dimanche 16 octobre 2016

أطلقوا سراح الحاج منصور .




يقاس نجاح الثورات وفشلها بما تحقق للإعلام من حرية . وان ما حدث من سجن السيد محمد الحاج منصور مدير صحيفة الثورة نيوز يدل دلالة قاطعة على أن الثورة التونسية قد فشلت فشلا ذريعا . هذا إذا تحدثنا عن ثورة أصلا . حتى أكثر الثورات شوفينية وأشدها تطرفا لم يحصل فيها أن زج برجل إعلام في السجن . الثورة البلشفية نفسها مع ما رافقها من تصفيات دموية ونصب للمشانق لم تشهد سجن صحفي واحد .
لقد تحالفت خفافيش الظلام وغربان الشؤم بقيادة وضباع الموائد بقيادة عميد الغفلة وإيعاز منه للزج بالحاج منصور في السجن . لقد سجن الحاج منصور بلا جريمة ودون جريرة أو ذنب . ذنبه الوحيد انه انتصر للضعفاء وللمضطهدين وللمحرومين .. انتصر لكل صاحب حق . انتصر لكل مظلوم في هذه البلاد وأبلى البلاء الحسن لإنصافه من الظلمة الفاسدين . أطلقوا سراح الحاج منصور . ذنبه الوحيد انه وقف إلى جانب القضايا العادلة ودافع عن أصحابها . دافع عن الشرفاء وكشف الفاسدين . ذنبه انه رفض الانخراط في منظومة الفساد .. رفض الانضمام لإعلام العهر والفجور .. إعلام العار الجبان والمتمعش من فتات الموائد .. إعلام بن علي . أطلقوا سراح الحاج منصور . ذنب الحاج منصور الوحيد هو انه رفض الابتزاز والمساومة وأبت عليه أمانته وضميره أن يمد يده لموائد أسيادكم يا إعلام العار .. لان الحر لا يأكل من قلمه . أطلقوا سراح الحاج منصور . فالحاج منصور اشرف من شرفائكم يا من تدعون مقاومة الفساد وانتم أرباب الفساد والمنظرون له . 


الحاج منصور اشرف من شريفكم يا من تدعون محاربة الرشوة وانتم تتسترون على المرتشين . هذا إذا كان فيكم شريف أصلا . الحاج منصور هو الشمعة التي تنير لنا درب الحقيقة .. هو الشمعة لأنه يضحي بنفسه من اجل الآخرين .. لأنه يعطي ولا يأخذ .. لأنه صاحب قلب كبير وقلم شريف . أليس من الظلم سجن رجل دون جرم ودون جريرة ؟ أليس من العسف إيقاف رجل لمنعه من الكلام ؟ أتسجنون رجلا أن يقول ربي الله ؟ محمد الحاج منصور هو هذا الرجل الذي قال ربي الله .. أما انتم فأربابكم الدرهم والدينار. أطلقوا سراح الحاج منصور . أين إعلام العار ؟ أين نقابة الصحفيين ؟ أين الصحف الصفراء ؟ أين المتمعشون من فتات الموائد ؟ أين جوقة المتزلفين والمنافقين ؟ لماذا لم يصدروا بيانا واحدا ينددون فيه بحبس زميلهم ؟ ولكن مهما فعلتم .. ومهما فتحتم أبواب سجونكم وبوابات زنازينكم فلن تستطيعوا إخماد الكلمة .. لن تتمكنوا من إسكات الرجل ولا من إخراس صوت الذين يرددون الآن كلماته . كلنا سنصبح الحاج منصور . المناضلون .. المثقفون .. الجامعيون .. الفلاحون .. النخبة .. التلاميذ في المدارس .. الأساتذة في المخابر .. الخطباء على المنابر .. الحفاة في الأزقة .. الجياع في الطرقات .. المظلومون في السجون .. المشردون على الأرصفة .. المحرومون .. المضطهدون .. كلهم سيصبحون الحاج منصور .. كلنا الحاج منصور .. أطلقوا سراح الحاج منصور . مقالاته ألهبت مشاعر الجموع  وأحيت الأمل في استرجاع ثورة مفقودة .. مسروقة .. أطلقوا سراح الحاج منصور . اعلموا أنكم بسجن الحاج منصور قدمتم له خدمة جليلة من حيث لم تشعروا .. لأنكم بذلك زدتم من عدد المتعاطفين معه والمناضلين في صفوفه . أثبتم للناس وللعالم أنكم فتحتم سجونكم لسجن الإعلاميين الشرفاء وإخماد الكلمة الحرة . لك الله يا محمد الحاج منصور .. لك الله .. كم تعلمنا من مقالاتك .. وكم تلقينا الدروس من مواقفك .. ستبقى ذلك النسر الذهبي المحلق في سماء الشرف و الحقيقة .. أما خصومك وأعداؤك .. فليسوا سوى خفافيش وغربانا تحوم حول موائد أسيادها ولا تقدر  على مجابهة الشمس . اصبر فان الله مع الصابرين .. اصبر أيها المظلوم فان لكل ظلم نهاية .. وكل ليل سيعقبه النهار . اصبر فان حبسك فتح عيوننا على حقيقة كنا نتجاهلها طويلا .. حقيقة أن ما حدث في بلادنا ليس ثورة بل هو كذبة كبرى .. وهم زالت غشاوته عن عيوننا كما يزول الخيال عند طلوع النهار . اصبر فان الذين سعوا في حبسك والذين تواطئوا معهم  قد لطخوا أنفسهم بعار لن يمحى ابد الدهر . 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire