mercredi 7 septembre 2016

مأساة تأبى النسيان: الذّئب البشري والملاك الصّغير والعدالة العاجزة ؟




تكرّرت في بلادنا خلال هذا الزمن المعكوس الاعتداءات الجنسيّة بفعل  الفاحشة على  الأطفال القصر  وقد قيل إنها بلغت 160 اعتداء خلال سنة 2015 (حسب الإحصائيات الرّسمية) وهذا الرقم مغلوط ولا يمثّل الحقيقة المغيّبة حيث لا يقلّ عدد الضحايا عن 2000 طفل وباعتبار  جنوح بعض الضّحايا الى الصّمت المرير خوفا من تهديد الجاني من جهة من ردّة فعل العائلة والفضيحة من جهة ثانية والمثير في غالبيّة القضايا سلبيّة تعاطي القضاء العليل والعاجز مع ملفّات مفاحشة الأطفال ولنا في واقعة الحال والتي تضرّر منها ملاك صغير بجهة كندار من ولاية سوسة إلا أن القضاء ترك الذّئب البشري حرّا طليقا يمارس هوايته المفضّلة في اصطياد وذبح الطفولة على هواه .


بتاربخ 29 ماي 2015 تقدم المدعو (م.س.) ومهنته سائق سيارة أجرة بشكاية الى أعوان مركز الحرس الوطني بكندار (ولاية سوسة) مفادها أن الفاعل الأثيم المدعو (ش.ع.) شهر وائل (عمره 20 سنة) قد اعتدى بفعل الفاحشة على ابنه ياسين البلغ من العمر 12 سنة طالبا تتبّعه عدليّا مع التأكيد على أنه تجمعه بالعائلة علاقة قرابة عائلية (المعتدي هو خال والدة الطفل المعتدي عليه) فأجريت الأبحاث الأولية وتم فتح تحقيق قي الغرض لدى مكتب التحقيق الثاني بالمحكمة الابتدائية بسوسة 2 (قضية تحقيقية عدد 2/331 لسنة 2015 ) مع الاشارة إلى أنّ السفاح (ش.ع.) سبق له أن اعتدى في فترات سابقة وبنفس الطريقة على عدد من الأطفال القصر من بينهم طفل مختل عقليا وطفل ثان يدعى سيف الدين وطفل ثالث والقائمة طويلة لا محالة لكن غالبيّة المتضرّرين إما أنهم خيّروا الصّمت والتستّر على الجريمة أو أنهم من عائلات فقيرة لا إمكانات لها لمواجهة مصاريف التقاضي ... 

وقد جاء في شهادة الشاهدة المسمّاة فاطمة أنها كانت ساهرة بمنزلها مساء يوم 28 ماي 2015 رفقة أفراد عائلتها وابن شقيقها الطفل الضحيّة في قضية الحال وكانت بصدد مشاهدة برنامج تلفزي يتحدث عن طفل وقع اغتصابه وقتله بطريقة بشعة وقد لفت انتباهها اضطراب ابن شقيقها وعدم قدرته على  التحكم في تصرفاته وليتوجه لعمته بالسّؤال عن ردة فعلها تجاه ابنها إن أعلمها بأن أحدهم تولى نزع سرواله قائلا لها "ياخي تضربو" حينها أجابته بالنفي وانها سوف تتقدم بقضية في الغرض وقد أجابها إبن شقيقها " بأن المتهم حتى وإن دخل السجن فإنه سوف يغادره لاحقا ويتولى قتل من تقدم ضده بشكاية وما كان من العمة إلا أن طمأنت ابن شقيقها وأكدت له بأن القانون يحمي الجميع وبدأت في استدراجه بكل حرفيّة ليبوح لها بالسرّ الدّفين الذي يخفيه عن عائلته خوفا من بطش المعتدي وفي النهاية اعترف لها بأنه تعرّض الى الاعتداء بالفاحشة يوم الأحد 24 ماي 2015 ويوم الإثنين 25 ماي 2015 حيث اختطفه المعتدي في المرة الأولى وإنزوى به داخل كوخ مهجور واعتدى عليه بكل وحشية وبطريقة شاذّة ولم يصغ لتوسّلات وبكاء الطفل الضحية ، وأثناء  روايته للواقعة لاحظت العمة كيف أن ابن شقيقها دخل في نوبة هيستيريا وحالة اضطراب حادة وتولى التبول في سرواله وكان بصدد البكاء بكل حرقة وبسرعة أعلمت العمّة شقيقها ليتولى رفع الأمر الى مركز الحرس... 


وبسماع الطفل المتضرّر أكد بأنه في تاريخ الواقعة وحوالي الساعة 10.00 صباحا كان بصدد لعب كرة القدم رفقة اصدقائه ببطحاء لا تبعد كثير عن المنزل العائلي وأثناء اللعب نزع مريوله ووضعه فوق عريشة (كيب) ملاصق لتلك البطحاء وبعد اللعب عاد الى البيت دون المريول فألحّت عليه والدته بضرورة جلب المريول وبرجوعه الى المكان لجلب المريول فوجئ بالمعتدي خلفه مباشرة ويتولى مسكه بكل قوة واضعا يده على فمه لمنعه من الصياح ثم حمله تحت إبطه وأدخله داخل العريشة (كيب) أين عمد لنزع سروال المجيب بالقوّة وفي لحظات تجرّد فيها من كلّ معاني الإنسانية  اعتدى الذئب البشري جنسيّا بالفاحشة على الطفل الصغير عنوة بطريق الاغتصاب بعد تعنيفه .... وبعد الانتهاء من جريمته الشنيعة هدده بالقتل ووضعه في كيس وردمه في حفرة إن أعلم أحدا بالواقعة ومن الغد وبالتحديد يوم الإثنين 25 ماي 2015 أعاد الجاني تكرار الاعتداء بالفاحشة على الطفل حينما كان الأخير متجها في الصباح نحو المدرسة ومكنه من مبلغ 300 مليم واعدا إيّاه بالمزيد من المال في مرّات لاحقة ... ومثلما هو منتظر أنكر المعتدي فعلته وتمسّك بالإنكار التام لما نسب إليه نافيا أن يكون تعمّد تحويل وجهة الطفل أو الاعتداء عليه بفعل الفاحشة باستعمال التهديد مؤكّدا وجود أغراض بين العائلتين مؤكّدا على أنه يوم الواقعة كان يعمل رفقة عمه حسين وإبنه أشرف بحظيرة بناء بمنطقة كندار من السّاعة 08.00 الى السّاعة 16.00 دون انقطاع وحتى وإن كان الجاني عمل بالحظيرة يوم الراحة الأسبوعية الأحد فإنه يستحيل على الشاهدين مراقبة تحركاته على مدى 8 ساعات مسترسلة إذ يمكنه الاسترخاص لنصف ساعة تكون كافية لتنفيذ جريمته الشنيعة ... 


وحيث جاء في تقرير الطبيب الشرعي بالمستشفى الجامعي فرحات حشاد بسوسة الدكتورة تسنيم المصمودي المؤرخ في 30 ماي 2015 ما يلي : "absence de traces récentes de pédérastie ceci n'élimine pas l'éventualité d'un frottement périnéal qui peut ne pas laisser de traces anatomique " ومعناه "أن الطفل المتضرر لا يحمل أيّة أثار حديثة للمفاحشة إلا أن ذلك لا يلغي إمكانية الدلك والذي لا يترك أيّة اثار"  هذا وتحول قاضي التحقيق المتعهد لمعاينة مكان الجريمة وقد لاحظ بأنه كوخ قديم داخل ضيعة زياتين به عدد حصيرة بالية وجزء من جرّاية وطاولة من البلاستيك وهو لا يبعد عن المكان الذي تواجد به الطفل الضحيّة قبل تحويل وجهته قرابة 150 مترا وأما عن اثار الجريمة فقد تعذّر ذلك بحكم أن صاحب الأرض قام بحرثها بعد الواقعة إضافة الى نزول بعض الأمطار (حسب زعمهم طبعا). 


الغريب في الأمر أن الجاني وهو من أصحاب السّوابق العدلية يعيش من تاريخ الواقعة والى تاريخ السّاعة حرّا طليقا يمرح كيفما شاء ويعتدي بالفاحشة على من يشاء بعد أن أفرد منذ اللحظات الأولى لاستنطاقه بترك السبيل ورغم أن قرار ختم البحث جاء فيه "بأنه توفّر ما يكفي من الحجج والقرائن على ارتكاب المظنون فيه لجرائم تحويل وجهة طفل سنّه دون الثمانية عشرة عاما والإعتداء بفعل الفاحشة المصحوب بالتهديد بما يوجب عقابا جنائيّا طبق أحكام الفصول 237 و228 و222 م.ج. " ...على مراد الله.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire