه سماعي غير مُوثَّق وبلا شواهد، ومنها خطاباتهم في المساجد قبل انتخابات 2011 ..لقد الهبتْ كل تلك الدمغجة خيال المراهقين ودفعت بهم الى الإستعداد للجهاد "في سبيل الله" بالنفس والنفيس بداية بشيطنة وملاحقة المثقفين والمناضلين بتونس..
حين نشاهد ما تعرضه هيئة الحقيقة والكرامة من ضحايا الإنتهاكات منذ الإستقلال ونقارنه بما فعلت حكومة الترويكا بتونس وبشعبها وبجميع العرب والمسلمين خلال 3 سنوات فقط من حكمهم المتآمر المجنون،فإنّ كل ذلك يهون ويفقد معناه تماما! .. (ورغم احترامنا الكبير لهيئة الحقيقة والكرامة إلا اننا على يقين طبعا بأن ذلك فيه تلميع ل"مناضلي" النهضة والمؤتمر!..).
لقد كانت الترويكا سببا في جرائم ومؤامرات وخراب غير مسبوق على الإطلاق،هذا بالمنظار المَاكروسكوبي ، اما بالمنظار المِيكروسكوبي فعلى الأقل السلط التونسية قبل الثورة لم تجعل من الوظائف حكرا على انصارها ومنخرطيها بحسب الولاء كما فعلت النهضة منذ توليها الحكم(راجع الفيديو الخطير جدا: عبد الفتاح مورو يكشف تورط النهضة في التعيينات) !!! .. فهل توجد جرائم ضد حقوق الإنسان وضد الوطنية مثل أنانية هؤلاء الذين انكروا فضل شعبنا التونسي عليهم الذي بدمِه حررهم من سجونهم ونصّبهم وزراء ومكنهم من "التعويضات" والترقيات الآلية، رغم فقره وبؤسه ..!
 في آخر حلقة من البرنامج التلفزيـ لمن يجرؤ فقط ـ من الأكيد المشاهد الحصيف تنبّه الى الدمغجة والتكتم واللغة الخشبية التي اعتمدها علي العريض في المحاورة. وبما ان التعقيب على ذلك يطول ويحتاج صفحات عديدة وطويلة،فسنكتفي فقط بالتنبيه لمغالطتين اثنتين: الأولى حين قال علي العريض في وسط البرنامج ما معناه: [أن النهضة كانت تريد انتشال الشباب من قنوات التطرف الخليجية] لقد كان على سمير الوافي ان يطرح عليه السؤال الإنكاري المفحم التالي: فمن الذي أتى بشيوخ الفتنة محمد حسان ووجدي غنيم والعريفي والقرضاوي هؤلاء الدجالين الذين لم يكن شبابنا يعرفهم وإنما يشاهدهم فقط من خلال "قنوات التطرف" كما تدعون؟انتم لم تدخلوهم الى البلاد فحسبب وإنما مكنتموهم من خطب نارية في كل مكان،لقد جلبتُم الشجرة بعروقها (انظر فيديو: الغنوشى القرضاوى هو باعث وراعى الثورة التونسية !!!..وايضا : يوسف القرضاوي في تونس...دون اغفال الفيديوعن القرضاوي: وإن جاهداك على عدم الذهاب الى سوريا...والفيديو "التاريخي": القرضاوي يدعو امريكا غزو سوريا! ). اما المغالطة الثانية فهي في حديث علي العريض عن مؤتمر النهضة العاشر (الذي لم يكن نتيجة لوعي فكري وانما هو ميتامرفوزٌ قصريٌّ ترتّبَ عن فزعهم من فشل مشروعهم الإخواني وانكشاف تورطهم في المؤامرة الدولية الإجرامية الرهيبة ضد العرب بإسم" دولة الخلافة")لقد كان على سمير الوافي ان يطرح عليه السؤال: أيهما الأسبق زمنيا المؤتمر العاشر أم استقدام الدعاة حين كانت النهضة لا تختلف عن الدواعش في شيء ؟؟؟ (راجع الفيديوات: 1ـ بالدليل نور الدين الخادمي شجع على الجهاد.2 ـ النهضة شورو ابو عياض.3 سمير ديلو في سوق السلاح في ليبيا .4 الحبيب اللوز يحرض على شكري بالعيد. وقارن هذا الكذب مع الفيديو : توفيق بن بريك تعرفت على شكري بالعيد في السجن!!) وتوجد وثائق مع شخصيات تحريضية اخرى لكنها ربما اقل فاعلية بإعتبارهم "غير محسوبين على النهضة"( انظر: رضا الجوادي يدعو الى الجهاد... بشير حلزونة صوت وصورة يجند الدواعش لسوريا ... مختار الجبالي يدعوا التونسيين للجهاد في سوريا... وكذلك المقال الذي كتبه النائب في التأسيس ابو يعرب المرزوقي في صحيفة السور بداية صيف 2013 وقد ختمه ب: احترم هؤلاء الجهاديين ولو كنت في سنهم لإنضممت إليهم، لكنني الآن اجاهد بما ينماسب سني، اليراع ..) وحتى وان كان هؤلاء "غير محسوبين على النهضة " فلماذا لم تحاسبهم او تنتقده على الأقل ؟؟؟؟ لمذا تغاضت النهضة حينها عن تهريب وتكديس الأسلحة وعن مؤتمر "انصار الشريعة" ربيع 2012 بالقيروان وقد حضرته قيادات تاريخية نهضوية. فأين كانت المسؤولية والرقابة الأمنية ؟؟؟.الآن صار جماعة النهضة ينكرون كل ذلك.. ويَحلِفونَ عَلَى الكذِبِ وهم يَعلَمُون ... !
ولعل اكبر قضية تفرض فعلا بعث هيئة ثانية للحقيقة والكرامة هي قضية عزل المفتي عثمان بطيخ 2013 حين نبه الى ان ابناء تونس تتاجر بهم العصابات، ونبه الى ان هؤلاء سيعودون الى البلاد قنابل موقوتة. ولقد صدق في كل ما قال (راجع الفيديو المهم جدا: مفتي تونس الجهاد في سوريا ليس جهادا) وقد تبين الآن صدقه،فهذا المفتي النبيل لم يتم عزله من الإفتاء فحسب وإنما تمت ملاحقته من النهضة حتى حين صار وزيرا للشؤون الدينية بعد سنة ونصف حين فوز حزب النداء، فتم عزله مجددا من الوزارة مطلع السنة الفائتة!


انا شخصيا قدمت ملفا لهيئة الحقيقة والكرامة (عدد الملف: +0101.022948، يوم 26 ماي) وذلك أملا في إنصافي من احتجاز جوازي حين كنت في ليبيا الجماهيرية( كانت التهمة الباطلة "الإنخراط في اللجان الثورية" ثم صارت " الإرتباط" بحزب العمال البوكت !..) ولما عدت الى تونس حرموني حتى من الإعفاء الجمركي رغم طول غيابي لـ 10 سنوات متواصلة! ... ولكن الجريمة الأكبر هي ان حكومة الترويكا حرمتني من العودة الى سابق وظيفتي بالتعليم.فإذا كان بن علي له بعض "العذر" باعتبارنا مناوئين ومعارضين (وهو على كل حال هو لم يصم آذاننا صباحا مساء بمزاعم "الديمقراطية") بينما النهضة "الديمقراطية" آثرت انصارها بكل المغانم وحرمتنا من حقوقنا رغم اننا نحن من قام بالثورة وتعرض لأكبار الأخطار، ليس من الغازات والرصاص الحي فحسب، وإنما خاصة من امكانية استمرار بن علي في الحكم !!! ..
إن الجرائم التي طالت الشعب التونسي بعد 14 جانفي من المهازل والضحك على الذقون مقارنتها بما وقع سابقا الى درجة اننا صرنا الآن، بعد استشراء الإرهاب في بلادنا وربوعنا العربية والإسلامية، نأسف على بن علي الذي كنا نمقته أشد المقت، فالآن صرنا نشكره على حماية تونس من الإرهاب خلال العشرية السوداء الجزائرية حيث كان الإرهاب ينكسر كأمواج التسونامي على حدود بلادنا دون ان يدخل ... اما المديونية التي تخلدت منذ كامل فترة الاستقلال فلا مجال لمقارنتها بالكوارث التي وصلنا اليه الآن (من 25 الف مليار الى 64 الف مليار !!! .. وحتى لو اخذنا بعين الإعتبار الفرق بين دينار اليوم والأمس فالأمر يضل مهولا) وحتى هيبة الدولة انعدمت في الداخل والخارج ايضا حيث صارت بلادنا تشحت وتتمسح على الأعتاب وضاع قرارها. وسمعة الشعب الذي بني على التمدن والتحضر فقد ارتكستْ وتدنّستْ وصار منبوذا في ارجاء العالم باعتبار تونس من اكبر مصدري الإرهاب، وهو شيء ما كان له ان يقع لولا النهضة واعوانها! ....
انه من المؤسف جدا ان نجد انفسنا الآن ونحن على ابواب الذكرى السادسة للثورة الشعبية المغدورة نطالب بهيئة لكشف الحقيقة واعادة الكرامة بينما شعار ثورتنا الخالدة كان منذ انطلاقها الى نهايتها هو: شغل حرية كرامة وطنية!


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire