lundi 2 janvier 2017

بيع كنيس يهودي للخواص بـ240 ألف دينار: جوزاف روجي بسموث جعل جزءا من تاريخ تونس في المزاد ؟؟



 بيع كنيس يهودي للخواص بـ240 ألف دينار:
جوزاف روجي بسموث جعل جزءا من تاريخ تونس في المزاد 

حتى  نقفل  كلّ مداخل الشيطان  التي قد  ينفذ منها  الماكرون  نؤكد منذ البدء أن فتحنا لهذا الملف  لا يعود لأسباب دينية  ولا تحركه نوازع عرقية دينية ضيقة خاصة  ونحن  نؤمن  أشد الإيمان  بالرسالات السماوية والرسل والكتب  وباليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشرّه  ...ونجزم  قطعا  أننا  جميعا يهودا ومسلمين   تحت مظلة واحدة وهي الراية التونسية   فلا فرق بين  عربي وأعجمي إلا بالتقوى ... هذا من جانب أمّا من الجانب الثاني فإنه بقدر حرصنا على صون  المعالم الاسلامية  وحمايتها  يكون حرصنا على صون حرمة المعالم الدينية الأخرى  لكونها   معالم تاريخية  شاهدة على حضارة البلد   وعروقه الضاربة في قلب التاريخ  فمن لا تاريخ له  لا حاضر له ...
والمعلوم أن  تونس أرض تلاقي الحضارات ويشهد  تاريخها  العابق على عصور وعهود مرت من هنا  من هذا البلد  ويشهد التاريخ  على  حضارة  فاقت 3000 سنة  ...فتونس  أرض التقت على ترابها  الكثير من  الديانات   كلّ منها ساهمت من  موقعها في  نحت تاريخ البلد  وحاضره  وبنت وشيدت  معالم ظلت وما تزال  قبلة الزائرين والمكتشفين والباحثين  في مغاور التاريخ  على اعتبار زخم  المعالم التاريخية وتنوعها  ... ومن الديانات التي مرت وظلت على أرض البلد الديانة اليهودية ،. فقد تبيّن أن وجودهم على أرض تونس يرجع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، على الرغم من أن بعض الفرضيات تقول بأن وصولهم إلى المنطقة يرجع إلى فترة أقدم من ذلك.  ولن  نطيل  سرد مفاصل التاريخ والتحولات  التي عرفها أبناء جلدتنا  من اليهود التونسيين  لزخم المادة وثرائها ولكن  يبقى التأكيد أنهم كانوا فاعلين في كل المحطات التي  عرفتها سيرورة الوطن ...   وكانوا سبّاقين  في  إرساء معالم  قديمة  تاريخية منها  ما يذكر على سبيل  الذكر لا الحصر أنه  عام1931 ، شيد أكبر كنيس في تونس. وبصرف النظر عن أحداث الشغب التي وقعت 1932 في صفاقس وفي  أريانة عام 1934، نعمت الجالية اليهودية بفترة من السلم والنمو الاستثنائي. حتى  بلغ عدد اليهود التونسيين 56240، يضاف إليهم 7000 يهودي فرنسي و3000 يهودي ايطالي. ليصل الرقم الجملي إلى 57 ألف يهودي هاجر اغلبهم فيما بعدو ظلّ ما يقارب عن 1500 يهودي يعيشون على تراب بلدهم إلى حد اليوم.

معطى أولّ 
المؤكد أن كل ّ المعالم سواء كانت إسلامية أو يهودية  أو من أي ديانة أخرى هي جزء لا يتجزأ من تاريخ  وتراث البلد  ... والمفروض أن المعالم  الدينية   سواء كانت زوايا أو مساجد أو جوامع  أو كنائس  يمنع المتاجرة بها  من خلال بيعها أو شرائها أو كرائها   لحرمتها  أولا ولقدسيتها ثانيا ولرمزيتها ثالثا ولتاريخيتها رابعا  ..إلا  أن  رئيس الجالية اليهودية بتونس جوزاف روجي  بسموث ونائبه خليفة  عطون  ريا غير   ذلك  وسمحا لنفسيهما  ببيع كنيسة  كانت تقام فيها  الطقوس الدينية  إلى احد الموطنين لإنعاش كاسة الجمعية وقد  تكون  لمآرب أخرى دون أن تكون  لهما ذرة تفكير في كون  المعلم المباع  على الشياع  هو جزء من تاريخ تونس وفي بيعه بيع حقبة   من حقبات تاريخ البلاد ... 

حكاية الحال 

حكاية الحال فيها نوع من الاستهتار بالتراث المعماري التونسي العزيز  والغالي  وفيها  نوع من الاعتداء على حرمة المقدسات  والأماكن الدينية  المصونة  حتى إن كان  وضعها  متراخيا وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من  السقوط  ... فالمعالم التاريخية ترممّ وتصان حتى وإن كانت في قلب الصحراء على اعتبار ما تحمله من رمزية دلالية جد معبّرة وما تختزله من ذاكرة مرت لعصور ودهور... وحكاية الحال  تتعلق ببيع كنيس يهودي بتاريخ 9 جانفي 2014 ... نعم بيع معلم تاريخي ديني يعود إلى قرون مضت إلى احد المواطنين  الذي هدمه وأعاد  تشييده كما يريد  .. وتتعلّق عملية البيع  بكنيس يهودي  كائن  بمدينة تطاوين بزاوية  نهجي  مسعود الشنّاوي والناظور  ومساحته 162.5  يحده من القبلة مسعود مستيري في البعض  وعمر كريسعان في البعض الآخر  وخليفة المثديني  في الباقي  ويحده جوفا  نهج مسعود الشنّاوي في طول 9.6 وشرقا  نهج الناظور في طول 16.27 متر  وغربا لزهر عبد المقصود في طول 16.47 حسب ما بينه المثال الهندسي للعقار من طرف الخبير بالمساحة عمر عتيق ...
حيث أحالت  جمعية  الجالية اليهودية بتونس في شخص ممثلها القانوني  جوزاف روجي بسموث  المولود في  4 /11/1926 بحلق الوادي  وصاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 00101264 مسلمة  في  15-01-1990 ونائبه خليفة عطون  المولود في 3-3-1939 بجرجيس مدنين  وصاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 03438320 المسلمة في 5-7- 1994  لحبيب  بن سالم بن بلقاسم  اللفات  المولود في 12/12/1962 بالدويرات بتطاوين  صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 03570345 مسلمة  في 15/02/2007 ومهنته تاجر  قاطن  بعدد 6 نهج  عنابة تونس العاصمة ما اسماه  محامي  الصفقة هشام زوبلي بعقار وهو في الحقيقة كنيس يهودي  بمبلغ قدّر ب 240 ألف دينار  تم  دفعه  عند إمضاء العقد بموجب صكّ عدد 0034325 مسحوب على التجاري بنك فرع المنجي سليم تونس ... 

دينيا قد  يساير  البعض من فقهاء الاسلام  عملية هدم  الكنيس اليهودي متعللين  بأن بين جدرانه يرتكب الإثم   والشرك  وعبادة الرحمان وغيره في حين  إلا ان مؤتمر الأساقفة (كاثوليك)  اكد على اهمية    المحافظة على الكنائس  حيث   أكدت توصياته أن الكنائس والمصليات تحتفظ، حتى بعد فقدانها للطابع المقدس، بمعناها الرمزي والديني لدى المؤمنين، لذلك، لا مجال لبيعها ما لم يتم ضمان استعمال جديد متلائم مع الكنيسة ومبادئها الأخلاقية». تبعا لذلك، تُـمنح الأولوية إلى المهمة الرعوية للمباني، وذلك من خلال بيعها إلى مجموعات دينية شقيقة (مثلما حدث لدير الكبوشيين في أرت Arth في كانتون شفيتس، الذي مُـنح للكنيسة الأرتودكسية السورية. وإذا لم يكن ذلك متاحا، ونصت التوصيات على إمكانية تفويت «لمدنّـس» (أي غير ديني) للمبنى، ولكن لأغراض محددة ذات طابع ثقافي واجتماعي ، لذلك، يؤكد المتحدث باسم مؤتمر الأساقفة السويسريين أنه «لا مجال لتحويل الكنائس إلى مراقص مثلا «، كما أنه لا يمكن تحويلها إلى مساجد، نظرا لأن التوصيات تنص على أنه لا يمكن مبدئيا أن تتم عملية البيع إلى أفراد من ديانات أخرى. و«إذا تعذر العثور على حل آخر مطابق لقدسية اعتقادنا، فإن تدمير أماكن العبادة أفضل من التفويت فيها».  
ولكن ثقافيا  لا يختلف   إثنان  في وجاهة وجهة نظر  أهل الثقافة والتراث  والتي  ترى أن  كل حجرة وضعت  في  سالف العصور هي ملك عمومي  ذو رمزية تاريخية  على اعتبار  انه  حينما يقف  المرء أمام معلم تاريخي يطيل فيه النظر ويمعن في تفاصيله وجزئياته عله يكتشف ما غاب عن غيره رغم أن المعلم قائم للقاصي والداني، للقريب والغريب. وتأتي أهمية المراقد والمشاهد والمقامات والمعالم التاريخية المتوزعة في بقاع الأراضي التونسية  من عنوانها  فهي  تاريخ حي له قلب وقدم ويد وفم، يسير إذا عسعس الليل ويمشي إذا تنفس وجه الصبح،... 
وما عميلة بيع  مثل  هذا المعلم وحتى ان كان  كما قيل  انه آيل للسقوط  إلا ترجمانا  صريحا على معدن البائع ونعني به رئيس الطائفة اليهودية  والذي يوحي انه من الشق الذي لا يرى  بضرورة صيانة التراث كتعبير عن الاحترام للماضي والحرص على مواصلة الحوار معه لأن في ذلك ربطاً للماضي بالحاضر وتطلعاً إلى مستقبل زاهر مزدهر ومتطور، بل هو ممن  ينظر إلى التراث نظرة سلبية ويرى فيه دلالةً على تخلّف الماضي وضرورة التخلّص منه، وقد سبب هذا التوجه الفكري ّ السيء  تدمير كثير من المعالم التاريخية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire