lundi 2 janvier 2017

عندما يوزَع الغنوشي صكوك التوبة : هل تستعدَ تونس لقيام فتنة كبرى؟؟




عندما يوزَع الغنوشي صكوك التوبة:
هل تستعدَ تونس لقيام فتنة كبرى؟؟



بسم الله الذي لا يضرَ مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء 
والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. 
نعوذ بك اللهم من شرَ الفتن و ما قيل أنه لحم "نتن".. 
و بطش الحاقدين و الجاحدين.. 
و مكر المنافقين من تجار الدين النهضاويين..

هل أتاكم حديث الغنوشي، اذ نادى في العباد بفتح أبواب الغفران.. لأولائك الذين يتظاهرون بالتوبة و الإذعان بعد أن احترفوا الإرهاب، و سفكوا دماء أبرياء باسم الجهاد.. وما انفكوا يتوعَدوننا بأنَهم قادمون... "ليدكَوا المفخخات من برج الخضراء إلى بنزرت" لنصرة الدين.. وبأنهم سيزحفون في البلاد زحفا يقتَلون، دون رحمة،  الطواغيت و المرتدين.. 
أنذرناهم..فقالوا انهم على سفوح الجبال يمارسون الرَياضة و ما لبثوا الَا أن كشفوا عن مواهبهم في  الذبح و الإماتة.. واستمرَوا يتكاثرون و من شبابنا يستقطبون.. حتى أصبحت تونس أكبر مصدَر للإرهاب، أينما حلَ  نسلها عمَ الخراب.. 

رحلة الإرهاب من العفو التشريعي إلى التذبيح باسم الجهاد.. 
يقال و الله أعلم.. أنَ بوادر الإرهاب برزت منذ نهاية الاستبداد و الاستبشار بالحريات و اطلاق العنان للتيارات الفكرية لترتع بين مختلف الفئات، يستغلون فاقة البعض و يتلاعبون بسذاجة البعض و يتسابقون لجمع الأصوات. و باسم الحملات الانتخابية ، نصبت الخيم الدعوية لتنشر بين الشباب أفكارا مظلمة عن الجهاد و لتوظفهم لخدمة أجندات فساد لم يعرف الى الآن أربابها في البلاد...
وعاد الذين طردوا في العهد البائد، واطلق سراح من سجنوا من المعارضين و الاسلاميين.. ولم تعد البلاد حكرا على التجمعيين الذين باتو منبوذين و مقصين في إطارما عرف بثورة الياسمين.
وانطلقت الفتوحات بغزوة "المنقالة" وعلت الرايات السَود فبشَرت تونس بتيار سلفي جهادي يقوده ثلَة من المتمتعين بالعفو التشريعي.. الذين سعوا في الأرض فسادا باسم الإصلاح و استباحو دماء أبناء وطنهم تشفيَا نصرة للدين، و عملا بقول شيخ النهضة في كتابه "تجربة الحركة الإسلامية في تونس" والذي جاء فيه " انَ مستقبل الحركة الإسلامية في تونس جزء لا يتجزأ من مستقبل المنطقة الإسلامية و العالم، و نحن لا ننظر إلى تونس على أنها جزيرة معزولة  عن محيطها. نحن نعتقد انَ المستقبل للإسلام..نطقت بذلك نصوص صريحة في انَ نور الله سبحانه و تعالى لا يمكن ان ينطفئ..."  
فما راعنا إلا ان تحوَلت تونس إلى وكر لجهاديين متأسلمين، يخضبون أرضها بالألغام و يملؤونها مخازنا لأسلحة تنذر بهول خطر يحدق بالبلاد في كلَ مكان.. وتتالت الاغتيالات و أريقت دماء الجنود و الرَعاة.. 
فسبحان الذي غيَر موقف شيخ الحمامة الزرقاء الذي كتب في إحدى مقالاته سنة 1975: "إنَ الإسلام في القرن الخامس عشر هجري سيواصل جهاده المرير للدفاع عن قيمه و مواقعه و لكنَه سيتنقَل من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم ليحرَر العالم من ظلام الماديَة و جورها و استغلالها و ليبني عالما ينتهي فيه تمزَق الانسان  بين ضميره وواقعه و يتآخى فيه العلم مع الدين و الاقتصاد و السياسة مع الأخلاق و الدنيا مع الآخرة"
ليصبح " إن الاسلام يحبَذ كل ثورة تقضي على التحكَم في العقول و الأشخاص حتى باسم الدين، فلا يمكن الا أن نكون في مقدَمة الثائرين على كل َ نظام كهنوتي أيَا كانت مسنداته، فالاستبداد هو الاستبداد و أسوأه ما تبرقع بالقداسة " 
ولقد سمعت من رسائله عقائل لفظ إن نعتَها فقد عبتها، وإن وصفتها فقد أنصفتها، و أطربتني، يشهد اللَه إطراب السَماع..
فلا  لوم على زعيم النهضة بخصوص فتواه في عودة الإرهابيين خاصَة  أن النهضة تستعين في سياستها على المرجعيات الفكرية لمؤسس راشد و نظريات فلسفية كان يلقَنها ذات يوم لطلابه.. و لا ريب في أنَ العلامة ابن خلدون خير ملهم في مثل هذا الوضع و هو الذي خبر الحياة في تونس و لخصَه من خلال قولته الشهيرة: "إذا دخلت إفريقيَة  (تونس) فوافق أو نافق أو غادر البلاد..."
وعن رسول الله صلى الله عليه و سلَم أنَه قال: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان. "
وحسبنا ما عرفناه من حزب النهضة الذي اتَخذ من الدين سلعة يزايد عليها، فقد حدَث و كذب و وعد  فأخلف و أؤتمن فخان.. فما لحقه من الشعب سوى الكره و الهوان.
وهم كقوله تعالى "يحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون"

عودة الدواعش بين الترهيب و الإرهاب ودعم القاعدة الجماهرية للنهضة في الانتخابات الرئاسية

راعنا مؤخرا ما أبداه رئيس حركة النهضة من تعاطف مع الدواعش المنبوذين من بؤر التوتر التي تحررت مؤخرا من سلطة المفسدين.. فأصبحنا نتحدَث عن توبة و مغفرة أخرجت من السياق و هي في مبدئها أشبه برسالة الغفران للمعرَي.. غير أنَها تخلو من الطرافة و لا تحمل في طياتها سوى السخافة.. باسلوب أقرب إلى التضليل و الدفع إلى الترهيب..
فتراه كما قال المعرَي: "شيمته اصطفاء اللئام و التحامل على الكرام..وهمته رفع الحامل الوضيع و وضع الفاضل الرفيع.. إذا سمح بالحباء فأبشر بوشك الإقتضاء.. و إذا أعار فأحسبه قد أغار.."
وعن هذا التعاطف المريب في مثل هذه الفترة الحساسة التي تمرَ بها البلاد فلا داعي لأن نتساءل.. 
فكلَنا شاهد على حالة الضعف التي اعترت حزب النهضة منذ تغوَل منافسها  "نداء تونس" على الأغلبية في الحكم. 
وبعد أن ضربت الذلَة و المسكنة على الحمامة الزرقاء و كشفت حقيقة سياستها التي بشرت إبان الثورة بالإصلاح، خيَرت النهضة الاستئثار ببعض النفوذ و التأقلم مع تغيَر الظروف.. وتحوَلت من حركة اسلامية إلى حركة أقرب للعلمانية.. واستقرَت الحمامة على جذع النخلة.. و لم يعد للنهضة مناص من جمع غلمانها المشتتين الذين يجاهدون في العالم باسم الدين.. تفتح لهم أبواب التوبة و تعدهم بالصفح و المغفرة.. في إطار الإعداد لحملة انتخابية تبشَر بفوز شيخ القبيلة النهضاوية..
ولا ضرَ ان كان ذلك على حساب الحريَة و المكاسب الثورية، التي أمست بعد ست سنوات من الثورة، مجرَد شعارات وهميَة.. أو الإنذار بعشرية دمويَة كما حدث سابقا في الأراضي الجزائرية..

قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إنَ  من أزواجكم وأولادكم عدوَ لكم فاحذروهم" 

ومن أصدق من الله قولا حين أنذرنا من بطش ذي القربى، الذين اشتروا الضلالة بالهدى, وباعوا أوطانهم بأبخس الأثمان و عثوا في الأرض مفسدين، يقتلون النفس التي حرَم الله بالحق و يتظاهرون بالجهاد و ما هم الَا بكاشفين عن ما ملأ قلوبهم من أحقاد..
فسبحان الذين أمهلكم حتى خلنا أنه أهملكم.. فإذا بكم "تشترون بآيات الله ثمنا قليلا" و تستمدون من الدين سلطة لن تغنيكم و تنافقون لتحصيل ما به ترغبون 
تغيَرون مواقفكم باختلاف الظروف و حسب ما تمليه مصالحكم و تمكرون و الله أشدَ الماكرين.
حسبكم ما شهدناه من تضارب لمواقفكم و "سفسطة" انتهجتموها لبلوغ مآربكم.. تشهدون الله على ما في قلوبكم و أنتم ألدَ الخصام.
فمن قتل نفسا بغير حق أو فسادا في الأرض فكأنما قتل جميعا.. و إذا عزمتم على الصفح، فإننا نطالب بالقصاص: "النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ  وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "


آمنة السعيدي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire