mardi 25 octobre 2016

لجنتنا سبب علّتنا : في جمهورية "الموز" وغسل الأموال ...تغلب الأقوال على الأفعال




أحدث المشرّع التونسي، خلال سنة 2003 لدى البنك المركزي التونسي لجنة تسمى "اللّجنة التونسية للتحاليل المالية" تعقد جلساتها بمقرّ البنك المركزي التونسي الذي يتولى كتابتها. وتتكون تلك اللجنة الصّورية من هيئة توجيه وخلية عملية وكتابة عامة. وتتولى اللجنة القيام بإصدار ونشر المبادئ التوجيهية الكفيلة بترصد العمليات والمعاملات المسترابة والتصريح بها ولكن دون السهر على احترامها من قبل المؤسسات المالية والباعثين العقاريين والوسطاء بالبورصة وتجار المجوهرات والمهن الأخرى الملزمة بالتصريح بالعمليات المسترابة لديها وتلقي التصاريح حول العمليات والمعاملات المسترابة وتحليلها والإعلام بمآلها والمساعدة على وضع البرامج التي تهدف إلى منع المسالك المالية غير المشروعة وإلى التصدي لتمويل الإرهاب وغسل الأموال والمساهمة في أنشطة البحث والتكوين والدراسة وبصفة عامة في كل نشاط له علاقة بميدان تدخلها وتمثيل مختلف المصالح والجهات المعنية بهذا المجال على الصعيدين الداخلي والخارجي والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بهذا المجال على الصعيد الوطني وتيسير الاتصال بينها. و الدارس لتلك المهام يمكنه بيسر أن يدرك أن ما تقوم به اللجنة ليس له أية علاقة بمكافحة تبييض الاموال الذي عرف نموا منقطع النظير من شانه جعل المستثمرين الجديين العزوف عن الانتصاب بتونس خاصة بعد ان تم تصنيفها كوكر لتبييض الاموال والتحيل الدولي من قبل خلية معالجة المعلومات المالية ببلجيكا. فقد تحولت تونس الى إحدى اكبر منصات غسل الاموال القذرة المتأتية من الجريمة الدولية والتهرب الجبائي بفضل مجلة التشجيع على الاستثمارات ونصوصها التطبيقية وبالأخص الأمر عدد 492 لسنة 1994 الذي ضبط قائمة الانشطة التي تنتفع بالامتيازات المالية والجبائية. وللدلالة على استنتاجنا هذا يكفي معرفة ان تلك اللجنة النائمة لم تكلف نفسها عناء الاتصال بوكالة النهوض بالصناعة والتجديد لدراسة وضعية عشرات ألاف المتحيلين الاجانب الذين بعثوا بشركات برأسمال لا يتجاوز 500 يورو ليقوموا بأنشطة متعددة كبيع الفواتير الصورية وتبييض الاموال المتأتية من الجريمة وتبييض الجرائم الجبائية وتهريب الآثار والتجسس وغير ذلك من الانشطة المجرمة قانونا. كما انها لم تكلف نفسها عناء الاتصال بإدارة الجباية ووكالة النهوض بالصناعة والتجديد لمعرفة مكاتب توطين المؤسسات التي ليس لها من نشاط سوى التلبس بالألقاب المهنية وإيواء المتحيلين الاجانب الذين يقومون بأنشطة اجرامية من بينها تبييض الاموال والذين ليس لهم في الحقيقة أي تواجد واي نشاط بالتراب التونسي. كما ان تلك اللجنة لم تكلف نفسها عناء الاتصال بوكالة النهوض بالفلاحة للتعرف على كبار المتهربين من دفع الضريبة كالأطباء والمحامين وغيرهم من اصحاب المهن المشهورة بالتهرب الجبائي الذين بعثوا بمشاريع فلاحية ليس لها من نشاط سوى تبييض المداخيل غير المصرح بها والمتأتية من انشطة اخرى ليس لها اية علاقة بالنشاط الفلاحي، علما انه كان بإمكان اللجنة النائمة التأكد من ان تلك المشاريع صورية ولا تنتج شيئا. أيضا، لم تكلف اللجنة نفسها عناء الاتصال بوكالة النهوض بالصناعة والتجديد لدراسة استثمارات المتحيلين المصرح بها على الورق بمناطق التنمية الجهوية والتي ليس لها أي وجود بتلك المناطق او التي لم يتم انجازها والتي تم التصريح بها بتلك المناطق للتهرب من دفع الضريبة على الشركات لا غير. كما ان اللجنة لم تكلف نفسها عناء الاتصال بمركز النهوض بالصادرات للتعرف على المتحيلين الاجانب الذين بعثوا بشركات تجارة دولية مصدرة كليا لا تعرف من التصدير الا اسمه ولا تصدر اية منتوجات تونسية وليس لها في بعض الاحيان أي وجود مادي بتونس وهي التي تم بعثها من اجل تبييض الاموال والجرائم الجبائية. كما ان اللجنة النائمة لم تكلف نفسها عناء ضبط قائمة في الوسطاء بالبورصة الذين هم بصدد مساعدة حرفائهم على استخلاص الصكوك المتعلقة بمداخيل غير مصرح بها دون ان تظهر هويتهم وأولئك الذين يقومون مكانهم بالدفع اذا ما قاموا باقتناء عقارات وغير ذلك من الممتلكات دون ان تظهر هويتهم .لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء ضبط قائمة في الباعثين العقاريين الذين يساعدون حرفاءهم على القيام باقتناءات دون ان تتمكن ادارة الجباية من ضبطهم من خلال مدهم بوصولات مقابل التسبقات التي يدفعونها ولا يبرمون معهم العقود النهائية إلا بعد سقوط حق الخزينة العامة بمرور الزمن. رئيس لجنتنا النائمة لم يكلف نفسه عناء البحث في الاموال المشبوهة والقذرة التي تمر عبر البنك المركزي والمتأتية من الجنات الضريبية الان مثل جرزي وجزر كايمون والجزر العذراء البريطانية وجزر الموريس والسايشال وغيرها والتي يتم ضخها في اطار استثمارات وغسلها وإعادة تصديرها  إلى أوروبا وغيرها من البلدان. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء تتبع المخالفين الذين يتعمدون عدم التصريح بالعمليات المشبوهة والمسترابة وبالأخص بعض الوسطاء بالبورصة الذين يقبلون بإيداع اكياس من النقود لديهم تقدر قيمتها بملايين الدينارات. بهذا الخصوص نشير الى ان احد الوسطاء بالبورصة المتواجد  بضفاف البحيرة والمكون من قبل احد الخليجيين الناشطين بسويسرا قبل بإيداع 7 ملايين دينارا نقدا وهذه جريمة يعاقب عليها بالسجن القانون المتعلق بمكافحة تبييض الاموال باعتبار انه يمنع عليه قبول اكثر من 5000 دينار نقدا. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء ضبط قائمة في التونسيين الذين بعثوا بشركات دون التصريح بها لدى البنك المركزي بالمناطق الحرة والجنات الضريبية والتي يستعملونها لتهريب العملة الصعبة الى الخارج بواسطة الفواتير الصورية التي يبعثون بها الى شركاتهم بتونس مقابل خدمات واستشارات ودراسات صورية وكل تلك العمليات المشبوهة تمر اليوم عبر البنك المركزي الذي هو مقر للجنة التونسية للتحاليل المالية. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء تتبع بارونات التهريب والتحيل الجبائي والجريمة المنظمة الذين هم بصدد تبييض اموالهم عن طريق الاقتناءات العقارية والمقاهي الفاخرة التي يبعثون بها بالمناطق الراقية وهذه المعلومات يعرفها القاصي والداني وقد اصبحت في دائرة الاستقصاءات التي تقوم بها صحيفتنا. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها يوما عناء تتبع مراقبي الحسابات الذين هم على علم بكل العمليات المشبوهة والمسترابة المشار اليها اعلاه والذين لا يعلمون بها اللجنة ووكيل الجمهورية مثلما اقتضى ذلك التشريع الجاري به العمل. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها يوما عناء تتبع الاطباء خاصة بجهة صفاقس الذين يدخلون مبالغ مالية هامة من ليبيا بعد التصريح بها لدى الديوانة وكذلك لدى ادارة الجباية كمقابل لخدمات تصدير اسدوها بليبيا والحال ان تلك المبالغ تتعلق بمداخيل تم تحقيقها فوق التراب التونسي وتخضع للضريبة على الدخل بتونس .... لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء تتبع المتحيلين الاجانب الذين بعثوا بشركات دراسات واستشارات مصدرة كليا لدى الشباك الموحد بوكالة النهوض بالصناعة والتجديد والتي ليس لها من نشاط سوى قبض رشاوى تتأتى من شركات فازت بصفقات  عمومية دولية ببلدان هؤلاء الاجانب وهذا شكل من اشكال تبييض الاموال. لجنتنا النائمة لم تكلف نفسها عناء فتح تحقيقات بخصوص الثروات الطائلة المتمثلة في العقارات والمنقولات التي جمعها الموظفون الفاسدون بواسطة الرشاوى التي يتلقونها يوميا في مختلف المواقع .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire