dimanche 6 novembre 2016

ترك الطبَ بتعلَة النضال و ترك النضال بهدف كسب المال : مهدي بن غربية.. جمل لم ير سنامه.. ينادي بمكافحة الفساد و الفساد كلُ فعله و كلامه




هلَ علينا غداة كنائب في الحزب الجمهوري و تنكَر له ذات يوم ليؤسس التحالف الديمقراطي الذي سرعان ما انقلب عليه وخلَفه شريدا ليستقلَ بذاته ويؤسس لمسيرة نضالية تقوم على المثل المعروف " إذا هبت رياحك فاغتنمها...." والتي آتت أكلها في أوت الفارط.. لتجعل من المهدي بن غربية واحدا من أهم َنوائب حكومة يوسف الشاهد بصفته وزيرا مكلَفا بالعلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني و حقوق الإنسان.

المهدي الفاشل في الاهتداء الى طريقه

لم يفلح لا في دراسة الطب و لا رئاسة و لا سياسة.. شخصيَة متناقضة تصبو الى كلَ شيء و تفشل في كلَ شيء..
ترك الطبَ بتعلَة النضال و ترك النضال بهدف كسب المال.. وبعد تكوين ثروة إبَان الثورة ترأس جمعية النادي البنزرتي التي عرفت آنذاك تأزما في الأوضاع بسبب عدم خبرة رئيسها و سوء إدارته.. وبعد أن أطاح بالنادي العريق وقام بالتفويت في أهم لاعبيه و لم يفلح في تحقيق الشعبية التي ترضيه..اعتزم التخلي عن رئاسته و التفرَغ للسَياسة.. ومن نائب في الحزب الجمهوري الى مؤسس للتحالف الديمقراطي والى سياسي مستقل.. يبحث المهدي على أنجع الطرق التي توفَر له النفوذ و المال و تحصنه كرجل أعمال..حتى على الصعيد الشخصي لم يفلح في الاختيار إلا بعد تجاوزه الأربعين.. تزوَج من قريبته "شريفة بن غربيَة" في حفل زفاف ضخم يخفي زيجة تقليدية لرجل يحاول تعويض شبابه الضائع بحسناء تصغره بخمسة عشر عاما..  ولا يخفى علينا التغيَر الذي يشهده مظهره منذ زواجه ما يؤكَد أنَ شباب زوجته و جمالها أثَر على شخصيَته الهشَة وجعله يهتم أكثر فأكثر بشكله ويسعى الى اصلاح مشكلة الصَلع التي كان يعانيها من خلال القيام بعمليات زرع شعر حدَت من عيوبه الشكلية، في انتظار أن يهتدي المهدي يوما الى خطورة عيوبه الباطنية.


هوس بالأضواء يحوَله الى ناطق رسمي باسم السخافة

عجيب أمر هذا الكائن الذي يجد في "خالف تعرف" سببا للشهرة.. بدأ نضاله بالتمرَد على الشرع و اقتراح مبدأ المساواة في الإرث الذي كاد أن يخلق أزمة بين الجنسين و أشرف على تقسيم البلاد بين موال و معاد لقواعد شرعية ثابتة لا مجال للجدال أو الإجتهاد فيها.  
وسرعان ما قوبل اقتراحه بالرفض بعد أن قام مفتي الجمهورية بالحسم في الأمر مؤكَدا أنَ قانون الإرث مستمدَ من الشرع و هو واضح وغير قابل للتغيير..
اختفى بن غربية قليلا عن الأنظار و عاد يزكَي و يطبَل ليوسف الشاهد الذي منَ عليه أخيرا وكلَفه بالعلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني و حقوق الإنسان.
المضحك المبكي في الأمر هو المعيار الذي استند اليه الشاهد عند اختياره للمهدي بن غربيَة، وكيف  لمهمَة حساسة كتلك أن تعهد له رغم فشله المتواصل في جميع الميادين على حد سواء.. لن نتحدَث عن المستوى العلمي خاصَة و اننا شهدنا في الحكومات السابقة تعيينات لوزراء لا يحملون الباكالوريا و لكننا نتساءل ما إذا كان "الفم الحارك" الذي يمتاز به المهدي بن غربيَة كافيا لتوطيد العلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني و حقوق الإنسان؟
كلَ هذه التساؤلات ترد إثر موجة من التصريحات التي استهجنت هذا التعيين من مثل موقف ياسين بن ابراهيم الذي أكدَ انَ "مهدي بن غربية لا يملك أي ثقل سياسي و لا أدري الإضافة التي يمكنه تقديمها" .
وردَا على هذا الموقف لا بدَ من ذكر الإضافات التي قدَمها الوزير بن غربية من ذلك: إقرار ضريبة بألف دينار على أصحاب المنازل التي بها مسابح، و طابع جبائي على المحامين يتراوح بين 20د و 60د ، إلى جانب الزيادة في نسبة الجولان بنسبة أقل من 15 بالمائة، بالإضافة إلى زيادة "طفيفة" في ثمن المحروقات..
كل هذه الإضافات التي اقترحها بن غربية والتي في ظاهرها تخدم مصلحة خزينة الدولة، تخفي رغبة وزير حقوق الإنسان في الحفاظ على النفوذ وضمان عيش كريم وليذهب الشعب البائس الى الجحيم.



وزير يتطاول على سلك المحاماة و يؤيَد شوقي الطبيب في حملته الوهمية لمكافحة الفساد

في إطار سعيه المتواصل للفت الأنظار، جاءت تصريحات المهدي بن غربية في برنامج "التاسعة مساء" لصديقه "معز بن غربيَة" و التي وصف فيها المحامين بالمتهربين من الضرائب ناعتا ايَاهم باللَصوص دون أي احترام لقيمة هذا السَلك و متحصَنا بنفوذه السياسي.. و هو ما أثار موجة من الغضب قامت على إثرها الهيئة الوطنيَة للمحامين بتقديم شكوى جزائية ضدَه يوم 11 أكتوبر 2016.
ولعلَ هذا ما جعل الوزير يعيد حساباته و يحاول تبرير موقفه أمام المحامين  لحلَ الأمور بطريقة ودَية مؤكَدا أنَ مقترح المحامين حول الجباية لاقى استحسانا كبيرا من طرف المسؤولين الحكوميين و تمَ التفاعل معه بصورة ايجابية باعتباره يجبر جميع المحامين على آداء واجبهم الضريبي مشيرا إلى انَ حوالي 8 آلاف محام يدفعون 11 مليون دينار فقط من الضرائب و هو مبلغ زهيد مقارنة بقطاعات أخرى.
وهذا يندرج - حسب موقف بن غربية - في إطار التزام حكومة الوحدة الوطنيَة بمكافحة الفساد و إرساء حوكمة رشيدة بالشراكة مع المجتمع المدني، غاضا الطرَف عن تورَطه في العديد من قضايا الفساد من ذلك ما نشرناه على صفحات جريدة الثورة نيوز حول استيلائه على العقار عدد 23 طريق الكرنيش ببنزرت ذي الرسم العقاري عدد 52180 ببنزرت المقتطع من الرسم الأصلي عدد 35279  و الذي كان على ملك ورثة المرحوم صالح شيبوب وانتزعه وزير حقوق الإنسان غصبا مستعينا في ذلك بنفوذه و علاقاته.

المهدي بن غربية تحوَل إلى عبء يثقل حكومة الوحدة الوطنية

لم يفلح وزير العلاقات مع الهيئات الدستورية و المجتمع المدني و حقوق الإنسان الَا في توتير العلاقات بين جميع الاطراف لإبداء فروض الطاعة و الولاء لمعيَنيه ساعيا لتوطيد علاقته بالشاهد و العائلة المالكة.. متظاهرا بسعيه لمحاربة الفساد الذي أمسى رفيق دربه منذ سنوات ولا يمكن للمهدي التنكَر له كما تنكَر لمواقفه السابقة.
فمتى تنزاح عنا لعنة المهدي غير المنتظر، و أين ستؤول الأمور إذا بارك يوسف الشاهد مثل هذه المواقف غير المسؤولة و الاقتراحات السخيفة لمهدي الذي برز اليوم في ثياب الواعظين و مشى في الأرض يهذي و يسبَ الماكرين...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire