mercredi 21 décembre 2016

الكلمة للقراء : راشد الغنوشي وجائزة غاندي للسلام !




هذا المقال يعبر عن راي صاحبه ومن حق حركة النهضة تقديم ردودها على صحيفتنا
 هذه الجائزة تعتبر تكذيبا لكل ما كتب المثقفون التونسيون عن حركة النهضة التي هي المسبب الرئيسي لكل احباط ونكبات وجراح مازالت تنزف بغزارة في تونس وخارج تونس.ويكفي النهضة اجراما ان تونس مضطرة قريبا الى استقبال الآلاف من اولئك "الجهاديين" الذين غررت ودفعت بهم النهضة منذ سنوات الى سوريا"للجهاد في سبيل الله"...اما الباجي السبسي فيبدو انه سيقول لهم ،وبمزاعم اكتضاض السجون:"اذهبوا فانتم الطلقاء "!..(*)
هذه الجائزة تجعلنا نطعن في لجنة الإسناد ذاتها،فإمّا انها مخترقة او انها ساذجة حكمتْ بشكل سطحي (وهذا واردٌ جدا،فالعديد من مثقفي العالم يحملون الإعتقاد السخيف: النهضة تنازلت عن الحكم طوعا، والنهضة قادت الثورة التونسية على غرارثورات "الربيع العربي"...)فلو صح هذان الإعتقادان فمن دون شك تستحق حركة النهضة ان توصف بالنبل والمثالية، لكن لا النهضة شاركت في الثورة ولا هي تنازلت وانما اُجبرت على التنازل غصبا عنها، واكبر شاهد على هذا هي كلمة الغنوشي المرتعشة :– نتنازل عن الحكومة لكن لن نتنازل عن الحكم-،فلو صح تنازل النهضة الطوعي لزادت شعبيتها و"لزكّاها الشعب" كما قال الغنوشي نفسه في الفيديو اللاحق لكنها بين انتخابات 2011 و2014 لم تخسر فقط الترتيب وانما خسرت ايضا اكثر من ثلث ناخبيها( من مليون ونصف الى 947الف!)
وللتذكير ، فمنذ4 سنوات أسند المعهد البريطاني -تش...اتمْ هاوس- جائزته السنوية للغنوشي وللمرزوقي تكريمًا لهما كما قالت اللجنة على "الإئتلاف رغم الإختلاف الأيديولوجي"... لكن هل صدقت تلك الجائزة؟؟؟ ألم ينقلب ذلك " الإئتلاف" الى عداوة وفضائح وهوسِ تش..اتمٍ..!
كل من يتابع مسيرة حركة النهضة يندهش حقا من شطحاتها وتقلباتها بحسب المد والجزر، ففي حالة الضعف تتقارب مع الخصوم وتستقوي بهم كما حدث في هيئة 18اكتوبر ، أما في حالة المد فهي تستنسر فتتنكر لحلفاء الأمس وتنعتهم بالعلمانيين وحتى بالكفار ناهيك عن - الصفر فاصل- .هي تتميز ايضا بعدم الوفاء بالتعهدات ومن ذلك ما وقّعت عليه قبيل انتخابات المجلس التأسيسي الملزمة بسنة واحدة لكتابة الدستور( راجع الفيديو: الغنوشي ومسلسل الكذب)، فبالتوازي مع "كتابة الدستور" قامت بتعيينات لا حصر لها للسيطرة على مفاصل الدولة وتوجد على هذا ادلة دامغة ولعل ابرزها الخطاب المثير للدهشة المسجل(عبد الفتاح مورو يكشف تورط النهضة في التعيينات). فيوم موعد تسليم السلطة رفضتْ النهضة التنازل واتهمت الجميع بالتآمر والإنقلابية،فلم تسلّم السلطة إلا بعد سنة اضافية تحت ضغط المسيرات والإحتجاجات الشعبية! ...
خلال سنتي حكمها كانت النهضة تغض الطرف عن تكديس الأسلحة وعن تنقل الإرهابيين وعن العصابات التي كانت ذراعا تبطش بها وعينا لمراقبة اجتماعات ومحاضرات وتظاهرات الخصوم،لقد كانوا يقتحمونها ويعنّفون النشطاء بكل وحشية، ومن ذلك ما حدث ببطحاء ساحة محمد علي حين هاجموا اتحاد الشغل في مقره، او ايضا قتل المرحوم لطفي نقض( وقد حضي مقتله بتأييد جماعة النهضة وحتى بمداخلات نوابها بالمجلس التأسيسي نفسه دون مقاطعة، انظر:مداخلة النائب علي فارس في جلسة الحوار مع وزير العدل)!...هذا طبعا دون الحديث عن " رابطات حماية الثورة" وهو عبارة عن بوليس سياسي يتابع ويحاصر المثقفين والبدعين وكانت النهضة تدافع عنه ( انظر: راشد الغنوشي لا احد يحق له حل رابطات حماية الثورة)...
ثم وقع اغتيال شكري بالعيد ثم الأمني محمد السبوعي ذبحًا بجبل الجلود، ثم الحاج البراهمي..فعمّت المسيرات الشعبية والإعتصامات المطالبة برحيل حكومة النهضة المتجاوزة اصلا للأجل القانوني.فبدأت المناوشات بين الشعب وانصار النهضة في كل مكان وعم الإحتقان الخطابي ومن ذلك خطاب الصحبي عتيق الشهير في شارع بورقيبة مهددا المتظاهرين بالسحل، وهو تلويح صريح بالحرب الأهلية التي تأكدت من خطاب الوزير الراحل المنصف بن سالم في إحدى ملاعب كرة القدم يتوعد المتظاهرين ويقول نحن مسلحون وحركتنا مرتبطة بليبيا ( راجع الفيديو-المنصف بن سالم نحن مسلحون.وايضا الفيديو: سمير ديلو في سوق السلاح في ليبيا). وفي تلك الإثناء فتحوا الباب على مصراعيه لشيوخ الفتنة امثال العريفي ووجدي غنيم ومحمد حسان والقرضاوي وكل الرجعيين والعملاء التافهين لتهجير الشباب "السلفي" الى سوريا وليبيا،فلم يصدوا الباب الا في وجه المناضلين الحقيقيين ومنهم الشهيد سمير القنطار الذي طردوه شر طردة (انظرخطبة العريفي : دمشق في آخر الزمان...وايضا: القرضاوي يدعو امريكا غزو سوريا) فمن فتح الباب لهؤلاء ؟؟؟
والغنوشي نفسه كان يصب الزيت على النار بمقولاته :-صفر فاصل- و- الباجي أخطر على الثورة من السلفيين- وايضا - الجيش والأمن علماني غير مضمون – فدعى الى التغلغل فيهما( انظر: مطالبة الغنوشي ابو عياض الإنضمام الى الجيش) وايضا تهديد نور الدين البحيري الشهير للأمن التونسي ب.." مئة الف استشهادي"، وحتى فكرة "دولة الخلافة" لم تكن من ابتكار البغدادي زعيم الدواعش وإنما من حركة النهضة بمدينة سوسة مباشرة إثرالفوز بالإنتخابات( انظر: حمادي الجبالي يعلن الخلافة)...وبعد 4اشهر من فوزهم تم احتضان مؤتمر"اصدقاء سوريا" الذي كان باشراف الإمبرياليين والصهيونيين ومنهم "صاحبة الباتينده" هيلاري كلنتن، لتهجير الإرهابيين الى سورية..
فدفع هذا بالمفتي الشجاع عثمان بطيخ الى الخروج من صمته مبينا ان أبناء تونس تتاجر بهم العصابات وان سورية عربية مسلمة لا يصح بها الجهاد الذي لا يحق الا في بلاد محتلة كفلسطين، ونبه الى ضرورة التكاتف ضد ذلك الإرهاب الذي سوف يعود الينا قنابلا موقوتة (انظر: مفتي الجمهورية التونسية الجهاد في سوريا ليس جهادا) فكان مصيره العزل التعسفي من منصب الإفتاء!..وبعد سنتين ونصف حين فاز حزب النداء وتم تعيينه وزيرا للشؤون الدينية وشرع في تنظيف بيوت الله من دعاة الإرهاب،اغتاضتْ النهضة من ذلك فعملت على عزله مجددا مطلع 2016 !..فهل يستحق جوائز السلام من يفعل هذا الأمر الخطير الذي يستوجب البحث والمحاسبة؟؟؟
النهضة خدعت ومازالت تخدع الرأي العام الداخلي والخارجي بإحتكارها لمقولة "التوافق" الذي مصدره الحقيقي الإتحاد العام التونسي للشغل بمبادرته للحوار التي اطلقها يوم الإثنين18جوان2012 وقد رفضتها النهضة بشدة(انظر:نجيب الغربي مبادرة الإتحاد تدخّل في شؤون الحكومة...هي مبادرة جاءت في الوقت الضائع والإتحاد تنقصه الحنكة).
ختاما،النهضة لم تشارك في الثورة وانما ركبت عليها واجهضتها،هي بهذا تذكرنا بحكاية زوجة حمقاء حصل زوجها الفقيرعلى ثلاث دعوات مستجابة فانتزعت منه واحدة وبها صارت "اجمل امرأة في الكون"،فكثُر فجورها وسهرها ومواعيدها، فما كان منه إلا ان مسخها قردة،فصارت تقفز في بيته البائس حتى خربته وكثر نحيب اولادها عليها،فلم يجد من مناص من ارجعها الى سالف عهدها..." نعود كما كنا قبل الزيادات"!..
لقد اجهضت حركةُ النهضةِ (ومعها حُزيب المؤتمر) الثورةَ التونسية داخليا...اما خارجيا فقد جعلا منها مطية بيد الاعداء لتدميرالعرب والمسلمين وتقوي..ض ال...سلام في بلاد الإسلام...فأي معنى اذن لهذه الجائزة الهندية "للسلام"؟؟؟

* لكن هذه السجون فسيحة جدا لإستقبال الوطنيين الشرفاء، ومنهم صاحب هذه الصحيفة محمد الحاج منصور!

 رائف بن حميدة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire