jeudi 7 juillet 2016

همسة في أذن أردوغان : وقعت على ركبك حمارا عند معلف سيّده




ظهرت بمظهر الولي المنقذ للقضية الفلسطينية، في مقابل جبهة الحق في مقارعة العدو الصهيوني، ومقاومته من أجل استعادة كامل الأرض المسلوبة، وكانت مأساة سفينة مرمرة، المدخل الذي أتاح لك التربع على المشهد سنوات قليلة، ودون أن يلتفت السائرون وراء تطبيل وتهويل جماعات الإخوان، عن أمل تحمله أنت وحزبك، إلى أن أنظمة الحكم التي تعاقبت على تركيا قبلك، وأنت من ضمنها، كنتم مع الكيان الصهيوني الغاصب (سمن على عسل) في توافق تام، وصل الى التعاون الأمني والعسكري، وما يعنيه ذلك من خدمة للمعتدي، ومساعدة للظالم الغاشم، كأنما دينك الذي تدعيه سمح لك بذلك، وهو التعامل المحرم مطلقا... كانت سنوات الصّمت الدبلوماسي التي مرّت عليك، كافية لتظهر من جديد في إطار من التفاهم مع الكيان الصهيوني، يشعرنا بالأسى والامتعاض، كأنما تريد أن تعتذر لأصدقائك الصهاينة، على تكتم في العلاقات، لا يريدونه في الوقت الراهن، الذي تكالب فيه عربان الخليج، ومن تمسح بعباءاتهم النجسة، على الرّقص الماجن، أمام تشريفات التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم... لقد كانت صفقة شكليّة، اخترت إظهارها إعلاميا، حتى تستمر وراثتك لعبئ التطبيع، لكن هذه المرّة بلا أدنى خشية من شيء، فمن فقد قيمه وآدابه، لن يخجله أن يتعرى أمام المحترمين... بعت ما بقي من رجاء وأمل، حمله لك الفلسطينيون، ضحايا سياسات عربية خاطئة من قبل، وضحايا سياساتك تجاه قضيتهم اليوم، انتظروا منك موقفا صادقا يعينهم على رفع الحصار القاتل عن قطاع غزة، الذي أرغيت وأزبدت بكل ما في لسانك من صلافة وتطاول، أنك ستعمل على زواله، لكن آل 21 مليون دولار التي قرّر الكيان الصهيوني منحها لك أسالت لعابك، فوقعت على ركبك حمارا عند معلف سيّده، وأمضيت بيد مخادعة صك رق فلسطيني لفائدة بني صهيون... وأخيرا ظهرت اليوم بمظهر البهلوان السياسي الحاذق، لتعتذر عن إسقاط دفاعات جيشك للطائرة الروسية، في مسعى منك لتكرار سيناريو التطبيع مع الكيان الصهيوني، كأنك نسيت أن الدبّ الرّوسي يصطاد في الثلج كما يصطاد في الحر، ولن يقبل منك بالدون، وهو الذي يتهدده حلف الناتو الذي أنت عضو فيه، ويرى طاقته الإسترايتجية الكبرى الغاز السيبيري،  تتخطفه محاولات تمرير الغاز القطري عبر سوريا وتركيا، وما الحرب في سوريا إلا لأجل تحقيق ذلك المشروع التآمري على روسيا، الى جانب توفير الأمن النهائي، والسيطرة المطلقة للكيان الصهيوني على المنطقة بأسرها... واليوم تضرب داعش في قلب استنبول، وتحديدا في مطارها الدولي، بموجة من إطلاق النار وتفجيرات إانتحارية، مما أوقع أعدادا من الضحايا، أكبر بكثير مما صرح به الناطق بإسم وزارة داخليتك، وداعش هذه وأخواتها، ما كان لها أن تجد مكانا في سوريا والعراق، لولا احتضانك وإيوائك لعناصرها القادمة من بلدان العالم، وها أنك قد اكتويت بشيء من نار غدرها، وتأتي إعتداءاتها اليوم، في تطور جديد أكثر ايلاما، وينذرك بما لم تحسب له حسابا، كأنه يهمس في أذنك العنيدة، بحقيقة تقول انتهى شهر العسل، بينك وبين هؤلاء الذين تأسوا بغدرك لجيرانك وعملوا به، عليك أن تنتظر صيفا موجاته الإرهابية أكثر حرارة، والإرهاب الذي أردته - وأنت ومخابراتك تعلمان - أداة هادم لسوريا والعراق، مخيم بين شعبك وفي بلادك، فيا خيبة مسعاك يا أردوغان.    
قد يكون من السابق لأوانه الحكم عليك بالفشل الذّريع في سياساتك الخارجية، لأنني أرى أنه بقيت لديك آخر الأوراق التي قد تستعملها، وهي التورّط العسكري المباشر في سوريا والعراق، وعندها فقط سوف أنباء فشلك ذريع، وعودتك من مغامراتك الطائشة بخفي السلطان عبد الحميد، بعد أن كنت تمني نفسك بخلافة عثمانية جديدة... لكنه رغم العند الذي تتلبّس به كلما أصابتك نكسة، لا زال هناك بصيص أمل في أنك قد تتفادى سقوطا تراجيديا بدأت تقترب منه، وقد ينفع عقار ما فيما أفسدته، إذا ما تحركت المعارضة لكبح جماح تهيجك الفارغ.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire