mercredi 7 décembre 2016

الثورة نيوز والسلط المسؤولة حذرناها... فانغمست... ثم بنا تربصت





 

  مازلنا نؤمن اشد الإيمان أن الإعلام هو في الحقيقة عيون السلطة التي ترى من خلالها واقع مجتمعاتها ومازلنا نعد دوره واضحاً وكبيراً في اكتشاف الفساد وبيان مواطنه ، فاعتقادنا راسخ انه السلطة الرابعة التي لها سلطة واسعة لتثقيف المجتمع وإيصال صوت المواطن الضعيف المسكين إلى الدولة، وحلقة الوصل بين الحكومة والمواطن ويقع على عاتقه تشخيص الخلل في كل المجالات
ومازلنا نحلم أن تتفاعل السلطة مع ما نتداوله بشأن كثير من القضايا للتأكيد بأنها تتجاوب وتتفاعل مع الحقائق المدعمة بوثائق، وأرقام سليمة، وحجج تستدل بها على موضع الخلل ، وتأكيدا على أنها لا تدعي «العصمة» لنفسها، ولديها كامل الاستعداد للأخذ بكل ما من شأنه إصلاح مؤسساتها، أو تعزيز البنى التنموية، والارتقاء بالأداء الحكومي إلى أعلى المستويات ، فدور الإعلام مساند ورقيب على أدائها وليس مناوئاً لها.
فالمعلوم أننا في الثورة نيوز لسنا ممن يلوك شتم الفساد من الغلاف إلى الغلاف ولسنا ممن يكتفي بلعنه دون تشخيصه بأسمائه وأفعاله وآثامه بل نسعى جاهدين إلى تضمين مقالاتنا بالوثائق والأدلة والبراهين والقراءة بين السطور والغوص في تفاصيل الخبر وكشف ما خفي منه بقراءة تحليلية متزنة يكون المنطق قوامها ...
فكانت لنا دون مجاملة نظرة ثاقبة وكان استقراؤنا للأحداث سليما وصدق حدسنا وثبتت رؤيتنا ونبهنا إلى عديد القضايا ورفعنا راية بناء الخطورة ولنا في أرشيف الصحيفة ما يجعلنا نعود أدراجنا للوراء لنذكر ما وقفنا عليه قبل وقوعه ... وذاك دورنا ... وتلك غايتنا ... ولكن أسمعت من ينادي حيا ولكن لا حياة لمن تنادي...  


 إفلاس سيفاكس للطيران 

تحت عنوان "سيفاكس للطيران SYPHAX AIRLINES : قرب الإعلان عن إفلاس شركات محمد الفريخة على طريقة عبد المومن خليفة" عنونت الصحيفة مقالها التحليلي قبل وقوع الكارثة وهذا المقال هو في الحقيقة تتويج لعديد المقالات الأخرى التي صبت في نفس الخانة وتحدثت عن قرب إفلاس شركة سيفاكس للطيران. ودون الغوص في تفاصيل ما أوردنا اذ يكفي بنقرة واحدة على الشبكة العنكبوتية مع تدوين اسم الصحيفة مصحوبا باسم الشركة سيتراءى للمتابع العدد الهائل من المقالات التي خصصت لذات الموضوع ...


ولم تكتف الصحيفة بالتطرق إلى إفلاس الشركة بل عرجت على ملف فساد ثاني وهو المتعلق بمواصلة تزويد الشركة الوطنية لتوزيع البترول "عجيل بالوقود لسيفاكس رغم عجزها عن استخلاص ديون بأكثر من 20 مليون دينار بعد أن عادت جميع السندات المالية (كمبيالات) بدون خلاص من احد فروع مصرف بنك الأمانAmen Bank لانعدام الرصيد ... 
ولب الطرح أن تحليل الصحيفة للحدث ذيل بمناشدة قوية للمسؤولين لوقف المهزلة قبل أن تكون الكارثة غير أن صوتها ذهب هباء وكانت الفضيحة والفجيعة : مسافرون معلقون وشركة ماتت موتا سريريا ..


مجمع الخطوط التونسية 

العناوين كثر في ذات السياق أهمها الخطوط التونسية على مدرج الإفلاس والناقلة الوطنية في مرمى الخصخصة والافلاس وغيرها من الأخبار والمقالات الأخرى التي لم تكتف بالتنبيه إلى خطورة الوضع في مجمع الخطوط التونسية بل اقترحت شيئا من الحلول الواقعية التي اعتقادنا أنها تساهم في وقف نزيف التدهور...و على اعتبار أنها تعد العمود الفقري للبلاد وعصبها ارتأينا تحليل الأزمة التي المت بها وفك شفرات التلاعب وأوجه الفساد في المخططات والتعيينات والحماقات المرتبكة على مستوى القيادات مع تذيلها بحلول وتقديم بعض النقاط التي نرى أنها كفيلة بانفراج أزمة الخطوط التونسية وخروجها من عنق الزجاجة معولين طبعا على أراء الكفاءات ونظرتهم الدقيقة للموضوع ومقتبسين من تحليل أهل الميدان والعارفين بكل كبيرة وصغير في الناقلة الوطنية ... 
فكم تحدثنا عن صفقة العار التي لم يقع إيقافها وواصلت فيها حكومات ما بعد الثورة تلك الصفقة المتمثلة في شراء 16 طائرة ''ارباص'' وهي بمثابة نزوة المخلوع الذي أبرم هذه الصفقة المشبوهة اثر زيارة قام بها ساركوزي إلى تونس صحبة وزير نقله ''دومينيك بيسيرو'' وتتمثل الصفقة في طائرات مسافات طويلة... وتساءلنا عن مدى جدوى طائرات الرحلات الطويلة ذات طاقة الاستيعاب العالية بالنسبة للخطوط الجوية التونسية خاصة إذا علمنا أنه  هناك شركات دولية مثل  '' AIRAFRIQUE'' قد أفلست لاعتمادها هذه الإستراتيجية غير الناجعة 
وكم تحدثنا عن الانتدابات والتعيينات والتلاعب في قلب ادارتها والخطوط الفاشلة التي تم فتحها على غرار خط اربيل حيث كنا سباقين في الحديث عن تفاهته في وقت كانت فيه وسائل الإعلام تهلل له وتكتب المقالات عن جدواه من فوق عنان السحاب ...
ولكن هيهات فقد تفاقم الفساد وازداد التلاعب 





الألغام تنزل إلى المدن ... و الإرهاب بيننا 

 في زمن ظل الجماعة يحللون  العمليات الإرهابية وتفاصيلها وجهنا بوصلتنا للتركيز على المسألة العلاجية للظاهرة الإرهابية ، لا على تغطية الحدث الإرهابي ، فموقفنا ارتكز اساسا على ضرورة الانتقال من التركيز على تفاصيل العمليات الإرهابية وردود الأفعال الرسمية والشعبية إلى تقديم رؤى تساعد القارئ على تكوين رأي وطني يتحول إلى موقف موحد ضد الإرهاب.. واستقبنا الجميع وأعلنها على الملأ إن الألغام ستنزل إلى المدن ونبهنا إلى ضرورة التوقي من مثل هذه العمليات الوافدة مرتفعات الجبال إلى قلب المدن التونسية ... هاهو اليوم الإرهاب يمد سماطه في قلب المدينة وفي أهم المواقع الحساسة ...أضف إليها القضية الكبرى التي كشفنها بالوثائق والمتمثلة في موضوع القناصة حيث بسطنا بين أيدي القراء ولأول مرة الوثيقة 1013 الصادرة عن إدارة الأمن العسكري ( أسرار القناصة) دون أن ننسى أيضا الكشف عن بؤر الفساد في القضاء العسكري 




ومواضيع أخرى حارقة

ما جعل الثورة نيوز تسير بخطى ثابتة نحو التطور هي المواضيع الحارقة وعلى درجة كبرى من الخطورة التي ما تزال تثيرها والتي كانت لها الجرأة في التطرق إليها على غرار موضوع مافيا كامورا المرجان وفضحها لشحنة الموت والمتعلقة بصفقة العجول المريضة...كما كان للجريدة الانفراد والسبق الذي تخص به بين الفينة والأخرى قراءها وهي الوحيدة تقريبا من بين كل الصحف الأخرى التي تتطرق إلى هذا الموضوع وتفتح أبواب الفساد فيه والمتعلق بملفات الديوانة التي تعد من الأسلاك الأساسية بل هي بمثابة عصب الدولة ومن بين المواضيع الساخنة التي نشرتها الثورة نيوز نجد ملفات الفساد التي ضربت بجذورها في الشركة التونسية للكهرباء والغاز " الستاغ " وكان لها السبق في إثارة الفساد في وزارة أملاك الدولة ومؤسسة المكلف العام بنزاعات الدولة ومنها قضايا الحبس وأملاك الأجانب وما يحيط بهم من شبهات وتلاعب بلا حدود خاصة فيما يهم عقود الملكية وأتينا على أسماء الفاسدين من كبيرهم إلى صغيرهم... وأهم القضايا على إطلاق التي أثرناها أولا بأول الخسارة التي تكبدتها الدولة ب 1000 مليار في أضخم قضية تحكيمية ضد الدولة التونسية منشورة لدى مركز التحكيم الدولي بباريس affaire A B C I contre la Tunisie تتعلق القضية بالبنك الفرنسي التونسي الذي استولت الدولة التونسية على أمواله. 


رفعنا راية بناء الخطورة 

 بتنا جد مؤنين أن الصحيفة تقوم بدورها على أكمل وجه مع الإقرار بوجود اخلالات ونواقص لا بد من تفاديها وكذلك وجود عيوب لابد من رتقها وفي ذلك نسعى جاهدين رغم كثرة العراقيل فيكفينا أننا رفعنا راية الخطورة واشرنا بالسبابة والإبهام وبالحبر الأحمر إلى الإفلاس والتلاعب والتحيل والألغام ... يبقى القول أن الكشف يبقى على مسؤولية الصحيفة والمقاومة والمكافحة والمحاسبة تبقى على مسؤولية السلطة التي بدل أن توجه أصابعها نحو الداء أدارت له ظهرها وطعنت الصحيفة من الخلف وهذه ضريبة الجرأة وتلك سياسة النعامة 


 هيئة التحرير

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire