mercredi 14 décembre 2016

التعليم قبي قبي




رغم كل ما فعلته دولة الاستقلال من أخطاء واستبداد وفساد وقمع وتعدّ على حقوق الشعب والمجتمع، فقد كانت لها بعض الإنجازات في مجال الصحة والتعليم.وظلّ للمعلم والأستاذ مكانة في قلوب الناس.فأنت حين تلتقي بمعلمك في الشارع تلقي عليه السلام وربما تعانقه في محبة حقيقية إذا لم تره منذ سنين. هكذا أفعل مع معلمي. وهكذا يفعل تلاميذي معي. حسين البحري واحد من التلاميذ الفتوات.وكلّ ما فيه يدلّ على ذلك.وكثير من زملائه كانوا يخافون منه.هومن أولئك الأطفال الذين تربوا في حومة شعبية وكنت أحسه متأثرا بباندية حيه.وكثيرا ما كان يهدد بقية زملائه، خاصّة وقد أوتي قوة في الجسم عجيبة.وكان يتدرب على الجيدو. فحاولت أن أعامله معاملة خاصة لأني كنت أحس أنه يبحث عن أي عذر ليغادر الدراسة. فكنت أسرّ له في كل مناسبة بألا يغادر. وحاولت أن أحسسه أني احترمه. لكن مستواه الدراسي كان ضعيفا جدا. فانقطع غير نادم عليها.ذات صباح صيفي كنت أمشي منتشيا في شوارع سوسة حين أقبل فتى من بعيد. حين صار أمامي عانقني وقبلني وقال لي في رقة عجيبة أدهشتني: كيف حالك أستاذ؟. ترقرق في داخلي نهر من الحنان. وأدركت لحظتها أن المدرسة التي نلعنها صباحا ومساء صنّاعة للإنسان رغم كل ثغراتها وسلبياتها. وحتى إذا لم نجعل من التلميذ مهندسا أو طبيبا، فيكفي أن نجعل منه مواطنا قلبه عامر بالمحبة والأحاسيس الصادقة. أقول هذا وأنا أرى حلبة الديكة التي تفرقت فيها دماء المدرسة بين الوزير والنقابات وكافون. كافون يغني التعليم قبي قبي ...ويدعي أن الأساتذة يكرهون جلول لأنه حرمهم من الدروس الخصوصية. وهوينسى أن معظم الأساتذة لا يقومون بدروس خصوصية مثل أساتذة التاريخ والجغرافيا والتربية والرياضة والرسم ومعظم أساتذة العربية وبدرجة أقل الأنقليزية. ومع ذلك هم شاركوا في ذلك التجمع. وقبل كافون تفاخر قاسم كافي بأنه هرب من الدراسة واعتنق الفن والغناء. إن كافون يمثل حساسية جديدة في الغناء قد نختلف معها ولكن نشجعها.لكنّ الأغاني التي يغنيها فهي لا تشفع له التدخل في أشياء بعيدة عن مجاله.كافون أنت مطرب شاب وكل الدنيا أمامك. نريدك أن تنجح فنجاحك نجاحنا. ونريدك أن تكون رمزا وقدوة تشجع على العلم والبذل والعمل.هل سمعتني يا كافون.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire