vendredi 15 juillet 2016

سجن القاضي المكي بن عمّار ... الخزي و العار

المد الجارف الذي  بسط   يده على القضاء  و انقضى


رسالة مضمونة  الوصول  مفادها أنّ  من  يقف  في وجه  المد الرحموني  يكون  مصيره  وراء القضبان

في  آخر تدوينة له على صفحته الرسمية   على موقع التواصل الاجتماعي  قال  القاضي  المسجون   بهتانا  المكي  بن عمار  قاض  بالمحكمة الابتدائية بقفصة  ما يلي   "  إياك أن تشتم الشدة أو تلعنها . على العكس من ذلك تماما .. يجب عليك أن تشكرها. يجب أن تشكر الشدائد لأنها هي التي تكشف لك صديقك من عدوك. الشدائد هي التي تعرفك على صديقك الحقيقي من المنافق الكذاب . و لا تغتر أبدا بمن يقول لك أن صديقك أو ابن عمك أو ابن بلدك آو زميلك لن أتخلى عنك أبدا . لا تغتر أبدا بالكلام المعسول حتى تعرض صاحبه على الشدة التي .. وحدها .. سوف تمتحنه .. كما تمتحنك أنت.. ثم تقدم لك فيه تقريرا مشفوعا بكلمة " صديق صدوق " أو " منافق " ..."
  تحدّث  بن  عمار عن  الشدة و  كأنه  توقع  أن   تأتيه   أيام  عجاف   تجعله  وراء القضبان  تحت  مظلة تهم  كيدية موصومة بالزور و البهتان ...
 شخصيا  لا  أعرف  القاضي بن عمار  إلا من  خلال  ما توصلنا  اليه  نحن  بعد بحث  استقصائي في   دواليب  العمل القضائي  في  ابتدائية قفصة  خاصة  ترسانة الشكاوى التي  تأتينا من هناك  ما  تعرض  له  من مآسي  لحقته  في قفصة جراء  وقوفه أمام التيار الرحموني   الذي هده  بعد أن  صده  حيث  علمنا  أن الرجل  كان  و بعض  زملائه  من القضاة   ضحايا  التيار الذي   قسا عليه  و نكّل  به  ووصل إلى حد  أنه  أصبح  يتردد   على  الأخصائي النفسي  بعد  انهيار عصبي  حاد ...


لم يستسلم بن عمار و ظل يكابر و يكابد إلى أن   استفاق على لهيب نار داهمته   أرادوا أن يحرقوه حيا، قاض غضا نديا... بيته فجرا اقتحموه ،  و أرادوا  أن  يعبثوا  برب العائلة و أطفاله   الذين ارتجت أسنانهم و ارتجفت أجسادهم الغضة  و كادوا يقودونهم  إلى الموقدة التي أعدت للفريسة داخل الغابة التي ازدحمت بالوحوش بينما كان كبيرهم الذي علمهم السحر يهز رأسه ويتمتم ببعض الكلمات خلال طقوس الحرق في حفلة  أردوها  حفلة شواء أعدت على عجل و دبرت  بليل  بحضور كل حيوانات الغابة بينما كانت عينا الضحية ترصد بفزع ما يجري حولها من عري أخلاقي وإنساني...هو مشهد ناري  تهتز لهوله الجبال الراسيات، وترتعد من فظاعته فرائص الجبابرة، في لحظة فقد فيها  مرتكبوه أدميتهم، وهم يتلذذون بوجع الضحية و بكاء الصغار  الذين  كاد لحمهم يشوى من  لهيب  نار موقدة .
و سجن  القاضي  بن  عمار  أعادنا  إلى ترديد  تلك المفردات  التي  أصبحت  نرددها  مثل المحفوظات  وهي كون القداسة" التي يريد البعض إضفاءها على مهنة القضاء هي قداسة مزيفة ما لم تلتزم بالعدالة منهجا و برفعة الأخلاق و الحكمة سلوكا , و لكن عقدة التفوق التي أصابت بعض منتسبي هذا السلك و إحساسهم "امتلاك" مفاتيح كل السجون التونسية و الاستقواء بالقانون على الغير في كل مناسبة و التغول المفرط للذوات أصبحت سمة بارزة يمكن ملاحظتها بكل يسر في سلوك البعض منهم و سجن  بن عمار  خير مثال على وجود أزمة قيمية . فالدوافع الذاتية و ليست القانونية هي التي حركت قضية سجن بن عمار .






 لماذا  وقع   إيقاف  بن  عمار

في  إطار تمكين  التونسيين  من جرعة استحمار إضافية  أصدرت   المحكمة الابتدائية بقفصة بلاغا  هجينا بلا  روح  كما ألفناه  جاء  فيه  أنه وقع  تتبع القاضي  بن  عمار من اجل ارتكابه  لأفعال  بالغة الخطورة من  شأنها  أن تنال  من  شرف المهنة و الإضرار بالصالح العام بمصداقية الأحكام القضائية ... البلاغ  في حدة ذاته  يحمل  إهانة  للمحكمة   خاصة  و للقضاء  عامة  على  اعتبار التعابير الهوجاء التي  تضمنها . و لكم  أن  تسألوا  هل  أصبح  الناطق الرسمي  الممضي  على البيان  و الشلة التي تقوده  و تدفعه  وصية  على شرف المهنة  ثم  أو ليس  في إيقاف  قاض  من طرف زملائه  هو بدوره  و ذاته  اهانة للمهنة  على عكس  ما  يشهد  جسد المحاماة المتماسك كالبنيان المرصوص  الحقيقة التي  لا يعلمها الكثير أن قرار إيقاف  القاضي  بن  عمار كان   نتيجة تصفية حسابات  شخصية مع المتمعشين  وهو الذي  أعلن الحرب  عليهم  دون  خوف و ببسالة .و إيقاف  بن عمار رغبة في  لجمه  و تحطيمه على اعتبار ما يملكه  عنهم من  براهين  تثبت  حجم ما يرتكبونه من  تلاعب ...

صمت  مخز للعائلة القضائية : اليوم بن  عمار و غدا يكون   الدور على قاض آخر








ما وُجِدَ في المنزل بن عمار

 السؤال  المحوري  المطروح  هو ما معنى أن تحجز في دار موظف مبلغا ماليا قدره 1700 دينار.... هو مبلغ زهيد ولا شك ولا يمكن أن يكون قرينة إدانة؟؟؟ ما معنى حجز وثائق خطيرة في دار القاضي...؟؟؟ ففي المحامل  الرقمية flash  disque لم  يجد  الجماعة ما  يشفي الغليل بعد ان  اقتحموا  المنزل  و لم  يعثروا  إلا على أحكام    قضائية  متاحة للجميع  و لكن  أية أحكام  و هل  هي  مسربة مثلا من المحكمة و هل يمنع  حملها  مثلا  .. ؟ طبعا  لا  ... كل  ما في الأمر ان الأحكام القضائية هي  أحكام  قضائية  غير  سليمة و قع التلاعب  بها  من طرف  أبطالها  المعروفين  الذي  حفروا الجب  للقاضي  و أوقعوه فيه  ووثائق  أخرى تثبت  حجم  منسوب  المحاباة و المحسوبية و العلاقات  الدموية المؤثرة  في القرارات القضائية  الصادرة عن بعض  القضاة الموصومين  بعار الفساد ... و هناك   حديث  عن  وجود رسوم ولادة   لقاضية  و احد المتقاضين من أقربائها  ...
و أما  الحديث عن الأموال  فذاك  ضرب  من الجنون  و هي تهم  ملفقة لا تحتاج  إلى تدليل   بل  تم  ضمها  حتى   يذهب  في  الظن  أن القاضي  يسخر  شياطين  الجن  و الإنس  و يوزع  الأموال من أجل  المس  بسمعة  القضاة المستهدفين ... و إلا  كيف  يتحدث  الخبر عن    مبلغ  ب 1700 دينار  الذي  وجدوه في منزل  بن  عمار  وهو مبلغ  لا يساوي  حتى دخلا  شهريا  لقاض و  لا  يفي  حتى بمصروف  عائلة من  الطبقة الهشة  في قفصة . 


أحمد الرحموني

قرار الإيقاف الجائر

صحيح  أن التيار الرحموني الجارف  طال الأخضر و اليابسة  و كان  أشبه  بهيجوج و ميجوج  و أصبح الحاكم   بأمره في  كل  مفاصل العدل  في  تونس و الماسك  بمفاتيح السجون  و الدليل  انه نجح  في  بث الفتنة و إلحاق  الضيم  و الحيف  و يفرض وصيته  و  يزعزع  عرش القضاء  و  يزج  بقاض  ظلما في السجن  ...فالمعلوم أن قرار الإيقاف الذي  اتخذه  قاضي  التحقيق  مكتب 2  بابتدائية  الذي  أمضي  بخط  يده  ضمن شلة الخليفي  على البيان الاحتجاجي على ما  نشرته  الثورة  نيوز من معلومات  صادمة     يكون   عادة إذا ما توفرت على  الأقل  واحدة  من 3  العوامل التالية :  قرينة مؤكدة أو خشية وقوع جرائم جديدة أو صعوبة تنفيذ العقوبة وهو ما لا يتوفر في قضية الحال بالمرة..  ليتأكد  أن  عملية الإيقاف  كانت  بغرض التشفي  لا غير ..

التهم  الكيدية الفيشوش... و هذا  السر الحقيقي  وراء سجنه






هل  أصبح القاضي أخطر من الإرهابيّ  

 غريب ما يحدث في بعض محاكمنا حقا... فهل  السجون التونسية  فارغة حتى  نملأها   بالقضاة و الشرفاء  و هل  أن  القاضي  المحمول  عليه العدل  و القسطاس  أصبح اليوم أخطر من الإرهابي  . فكيف  بربكم  لعاقل  أن  يستوعب  عمليات  إطلاق  سراح  المشتبه بهم   في قضايا  إرهابية و الذين  تم القبض  عليهم  من  طرف  الداخلية و يقع  الاحتفاظ   بقاض من  بني  جلدتهم  ... ثم  هل  تحتاج  السجون  إلى مثل  هذه الإيقافات العشوائية ؟ أسئلة تبقى معلقة  لا تدل  إلا على كون  جسد  القضائي  صار معتلا .



 الدور القادم

ما يجب أن يعلمه أغلبية القضاة  أن  الزج  بالقاضي   المكي بن عمار لا  يعني  استهداف  شخصه  فقط  بل  الأمر  يحمل في  مضمونه   رسالة مضمونة الوصول  مفادها  أن  كل واحد من السلك   يتجرأ  على الوقوف  ممانعا  أمام   المد الرحموني  سيصلى نارا  سعيرا  و  ساء  مصيرا ... فاليوم بن عمار و غدا لا ندري من يكون و تلك هي العجلة تدور .




التوجهات الإيديولوجية

من  العوامل  الخفية و المتستر عنها  في  ملف  إيقاف القاضي   المكي  بن عمار قد  يتجاوز الضغائن الشخصية و تصفية الحسابات  إلى أبعد ما يكون   و قد  يصل الأمر  حسب  ما  استشفته الثورة نيوز  إلى البعد الإيديولوجي   و التوجه  المذهبي  الطائفي  فالمعلوم  آن  قاضينا   الضحية  له  توجهات  دينية أخرى  مختلفة عن  توجهات  الجماعة وهو بذلك  حر  و لكن  الجماعة لا  ترى في الاختلاف  العرقي  و الديني  رحمة بل  لحمة مشوية على فحمة كما  يقولون  . و لا نستبعد  أن  يكون  لذلك  دور   في ما وصل  اليه المكي بن عمار .
المهم  أن  قضية الحال  مهما  طال الزمن  أو قصر  سيسجلها التاريخ  في  باب الفضائح القضائية  لأنها  لا  تحمل  في طياتها  إلا  صورة الخزي و العار  و لا  رسالة تختزلها   سوى كون  القضاء  تسيطر عليه  لوبيات وويل  لمن  يقف  ضدها ... قضية لمزيد المتابعة و التمعن ... و الحي  يروح .



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire