أما حزب نداء تونس قد غنم الحكم سريعا لكنه لم يكن قادرا على الاستمرار كحزب قوي... هو حزب يشكو فراغا إيديولوجيا في مستوى العقيدة السياسية، إنه بلا عقيدة... تلك العقيدة التي تدفع إلى العمل التطوعي وإلى التضحية وبذل الجهد.
ثم إن المراهنة على كاريزما هرمَة «للباجي قايد السبسي» إنّما هي مراهنة زائفة لأن النداء كان حزبا مصنوعا من ورق... ف»الباجي قايد السبسي» لم يكن إسما بارزا في الدولة البورقيبية وليس هو من طينة «محمد مزالي أو الهادي نويرة أو صالح بن يوسف أو أحمد المستيري» مع احترامنا للرجل، لقد كان دائما تابعا للآخرين في السياسة..
بقي أنه نجح بعد الثورة في بعض الخطب السياسية الموجهة إلى العامّة، كانت خطبا بسيطة تجمع بين اللغة العامية واللغة الفصحى، تُضرب فيها الأمثال والحكم الشعبية مع بعض السُّخرية والهزل، نجحت تلك الخطب حين ذكّرت الناس بشخصية بورقيبة .
كان انتخاب الباجي خديعة كبرى، وتحول إلى رمز للخيبة في الضمير التونسي... الآن قد مات النداء، ولم يكن الباجي مهتما بموت حزبه لان دور النداء عنده قد انتهى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire