lundi 16 janvier 2017

اغتيال ثورة : 6 سنوات عجاف... طموحات الغنوشي وانحطاط النهضة




عاشت حركة النهضة مخاضا حقيقيا تدور في داخلها صراعات بين الطامحين في السياسة وتعيش صراعا مع القوى السياسية التونسية.... وتنظر بحذر إلى التحولات الإقليمية.
كانت النهضة حزبا ضخما إلا أنها لم تعد كذلك، إنها تدفع ضريبة فشلها في الحكم وفشل الإسلام السياسي نهائيا كايديولوجيا في المجال العربي... فحركة النهضة لم تقدم نقدا موضوعيا لمرحلة حكمها، ولم تُعاود قراءة أخطائها... لقد تحولت إلى كتلة تبحث عن تحالفات مع سائر القوى الضاغطة سياسيا كي تحافظ على بقائها.
ولعلنا لا نعدم القول أن حركة النهضة قد خسرت قسما واسعا من المتعاطفين معها فتحولت من الحزب الأكثر شعبية في البلاد إلى مجرد حزب يتآكل طورا فطورا، ففقد زخمه الايديولوجي نهائيا، ونخرته الصراعات الداخلية، وتُقاسمته المصالح الفردية للطامحين فيه إلى السلطة.
كان راشد الغنوشي براغماتيا وصار يبحث عن مجده الشخصي كسياسي ولو على حساب المبادئ التاريخية... ففرض سيطرة مطلقة على حركة النهضة وبسط نفوذه على كل مفاصلها مستعينا في ذلك بقوته المالية فهو الممول الرئيسي للحركة... صارت النهضة أشبه بشركة أو مزرعة خاصة... وبقدر ما كان الغنوشي مدافعا عن فكرة الديمقراطية وعلى النظام البرلماني ومعارضا للنظام الرئاسي في نظام الحكم... بقدر ما كان الرجل مستبدا بكل الصلاحيات الحزبية... انه هو النهضة.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire