mercredi 14 décembre 2016

ماوراء ظهور الإعلامي المكثف لوزير التربية ؟ المدارس الابتدائية بين سندان الفضائح الجنسية و مطرقة اهتراء البنية التحتية ؟؟




يقول احدهم : إن الخراب الفكري الذي لحق بأجيال عدة سببه خضوعها لنظام تعليم قوامه مناهج مسيّسة، إرضاء لنظام سياسي قائم، سرعان ما يجري تطويعها وتلوينها وقلبها رأساً على عقب لتتواءم ونظام سياسي لاحق.. ونتعجب من أنه على رغم عبقرية الثورة التونسية وحداثتها شكلاً وموضوعاً وتشكيلاً، فإنها لم تنج من براثن القائمين على العملية التعليمية، الذين أصروا على استمرار نهج تسميم عقول الطلاب والطالبات و التلاميذ و التلميذات بالتدليس السياسي والأدلجة التربوية دون هوادة.."
في وقت اشتد فيه الصراع حول الزيادات في الأجور و تعللت فيه الأطراف الاجتماعية بتدني المقدرة للشرائية و زعمت وزارة التربية باختناق الميزانية المالية برزت على سطح قضاي تربوية أكثر قتامة و سواد من الصراع الدائر بين النقابة و الوزارة ... و جوهر هذه القضايا تتعلق بوضع المدارس التربوية و خاصة منها المدارس الابتدائية التي تمثلّ اللبنة الولى التي يتربى بين أقسامها المستقبل العظيم ...
وفي وقت اشتد فيه الصراع المالي بين جناحي المنظومة التربوية بات باب الإصلاح التربوي مغلقا اذ لم يكن يوما يخطر ببال الساسة و الماكثين على دكة التسيير في البلاد معالجة وضع المدارس الابتدائية بقدرما تحولت وزارة التربية و هياكلها فضاء للمغانم فاشتدت داخلها عمليات البيع و الشراء و الموالاة و المحسوبية و الأكتاف و الرشوة و التعيينات بالقرابة و بالمال الفاسد و غيرها .... لتظل دار لقمان على حالها بل تعكرت الأجواء داخل الوزارة و المندوبيات التي تحولت بقدرة قادر الى سوق نخاسة بامتياز ...و اتسعت رقعة الفساد بها و أصبح الحديث عن التربية و التعليم القويم ضربا من الأحلام يعسر تحقيقها ...
ما يمكن ملاحظتها أن التحرش الجنسي داخل المؤسسات التربوية تحوّل إلى ظاهرة حيث تعددّت الحالات و تنوعت تمظهراته و لا أحد سارع الى اتخاذ الخطوات الكفيلة للحد منها 



هذه قطوف و ما خفي كان أعظم 

لم تندمل الجراح بعد من قضية الفتاة الضحية التي لم تتعد 16 ربيعا التي شاءت الأقدار أن تضعها أمام وحش كاسر بإحدى المدارس بالعاصمة الذي تحرش بها جنسيا  بعد أن سولت له نفسه الأمارة بالسوء أن يراود من هي في مقام ابنته معتديا متحرشا ،بعد أن استغل في يوم من أيام شهر فيفري 2013 وجود الصبية بمكتبه فغلق الباب وقال هيت لك : فلمسها من رقبتها وصدرها وزندها متلفظا بما يخدش الحياء وكان لهذه الأفعال وقع الصدمة على البنت التي انهارت بعد أن أصيبت بحالة هستيريا..قلنا لم تندمل الجراح حتى فاحت روائح تحرشات جنسية أخرى أكثر فظاعة منها ملف التحرش الجنسي الذي هز أرجاء مدرسة بمنطقة سيدي الهاني و الذي ظل متسترا عليه ... في ضفة أخرى قدمت معلمة بمدرسة ابتدائية بالشمال الغربي شكاية جزائية لدى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية سجلت تحت عدد 9292 /09 تتهم فيها مدير المدرسة بالتحرش الجنسي. وقالت المعلمة بان المدير كثيرا ما يستدعيها في مكتبه خارج اوقات العمل وكثيرا ما يوجه لها كلاما يحمل عبارات المغازلة والاستدراج ويقوم بحركات مريبة مستغلا في ذلك وضعيتها كارملة. و من الحالات أخرى نذكر أن اقدم أحد المربين من ولاية سيدي بوزيد بمواقعة تلميذته و فض غشاء بكارتها في شهر فيفري و في محاولة يائسة للعودة لمهنته بعد طرده من عمله عقد عليها القران ...
وحتى نراوح بين سرد الرويات و الارقام نذكر على سبيل الذكر لا الحصر أنه في احد المدارس الابتدائية في مدينة اريانة 14 حالة و لئن وزارة التربية الرقم فإنها لا تستطيع اخفاء قيام من 13 تلميذ بتقديم شكاوي في التحرش الجنسي في مطلع السنة الفارطة في ولاية سوسة ... و التحرش الجنسي تعدى مستوى التحرش بالتلميذات بل وصل الأمر الى التحرش بأمهات التلاميذ على غرار ما وقع في إحد المعاهد الثانوية من ولاية سوسة ... و الامثلة على ذلك عديدة و كثيرة ...



 بنية تحتية مهترئة جدا 

أخر تجليات الرداءة و أكثر صورا كانت معبرة عن حالة المدارس الابتدائية هو الخبر المغزي الذي أكده مدير المدرسة الابتدائية الأمل بماجل بلعباس من ولاية القصرين محمد المنصوري و الذي اعلن عن الملأ سقوط جزء من سقف قاعة بالمدرسة وأفاد أنه رفض صباح اليوم السماح للتلاميذ بالدخول إلى القاعة. وأوضح أنه قام بإرسال مراسلة إلى المندوبية الجهورية بعد عدم ردها عن اتصالاته عبر الهاتف
هذه الحادثة هي في الحقيقة ليس إلا أنموذجا بسيط لوضع المدارس الابتدائية التي تشكو عديد النقائص جعلتها اسبه ما يكون بالاسطبلات حيث تصدعت جدران العديد من المدارس و ظلت الطاولات دون تلمسها يد التغيير و السبورات قديمة قدم سيدنا نوح و أما الساحة فحدث و لا حرج و كذلك الشأن للأبواب الأقسام التي تشققت و يصعب في حقيقة توصيف بيوت الراحة التي تتوفر فيها كل شيء إلا ظروف الراحة ... و لئن الصور التي تأتينا من كل حدب و صوب من عديد المدارس تجعلنا نبكي دما على وضعها و حالتها و من ورائها نبكي على مستقبل أطفالنا 
وفي جانب آخر أيضا أصبحت اغلب مؤسساتنا التربوية تتعرض للسرقة و السطو من قبل الخارجين عن القانون و يرجع ذلك بالأساس للنقص الفادح في الحرّاس في جل المؤسسات و كذلك تسجل نقصا أيضا في عملة التنظيف مما يجعلها من جهة عرضة للسرقة و من جهة أخرى عرضة للإهمال حتى ان بعض المدارس تتحول ليلا إلى وكر لمعاقرة الخمر كحال المدرسة الابتدائية بحي الزهور و قصيبة الشط و إعدادية سوسة الجديدة ... 

رقصات الوزير 

ظل وزير التربية ناجي جلول يتباهى بانجازاته من خلال إطلالاته الإعلامية المكثفة و كان يؤمن ان الإعلام وحده كفيل بستر ما خفي من مهازل في الحقل التربوي ... حيث كشفت جلسة المصادقة على وزارة التربية خور آخر في المنظومة التربوية و أبرزت ان الوزير أطنب في القول في الإعلام و أخفى شدائد الأمور و أعفنها حتى صار في مطبات عادت عليه بالوباء ... و لنا عودة عما يحدث فغي المؤسسات التربوية في قادم الأعداد .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire