dimanche 16 octobre 2016

جمعية إنارة : إلى السيد رئيس الجمهورية




الموضوع: مخطط بناء مساجد داخل المؤسسات العسكرية.
لنا شرف لفت نظركم بصفتنا ضباط قادة بالقوات المسلحة بشأن الإتفاق الحاصل مؤخرا بين وزير الدفاع الوطني ووزير الشؤون الدينية حول بناء وتجهيز مساجد داخل الثكنات العسكرية بكامل الجمهورية وتكليف أئمة من طرف وزارة الشؤون الدينية للإشراف عليها.
إن هذا المشروع يطرح جملة من التساؤلات:
أولا لماذا هذا الإتفاق وتحديدا مع المؤسسة العسكرية ؟
ثانيا هل أن المؤسسة العسكرية تتحوّز لوحدها على ثكنات؟
ثالثا هل توجد حاليا ضرورة قصوى لتنفيذ الإتفاق؟
رابعا هل سيسهم هذا المخطط في الترفيع من درجة الأهبة العملياتية للوحدات العسكرية؟
خامسا هل أن السماح بدخول الأئمة للثكنات العسكرية لا يشوّش على نمط العيش ونسق العمل للعسكريين المطالبين بالتركيز جيدا على مختلف مهامهم للذود عن الوطن؟
إنه من المحيّر أمر المسؤولين الحاليين في وزارة الدفاع الوطني الذين تناسوا بأن الجيش الوطني كان قد عرف تجربة فاشلة في هذا المجال في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات حيث أنه في تلك الحقبة رُخّص لعدد من الثكنات بتخصيص بيوت صلاة الأمر الذي خلق شقين صلب المؤسسة العسكرية: الأول شقّ يؤدي الصلاة والثاني معارض لفكرة الصلاة ، مما إنعكس على مردود الوحدات العسكرية وخلق إضطرابا في التسلسل القيادي وضربا لروح القطعة والإنتماء مما سمح لحزب التحرير باختراق الجيش الوطني الأمر الذي انتهى بالأحداث التي عرفها الجيش الوطني بين سنوات 1986 – 1987 .
هذا ونذكر الجناب بأنه بمناسبة إحياء الذكرى الستون لإنبعاث الجيش الوطني فإنكم قد أكدتم في الأمر اليومي على ضرورة الإهتمام بتحيين ظروف عيش وعمل العسكريين المباشرين حيث تعتبر هذه الأولوية الدافع لتحسين الحالة النفسانية للجند قصد الرفع من درجة الولاء للوطن والعلم المفدّى اللذان يعتبرن المحرك الرئيسي لحماية السيادة الوطنية واستقلال الوطن.
لقد أظهر الجندي التونسي كفاءة عالية كمقاتل متميز رغم عدم تأطيره من طرف الأئمة والوعاظ على شاكلة المسيحيين لأن الدين وأداء الفرائض شأن شخصي في علاقة الفرد والخالق .
إنه لمن الأجدر إسهام الأئمة والمختصين في المجال الديني في تأطير المساجين وغسل أدمغة الإرهابيين المعتقلين بالسجون التونسية أو إعداد مخطط وقائي ضدّ التطرف الهدام الذي استشرى في الأوساط الشبابية والذين يعتبر من أولويات وزارة الشؤون الدينية للمشاركة الفعالة في مجابهة الإرهاب.
سيدي رئيس الجمهورية ، ونظرا لإمكانية تدخلكم العاجل في المجال نلتمس من الجناب إعادة النظر في الإتفاقية المبرمة درءا للعواقب الهدامة للوطن ولمصير الجيش الوطني.  

جمعية إنارة
الرئيـــــس


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire