mercredi 14 décembre 2016

ملّوليات... الماضي فات




ذكر المؤرخون أنّ تونس أول بلد عربي وإسلامي ألغى الرق في منتصف القرن التاسع عشر.وذكروا أيضا أنّ عددا من العبيد قاموا بمظاهرة ضد هذا القرار واحتجوا بشدة. وقال بعضهم إنهم لا يستطيعون العيش بدون أسيادهم. وصرخ بعضهم : أنا أكره الحرية ..لاأريدها.إنها تصيبني بالبشم .قيل إنهم احتجوا وإنّ عساكر الباي أطلقوا عليهم النار فقتلوا عددا منهم. وقيل أيضا إن هؤلاء خلفوا نسلا تجري العبودية في دمائهم وشرايينهم .ولا يستطيعون العيش دون جنرال يقمعهم أو مستبد يهينهم ويذكرهم بأصولهم الوضيعة. من بين هؤلاء المسمى رضا الملولي ذلك الثقفوت الذي انحاز إلى نظام بن علي وكان بوقا له. كان يدافع عنه بشراسة عجيبة وكان يؤكد للأطراف الخارجية أن بن علي هو السد المنيع في وجه الظلامية، تلك الكلمة التي كان الغرب يخاف منها وبسببها غض الطرف عن الطغاة والبغاة واللصوص والقوادين والمجرمين ومصاصي الدماء وقطاع الطرق. انتهز الملولي تلك الأجواء ليتقرب من النظام ويعلن ولاء لا حدود له. فكوفئ بالمناصب والنفوذ. فصرنا نرى وجهه في التلفزات والبرامج والمجلات والجرائد. وبلغ من أمر النظام أن عيّنه في مجلس المستشارين وهو مجلس جعل معظمه للموالين والقوادين من أنصار النظام. فانتعش عمك الملولي وظن أن دوام الحال أمر مؤكد وأن نظام بن علي سيظل ألف عام كما ظن أنصار الرايخ الثالث. لكن حدث أمر فاجأ الجميع موالاة ومعارضة حين قرر صاحب البرويطة أن يقلب الطاولة على الجميع. فحدثت ثورة على غير منوال. استغل بعض المثقفين والإعلاميين الحرية المتاحة في العهد الجديد وصار بعضهم وجوها إعلامية مهمة تحاول ألا تقصي أحدا وأن تنخرط في المجتمع الديمقراطي الوليد. أمّا رضا الملولي ففقد اختفى زمنا طويلا كما فعل معظم مناشدي العهد البائد. فقلنا استرحنا منه. لكنه عاد مرة أخرى مدافعا عن سيده الفارّ ومثبتا مرة أخرى أنه لا يستطيع العيش إلا في البرك الآسنة .وهو لم يكتف بذلك وإنما وصف الثورة التي استشهد من أجلها الأسود، وصفها باللقيطة. وسارع بحذف تلك الفقرة من حسابه... دون تعليق.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire