vendredi 12 août 2016

حملة مسعورة ضد "الثورة نيوز" : في الردّ على أعداء الحريّة




..."حملة شعْواء غبْراء، تطلب رأس صحيفة "الثورة نيوز" ، جنونٌ أعمى انفلت من عقال بعض الهيئات والجمعيات والمُدونين، يَصَّارخُون  بأعلى الأصوات، ويضجّون ضجيج الرّعاع والعوامّ، بأن "الثورة نيوز" قد أَبِقَتْ وهي من المفسدين... واجتمعت الأحزاب للصحفي تجمع حطب النار...وانتصب الكهنة في محاكم التفتيش يَسْتذكرُون كنائس التعذيب وأدْيِرة القهر... يتوعدون قريب العقاب... ونفرُوا نفيرَ الأعراب إلى دم حَرام...  وها هم اليوم ينفخُون نفخ النار الكاذبة كمثل محارب زائف داخله جُبْنٌ وظاهره شجاعة"    ..                 
   تأسست جريدة الثورة نيوز بعد الثورة وبالتّحديد خلال شهر أوت 2011 وذلك مع ارتفاع منسوب الحريات، واختصت حصريّا في الصحافة الاستقصائية ومحاربة كل مظاهر الفساد، في الدولة والإدارة والقطاع الخاص... وفتحت ورقاتها لنشر فضائح السياسيين والإعلاميين ورؤوس الأموال ووجوه الثقافة ... غير أنها التزمت دائما بالجرأة والشجاعة أولا، وبمنهاج صارم وهو الإثبات بالوثائق وبالمستندات القانونية.
   وكان للجريدة الفضل في كشف أكبر عمليات الاحتيال والسرقات والمحاباة والمحسوبية ونهب المال العام، وكان لها السبق في ذلك. هذا دون أن ننكر إمكانية وقوع بعض الأخطاء، لأن الحقيقة نسبية، لا يملكها أحد لذلك كنا سبّاقين إلى فتح صفحاتنا لردود المعترضين عما نشر في حقهم، وقمنا أحيانا بتصحيح هذه الأخطاء حرصا على الموضوعية والحياد في نقل الخبر مثلما كنا ثابتين في إصرار بخصوص أهل الفساد.
   بيد أن الملفت للانتباه أن صحيفة الثورة نيوز تتعرض منذ مدة إلى حملة شعواء منظمة تديرها لوبيات ومافيات وعصابات مختلفة... في الإعلام والاقتصاد والسياسة والقضاء وبعض المدونين المرتزقة ...فاجتمع فيها قوم "النمرود" يجمعون الحطب لإبراهيم، وما يعلمون أن نارهم ليست إلا نارا زائفة، وان زفيرها بردٌ وسلامٌ.


   بل لا يكاد يمر يوم حتى تصدر بعض الجهات بيانا للتنديد بما تنشره الثورة نيوز، وتطالب السلطات باتخاذ إجراءات زجرية وردعية خارج قانون الصحافة ضد جريدتنا، وما تنفك تحرض وتشعل نيران الكراهية والحقد والغطرسة ضد قداسة الكلمة وضد حرية الإعلام.
  ونذكر في ما نذكر، أن بعض هؤلاء المعترضين ضد الجريدة ممن حَبَّروا بيانات التنديد، لم يصدروا بيانا واحدا ضدّ ما نشرته الصحيفة الفرنسية الشهيرة "شارلي ايبدو" في حق النبي محمد ... هؤلاء اعتبروا أن ما نشرته الصحيفة الفرنسية ممارسة لحرية الإعلام، حتى وإن طال بعض المقدسات الثقافية والدينية، بل فيهم من تظاهر، وبكى دموعا حَرَّى، وتمسّح على عتبات سفارة فرنسا تنديدا بالإرهاب وتضامنا مع حرية التعبير، ومعارضة للأفكار الدينية المنغلقة، والايديولوجيات المتصلّبة.
   هؤلاء جميعهم من حبَّر ودوّن وندّد بالثورة نيوز، قد رأى أن ما تنشره الجريدة في أعمالها الاستقصائية يتجاوز حدود المسّ بالمقدسات، لأنهم يعتبرون ذواتهم ومصالحهم أقوى وأرفع  من المقدّس الديني ... فطفقوا يجتمعون ويتآمرون ضد قلعة الاستقصاء الصامدة، هو صمود ضدّ الاستبداد بالرأي مهما كان مأتاه في السياسة والقضاء والإعلام، وهو كفاح من أجل كشف الحقيقة للعامة والخاصة.


   فالسيد شوقي الطبيب مثلا "قائم مقام" هيئة الفساد، و"الختيار" المبجل، والشريف النظيف، وإمام التقوى، وقاضي القضاة، والمحامي الجهبذ، وعميد الحقوق والحريات، حول هيئته إلى محكمة تفتيش هو كاهنها الأكبر، هو النيابة العمومية... يبحث ويحيل بلا رقيب ولا حسيب.
  قد ترك كاهننا صاحب الوجه النقيّ الباسم، كل المفسدين وعصابات النهب والسلب من الحيتان العظيمة الذين رتعوا في مراعي القطيع البائس، وطفق في غلوائه يبحث تِرَةً سابقة، وثأرا قديما، عساه ينتقم من الثورة نيوز وهي التي كشفت ستره... شوقي المتطبّب في القانون ذاك الذي قفز صدفة إلى عرش العمادة وانتهز تخاصم اليسار واليمين، فكانت له العمادة دُولَةً من محامين أكفاء أخيار... كان صاحبنا الطبيب يحمل حقدا دفينا للثورة نيوز، إذ كشفت في بعض أعدادها عمليات مضاربة وسمسرة قبض فيها المشتاق إلى الثراء أموالا طائلة بلا حساب، من وزراء ومسؤولي النظام السابق ومن دولة عربية وأطراف أجنبية... ولم يصرح صاحبنا لمصالح الجباية بما أمسكته يداه من الذهب والإبريز الخالص، فتهرّب من الضريبة سرّا، وتظاهر بالتعفّف جهرا... ثم طرق الطبيب باب القصر في قرطاج، وأتاهم باكيا لاهثا، يطلب الغوث من صاحب الغوث، لإسكات صوت الثورة نيوز، وقطع لسانها الحارق... وطلب من القضاء تحجير السفر على صاحب الجريدة... كاهن معبدنا يحارب الفساد في رداء المتّقين، لم نره يوما يطرق خَزْنة مال للمفسدين .


   واجتمعت الأحزاب من حولنا تسوم  الصحيفة سوء المَآل، يجمعون ويكيدون ويمكرون، ويصرحون علنا أن القوم يحاكمون الصحيفة حتى جاء المدد من دار العدل والإنصاف... جمعية القضاة ممثّلة في رئيستها، ومع احترامنا لأهل القضاء والقانون، فقد تناست سيدتنا كل الفاسدين في تونس ممّن سرقوا المال العام، ونهبوا، وعذّبوا، واحتالوا... لم تصدر فيهم بيانا يتيما، قد تناسوا كل أولئك المجرمين والسّاقطين والهَمَل... وتغافلت الجمعية عن إصدار أي بيان في حقّ من سرّحهم القضاء من عُتاة نظام الاستبداد وفي ذمتهم ورقابهم دم للناس وأموال للعامة ... ثم انطلقت السيدة "روضة القرافي" تعقد الندوات مندّدة بالآثام المزعومة للثورة نيوز دون سند أو حجة سوى تُهَم جِزاف.
   بل إنها خرقت القانون الذي تمثله وتصدر باسمه وباسم الشعب أحكامها، وخرقت مبدأ حياد القضاء بين المتخاصمين وواجب التحفظ، حتى صارت   هي الخصم والحكم... ثم حرّضت علنا قضاة المحاكم الابتدائية والاستئنافية والنيابة العمومية بقضاء سوسة، ودعتهم إلى التنكيل بالثورة نيوز وهو خرق صريح لمبدأ العدل والحياد.
   كيف للممثل القانوني لجريدة الثورة نيوز أن يَمْثُل مستقبلا أمام بعض القضاة المحترمين وأن يثق في نزاهة القضاء وعدالته، وفيهم من ينتسب إلى جمعية تترأسها السيدة الفاضلة "روضة القرافي" وهي التي تتكلم باسمهم، وهي التي تعلن جهارا عداءها للجريدة وتطالب القوم باستباحة حرمة الصحيفة ؟  




  أليس في ذلك خرق لضمانات القضاء العادل، وهتكٌ لمبدأ الحياد وصون حقوق المتقاضين؟
  أليس في ذلك تجاوز فاضح لأحكام المرسوم عدد 115 لسنة 2011 والمتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر ؟
  نحن صحيفة الثورة نيوز نكشف أسماءنا ونخاطب الشعب التونسي بوجوهنا دون أقنعة .. نحن صحافة الاستقصاء والبحث في الرفوف الظلماء عن حقيقة مدسوسة،  لا نخاف في الحق لومة لائم.
  ونحن نتعهد ونقسم بكل المقدسات وبغليظ الأيمان أن نواصل كشف بؤر الفساد والرشوة والظلم في كل قطاع... ونتعهد للسيدة القرافي المحترمة بأن نكشف أية وثائق تدين قاضيا مرتشيا أو ظالما استعدى حقوق الناس.
   ونحن نعلم أن الوثائق القضائية المنشورة بالجريدة والتي وصلتنا من المظلومين والخاصة بفساد بعض القضاة بجهة قفصة... قد قصمت ظهر البعير وحركت نوازع في جمعية القضاة دفعتها إلى إصدار بيان ليس من اختصاصها كجمعية... إنها جمعية محمولة للدفاع عن حقوق القضاة إزاء الإدارة وليس لها أن تنتصب خصما ضد صحيفة وضد حرية الاعلام.
  السيدة القرافي... كان عليها أن تنصف القضاة المظلومين في نقلهم وترقياتهم وأجورهم وأن تبتعد عن ممارسة السياسة، غير أنها قد استَعْدَت على حقوق القضاة  في الحركة القضائية، حتى إنها صرحت علنا بأن كل القضاة الذين لهم صلة قرابة أو صداقة بصاحب الثورة نيوز يجب التنكيل بهم إداريا وقانونيا بل وشرعت في ذلك.
  لم تصدر الجمعية بيانا وحيدا تتبرّأ فيه من بعض القضاة المعزولين حديثا لأسباب تتعلق بالرّشوة والفساد... وفي المقابل تغافلت عن إنصاف القاضي بقفصة المظلوم المكي بن عمار... هل هي سياسة المكيالين يا سيدتي ؟
   بماذا نفسّر تزامن التدوينات في الفيس بوك مع حملة يشنّها شوقي الطبيب وروضة القرافي وآخرون؟ هل هي محض صدفة أم هو تحالف فيه قصد ونيّة ؟



بيان ندوة رئيسة جمعية القضاة الرحمونيين ويظهر صلبه اهتمامها بالانتهاكات المزعومة للثورة نيوز على حساب الحركة القضائية الأخيرة والتي تضرر منها غالبية القضاة الشرفاء والأكفاء والسؤال هل وسعت الجمعية في اهتمامها بالشأن العام على حساب مشاغل القضاة الحقيقية

  كيف نفسر حملة مرتزقة "الفيس بوك" أولئك الذين يخفون هوياتهم ويستعملون هويات مزوّرة .. صفحات مثل "وزير ضغط الدم والسكر وهريسة نابلية" ممّن لا يمتلكون شجاعة الشجعان، ويأخذهم الجبن والإفك إلى السبّ والشتم والقدح بأكاذيب وأراجيف ملّ الناس سماعها لزيغها وسُخفها..
  ولعل ما يثير الاستغراب أن مجموعة من سَقْط المتاع ومن مرتزقة "الفيس بوك" أولئك الذين ارتبطوا بلوبيات السياسة والإعلام، قد طفقوا يسبّون صاحب الثورة نيوز صباح مساء ويوم الأحد... وبالتوازي فتحت بعض وسائل الإعلام أبواقها للدعاية والتنبيه إلى خطر الجريدة على الديمقراطية وعلى التحوّل الديمقراطي.
   وهؤلاء السفلة من سَكَنَة الخَرَابَات قاموا بأكبر عملية إشهار مجانية لجريدة الثورة نيوز، ونحن نشكرهم على هذه الحملة الاشهارية ونطلب منهم المزيد، رغم ما فيها من إسْفاف وكذب ومُخَاتلة ...
    وهذا الشعب التونسي شعب متعلّم في أغلبه، وذكي يعلم الصادق من الكاذب والغثّ من السمين والوضيع من الشريف... وكل الأخبار الزائفة ما وجدوا لها وثائق تسندها سوى الإشاعات المغرضة والأراجيف المُقْرِفة، قَرَفَ ابن آوى من فَضْلة السِّبَاع.  




   الآن وعلى رؤوس الأشْهاد، نَعْهَد إلى الله وحده شأننا، وشأن الشعب التونسي البائس، ذاك الذي ابتلاه الله بشرّ البليّة، قوم من النخاسين من مرتزقة "الفيس بوك" وأشباههم، يبيعون أوطانهم في السفارات الأجنبية، فيقرّبون اللّقيط ولا نسب... ويكرمون وفادة اللص السارق، وينبذون كل تقيّ ورع... ويضربون الضعيف ولا أهل، ويلعقون قدم القويّ المتجّبر في المال والسياسة خوفا وطمعا.
   نقول لهؤلاء، نحن قوم نؤمن بالله ولا نخاف إلا الله.... ونؤمن بقيم المروءة والرجولة والفضيلة ... سلاحنا القلم والمحبرة، ونعلم يقينا أننا لا نواجه هيئة الطبيب أو الجمعية القرافي، وإنما نواجه لوبيات السياسة ممن يريد العودة إلى مصادرة الحريات وتدجين الصحافة وشراء ذمم الأقلام... نحن هنا في صدارة الحرب ضدّ عودة الاستبداد، ونحن فداء لحرية الكلمة.  



بيان جمعية القضاة الرحمونيين الذي اعتبره غربان السوء صكا على بياض لاستباحة عرض صاحب الثورة نيوز واهدار دمه



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire