mardi 25 octobre 2016

عودة على بدء : الفساد العلمي بالجامعة التونسية: عندما يتجسّد المثل الشعبي "يا بابا وقتاش انولوا شُرفاء"




    نعود انطلاقا من هذا العدد إلى فتح الملفات الحارقة للفساد العلمي بالجامعة التونسية. وكنّا قد تناولنا في الأعداد 179، 180، 181 و182 ملفات فساد لجنة التأهيل الجامعي ولجنة الانتداب في رتبة أستاذ مُحاضر في اختصاص الجغرافيا. و قد أتينا على مختلف جوانب الفساد التي أتاها كل من رئيس اللّجنة عدنان حيدر والمقرّران عمر بالهادي وفضيلة العلوي لصالح التجمّعي مراد بن جلّون والي سيدي بوزيد الذي كنسته ثورة 17 ديسمبر المجيدة (يمكن للسّادة القرّاء الإطلاع على هاته المقالات على موقعنا على شبكة الانترنيت).  وقد وعدنا في العدد 182 بمواصلة فضح زمرة الفساد وخاصّة "جوكير اللّجان علي بن نصر "  " الأستاذ " بجامعة صفاقس. وإذا كنّا قد توقفنا منذ العدد 182 عن متابعة هذه الملفات فلسببين رئيسيين:
- الصّمت المُريب للوزارة في عهد الوزير السابق شهاب بودن عن كلّ الملفات التي فتحناها حتّى باتت داعما وصائنا لهذا الفساد المتفشّي. ولو انّنا نعرف أنّ بالوزارة وفي مواطن القرار لوبي فاسد يحمي ويتستّر على هاته اللّجان وسنفضحها في مقال مستقل عسى أن يتمّ كنسها في عهد الوزير الجديد.
- التفاعلات العديدة التي وصلتنا والتي يعتبر بعضها بحق مُثيرا وصادما الى حدّ التقزّز. ولمّا كانت هاته التفاعلات تستوجب التثبّت حفاظا على مصداقية الجريدة فإننا انتظرنا عودة الجامعات الى الدراسة للقيام بذلك.
وإذا كنّا قد نشرنا (العدد 182) العديد من التفاعلات حول عرّاب الفساد العلمي بالجامعة التونسية عدنان حيدر وفساد المقرّرين عمر بالهادي وفضيلة العلوي سنتناول في هذا العدد بعض التفاعلات والتي استقصينا صحّتها وتتعلّق بالأساس برئيس لجنة الانتداب عامر الوسلاتي والعضو فيها الهادي بن وزدو واللذين كنّا قد وصفناهما "بالمشهود لهما بالأمانة والاستقامة " ( العدد 179 ) وهو الوصف الذي طعن فيه العديد من المتفاعلين باستدلالات صادمة أحيانا. والحقيقة أنّ هذا الوصف لم نأت به من عندنا بل أنّ يعض الذين استقصيناهم من كلية العلوم والإنسانية بتونس وكلية الآداب والفنون والإنسانيات هم الذين شهدوا به. غير أنّ بعض من الذين عاشروا بدايات هذين الأستاذين استغربوا ذلك وأمدّونا بمعطيات وحقائق نسفت ألانطباع ألأوّل، لهذا صحّ عليهما المثل الشعبي " يا بابا وقتاش انولّوا شُرفاء". وسنكتفي في هذا المقال بحقائق تضعهما في موقعهما الصحيح.
..! نجاة الحمزاوي "حرم عامر الوسلاتي": من طالبة " إمكرتشة " إلى أستاذة جامعية 
بركاتك سيدي عامر...
     تقول إحدى المتفاعلات والتي أصرّت على الإشارة اليها بحرف "س" بأنّ السيّد عامر الوسلاتي جهبذ الجيومورفولوجيا بنى مجده الزائف على الاحتكار والإقصاء والمحاباة. فقد ورث عن الأستاذ "رولان باسكوف" التخصّص في جيومرفولوجية السواحل وبسط نفوذه على كامل السواحل التونسية وتصدّى لكلّ من  حاول الاقتراب من هذا المجال حتّى يبقى سيّد نفسه، وحتّى الذين تجرّوا وكتبوا أو بحثوا في هذا المجال فانّه تصدّى لهم من خلال لجان الانتداب أو الترقية.
ويذكر أحد الذين عايشوا تلك الفترة بأنه وزمرته قد تصدّوا للأستاذين الشابين في بداية الثمانينات من القرن الماضي السيدين علي حمزة وعادل الهنتاتي لاختيارهما مدرسة تُخالف نهجهم. فانتمى السيّد علي حمزة للمعهد العالي للعلوم الفلاحية واختار السيد عادل الهنتاتي الابتعاد كليا عن هذا المجال ليصبح خبيرا في البيئة ليبقيا لهم المجال فسيحا يمارسون فيه لعبة الإقصاء لكل من يمثل عليهم خطرا.
وتضيف السيّدة "س" بقولها: لا أعتقد أنّ السيّد عامر الوسلاتي قد نسي وهو في بداية حياته المهنية يوم كان يرابط بالمكتبة الوطنية " مكتبة العطّارين" بحثا عن عروس. ويعرف الجميع أنّ مكتبة العطّارين لا تختصّ في مجال الجيومورفولوجيا وأنّ مرابطته هناك بحثا كما قلنا عن عروس. لكنّه لم يجد إلاّ الصدّ والنفور لأسباب يعلمها جيّدا. وتلعب الصدفة دورها، فقد كانت الطالبة نجاة الحمزاوي قبل دورة سبتمبر 1981 على ما أعتقد، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية الحالية تبحث عمن يساعدها من الأساتذة على فهم الخرائط الطبوغرافية والجيولوجية. ولا يُعرف حقيقة إن كانت فعلا تروم ذلك أم هو الأسلوب الذي تعتمده بعض الطالبات تقرّبا ولفتا للنظر. فالتجأت لأحدهم والذي أطردها. وتقول بعض استقصاءاتنا بأنّ هذا الأستاذ كان يدرّس بدار المعلمين بسوسة وتعلّقت به شبهة المحاباة والتي تسبّبت له في بعض المشاكل. فتلقفها السيّد عامر الوسلاتي في إحدى أروقة الكلية ليراجع معها ولها. والنتيجة نجاح باهر وزواج سعيد بعد مدّة قصير وتصبح الآنسة الحمزاوي مدام الوسلاتي في المرحلة الثانية. وقد أكسبها ذلك نفوذا وسلطة عانت منها بعض زميلاتها الكثير. وتقول استقصاءاتنا بأنّ هذا الزواج السعيد حوّلها من طالبة متعثّرة في تعليمها الى نابغة وكلّ ذلك بفضل بركات سيدي عامر. وتذكر استقصاءاتنا بأنه وإبعادا لكلّ شبهات المحاباة سجّلها في الأطروحة مع عمر بالهادي والذي أتينا في أعدادنا السابقة على فساده. وحتّى تكتمل المسرحية فقد ألحقها بقسم الجغرافيا بمنوبة زمن تغوّل رائد الفساد العلمي بمنوبة عبد الله الشريف والذي اشتهر بمعاداة وإقصاء وتهميش كلّ من تمرّد على سلطته. ثم تعود الى كلية 9 أفريل بعد نيلها شهادة الدكتوراه لتؤنس زوجها. نعم هكذا يتحوّل الطالب الفاشل الى استاذ جامعي وتصدّ الأبواب في وجه المتميزين. فكيف يوصف من قام بكلّ هذا بالأمين ؟ انّه مجرّد سؤال. وسنوافيكم في العدد القادم بفتح ملفات بقية زمرة الفساد.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire