mercredi 17 août 2016

الساسة في مرمى حكومة الوحدة الوطنية : أرحام الأحزاب تدفع ... و أرض الدولة تبلع


على نخبك  يا وطن


 قال  أحدهم  :ّمثلُ أي حيوان متوحش يبدو البعض وهم يتعاركون على فريسة نهشتها أنياب نمر في غابة فتهاوت على الأرض، والتأم عليها بقية النمور ليتقاسموها وتندهش العين وهي ترى عشرات الأفواه والأنياب تقطع أوصالاً وتسحب منها ما تقدر عليه، ثم يترك منها ما تتهاوى عليه الضباع وبنات آوى والثعالب، ثم الطيور التي تهوي من السماء، ولا يتبقى سوى العظام التي ينخرها الدود، فتبلى وتتبعثر ثم تتحول إلى بقايا رماد يذوب في المطر ويتداخل مع الثرى المبتل، ليذوي إلى الأبد ملبياً غريزة الطبيعة، بعد أن لبى غريزة الجوع والنهش عند حيوانات الغابة...."
مؤسف أن تتحول القضية في تونس إلى نوع من هذا الصراع بين مجموعات حزبية تعلن كل واحدة منها دفاعها   عن جماعتها  وداخل الحزب الواحد يتعارك القادة ليوزعوا المناصب فيما بينهم، ولا يقتصر الصراع على الوزارات والمناصب  الكبرى  فهناك آلاف المناصب الدنيا، ومنها ما يحتوي على منافع لا يعلمها إلا الله والراسخون في السياسة والنصب والاحتيال والمنفعة...
آخر شطحات  الخنيفري كانت على مناصب  الوزراء خلال حكومة الوحدة الوطنية  بسبب التجاذبات  الكبرى التي  تعرفها  الأحزاب  حيث سقطت  الجموع  الحزبية في  بحر التجاذبات  مدفوعة بمبدأ الغنيمة على قاعدة التعيينات الحزبية  و الأقربون  أولى بالمعروف .. هذا  انشقاق في  نداء  تونس و حرب  حامية  الوطيس  داخله ... و هذا لهيب  مستعر داخل  حركة النهضة ...    و هناك على فوهة بركان   يعيش كل من الاتحاد الوطني الحر و حزب آفاق تونس... التسول أفضل  طريقة  لتيار المحبة  للظفر  برغيف مستغلا شعبيته  في سيدي بوزيد  و هات  من مثل  هذا اللاوي ..
   مشهد سياسي ركيك تحول فيه مفهوم الدولة إلى أشبه ما يكون بمفهوم القبيلة..  و مشهد يؤكد  أن  الوضع السياسي   تدنى نحو الانحطاط  و أن ما  يسمى بالثورة  لم  تخلف إلا وحوشا جائعة هجمت  بعد  انتخابات 23 اكتوبر2011 على مغارة  علي بابا  وخرجوا بما ثقل من حمله ووحوش  أخرى ظهرت  بعد  انتخابات 2014 أكثر طمعا  و جشعا ببطون  خاوية  و نفوس  ضارية .
 لم  تعلم  الوحوش  أن  بفكرهم  الغنائمي  قد جنوا  على  بلدهم فأحرقوه  وطعنوا وطنا غضا نديا طيبا عذبوه فلم تشفع له معاناته ولا  أزماته ولا ارتجاجاته  حتى قادوه إلى موقدة أعدت داخل غابة ازدحمت بالوحوش في حفل شواء عد على عجل، بحضور كل حيوانات الغابة بينما كانت عينا الوطن ترصد بفزع ما يجري حولها من عري  سياسي و أخلاقي وأنساني، وشهوة المنصب التي استبدت بالضواري من وحوش الغابة، قبل أن تتلقى الأوامر للفتك  بالبلد حيا .
هم كذلك دوما ذاكرتهم مثقوبة   تناسوا بان هناك شعبا ووطنا جريحا و هناك مؤسسات دولة ينعق فيها الخراب وهناك مواطنين ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الفرج التي تلبي طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم  وهناك دولة معطلة تنتظر البناء والإصلاح ... دولة ممزقة بالصراعات و دولة زادها التطاحن والعراك على المناصب ومراكز النفود  هما  على غم و دولة مهددة بالقادم الأسوأ والأعظم فداحة  و سادتنا  يذرفون دموع التماسيح بالنفاق الشرير  على وطن تهدد كيانه عصابات داعش   ... وهم لا يعلمون كذلك  انهم  بتصرفاتهم  و سلوكهم  المهين يدفعون أولاد الطبقة الهشة إلى وقود وحطب للحرب و فريسة سهلة البلعان للإرهاب  فيما  ظل أولادهم  و أحبابها مدللين  يتنعمون  في  كبرى العواصم  الأوروبية و العربية  وينفقون الأموال الطائلة بالبذخ المجنون على لياليهم الحمراء  من الأموال المسروقة من ضلع الشعب  و البلاد تغرق في الفوضى الخانقة دون بصيص أمل...


كان الله  في  عون الشاهد

رئيس الحكومة يوسف الشاهد  رجل يحترم كونه رجل دولة و قادرا على الإقلاع بالبلد  بعزيمة الشباب رغم ما وجده من تركة ثقيلة على أكثر من مستوى  غير انه  ظل يتربع على عرش الحكومة  في  صورة أشبه ما يكون بالرهينة و تحمل مسؤولية اقل ما يقال عنها أنها بطعم التوت المر...فالرجل  لم يعرف الإذلال سابقا إلا انه انحنى  أمام  المطلبية  الحزبية التي  تأتيه من كل  حدب و صوب و مع   ذلك  نحسبه ما يزال صلبا لا يهين و لا يستهين  قويا على المواجهة..
اليوم   و أمام  التحديات  الكبرى المنتظرة لا يمكن بتاتا لرئيس الحكومة  أن يترك الدولة تنهار على عروشها بسبب وحوشها فلم يعد وقت للتسامح ومد الحبل للمراهنين من السياسيين على تكسير شوكة الدولة من أجل القفز على حرمتها وسيادتها والفوز بغنيمتها ... فالمطلوب  اليوم  من  رئيس  الحكومة اختيار كفاءات  إدارية  مستقلة و نزيهة  و نظيفة اليد بعيدا  عن خرم  الأحزاب  و سياسة اقتسام الكعكة و الضرب بيد قوية لزحزحة الكراسي أمام دعاة الشرعية الحزبية  و قطع الأرجل المكتوية التي كانت مسبولة على كراسي المناصب دون فائدة ... و المطلوب اليوم  من رئيس  الحكومة في  تعبير مقتضب سليم  آن يشتغل عزيزا أو أن  يستقيل وهو كريم .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire