mercredi 7 septembre 2016

دافعت عنها الثورة نيوز في تصديها للفساد : "تونسية وديما لقدام" السيدة ازدهار الشايب نموذجا




    قد يتذكّر البعض قضية السيدة ازدهار الشايب التي تبنتها الثورة نيوز وساهمت في جعلها قضية رأي عام. هاته القضية كانت لها تبعات ناجحة أهلت السيدة ازدهار للتكريم من لدن المندوبية الجهوية لشؤون المرأة والأسرة بنابل بمناسبة العيد الوطني للمرأة  تقديرا لنضالها وللنجاحات التي حقّقتها. وللنجاح هذا بداية. فعندما تبنّت الثورة نيوز قضية السيّدة ازدهار الشايب منذ أكثر من سنة ودافعت عنها فانّ ذلك لم يكن من باب التعاطف الشعوري باعتبارها أرملة وفقيرة وإنما كان ذلك من منطلقات مبدئية تأسّس عليها الخط التحريري للجريدة. فالثورة نيوز كما هو معروف والى جانب مقاومتها للفساد بجميع أشكاله، فإنها أيضا جريدة المظلومين والمحرومين والمضطهدين. والسيّدة ازدهار الشايب كانت واحدة من هؤلاء. فقد اطردت تعسّفا بعد 25 سنة عملا من تعاضدية "السكام" بمنزل بوزلفة لا لخطأ مهني ارتكبته أو تراخ في العمل أو غير ذلك من الأسباب الموجبة للطّرد وإنما دفاعا عن كرامتها من التجاوزات الاخلاقية  المتكرّرة لرئيس مجلس ادارة التعاضدية. وقد فسحنا له المجال ليردّ على ما كنّا قد نشرناه في هذا الصدد فكان ردّه داعما لقضية السيّدة ازدهار الشايب ومؤكّدا على عدالتها أكثر من دفاعه عن نفسه. ويبقى السؤال المطروح كيف تطوّرت هاته القضية منذ ذلك التاريخ؟
بالإضافة الى وضع الملف بين أيدي القضاء والذي أنصفها مؤخرا بالحكم لفائدتها، فإنّ هاته القضية تحوّلت الى قضية رأي عام. فتبنّتها عديد الأطراف السياسية دون تسييسها كما تقول السيّدة ازدهار ووصلت الى أروقة مجلس النواب والى وزارة المرأة وتبنتها جمعية النساء الديمقراطيات والعديد من منظمات المجتمع المدني.
غير أنّ الأهم من كلّ هذا كيف تعاملت السيّدة ازدهار مع واقعها الجديد؟
تقول السيّدة ازدهار الشايب لم يكن من السهل علي أن أجد نفسي مقطوعة الرزق فجأة دون التهيؤ لذلك. فعرفت الخصاصة والاحتياج فكانت ثورتي على وضعي أشدّ شراسة من ثورتي على مجلس ادارة تعاضدية "السكام". لكن كيف السبيل؟

بقرض صغير نطلق جوانحي ونطير

التعويل على الذات لا يمنعك من الاتكاء على أيّ سند مشروع وفي المتناول بشرط الاقتناع بقدرتك على النجاح. هكذا تقول السيدة ازدهار وتضيف  فكّرت في مشروع في مجال تخصّصي (الحليب ومشتقاته) وطرقت أبواب جمعية "أندا العالم العربي التنموية" فرع منزل بوزلفة. ما يلفت الانتباه هنا أنّ الإطار النسوي العامل بالجمعية هو الطاغي وكفاءة هذا الإطار يجعله يستقرىء نجاح المشاريع فكانت الخدمة المقدّمة الي على غاية من السرعة والنجاعة والإتقان فكان هذا دافعا كبيرا للنجاح والإصرار على النجاح. وهنا تشكر السيّدة ازدهار الشايب كل العاملين بالجمعية لما يقدمونه لأمثالها من مساعدات في شكل قروض قد تبدو بسيطة لكنها قادرة على تغيير الوضع المادّي للعديد من العائلات. وللتذكير هنا فانّ هاته الجمعية تتعامل وبنسبة تفوق السبعين في المائة مع النساء لقدرتهن على حسن التعامل مع هذا النوع من القروض وتوفير امكانات متعدّدة لمساعدة عائلتهن على مجابهة ظروف الحياة. وبالتالي كما تقول السيدة ازدهار فانّ نجاح أي مشروع هو نحاج لكل هذا الإطار الكفء وأنّ التكريم الذي نالته تهديه لكلّ فرد منه وانّ شعار " بقرض صغير نطلق جوانحي ونطير" هو شعار واقعي وقابل للتحقيق بل هو هدف لكلّ مشروع قرض.


         جمعية "الأسرة الآمنة" بمنزل بوزلفة والأمان المنشود

مساعي السيّدة ازهار الشايب لتأمين انطلاق مشروعها لم يقتصر على جمعية "أندا" بل وجدت السند أيضا من جمعية "الأسرة  الآمنة" بمنزل بوزلفة وهي جمعية توعوية  خيرية مستقلّة تهدف الى الإحاطة بالأسرة اجتماعيا وماديا وخاصّة الأرامل والمحتاجين والأيتام لإيمانها بأهمية النهوض بمستوى الفرد ليكون في خدمة المجتمع. ولم تكن السيّدة الدكتورة هاجر المجدوب الفاهم رئيسة الجمعية مجرّد سند مادّي عرضي فقط بل كانت أكبر من ذلك بكثير كما تقول السيّدة ازهار الشايب. فقد كانت سندا معنويا شاحذا للعزيمة دافعا للنجاح. كما لم تتوان عن تبنّي علاجي مجانا عندما توقفت صلوحية دفتر علاجي بتوقف راتبي. بل أكثر من ذلك فقد كانت حريفة وفية أدرك انها تقتني بضائع من مغازتي الصغيرة أكثر من حاجاتها مساعدة على انجاح مشروعي. ولم تكن جمعية الأسرة الآمنة مجرّد جمعية تساند ماديا المحتاجين بل أنّ الخدمات الاجتماعية والصحية التي تؤمّنها توفّر فعلا الآمان للأسر. فمفهوم الأمان من منظور المشرفين على الجمعية شامل أو لا يكون. لهذا كانت مساعدة الجمعية لي على أكثر من واجهة ولهذا أيضا كان التكريم لي تكريما لكلّ أعضاء هاته الجمعية.
وتختم السيّدة ازدهار الشايب بشكر كلّ الأطياف السياسية الذين تبنوا قضيتها دون أن يسيسوها كما تشكر الثورة نيوز التي دافعت عنها بشراسة ونحن بدورنا نقول لها هذا واجبنا ونجاحك هو نجاحنا. 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire