samedi 16 juillet 2016

مقامة على نخبك يا وطن (3): بعد الهرج و المرج ...متى تأتي ساعة الفرج




مؤسف أن تتحول القضية في البلاد التونسية إلى نوع من الصراع الوحشي بين مجموعات حزبية.. تعلن كل واحدة منها دفاعها عن جماعتها وداخل الحزب الواحد يتعارك القادة ليوزعوا المناصب فيما بينهم، ولا يقتصر الصراع على الوزارات والمناصب الكبرى فهناك آلاف المناصب الدنيا التي يكون  فيها الطمع  لا محال  ..ومنها ما يحتوي على منافع لا يعلمها إلا الله والراسخون في السياسة والنصب والاحتيال ....
لم تعلم الوحوش الحزبية أن بفكرهم الغنائمي قد جنوا على بلدهم فعقروه فأحرقوه ولم تشفع له معاناته ولا أزماته ولا ارتجاجاته حتى إلى موقدة . وشهوة المنصب التي استبدت بالضواري من وحوش الغابة  قبل أن تتلقى الأوامر بالفتك بالبلد حيا .هم كذلك دوما ذاكرتهم مثقوبة تناسوا بأن هناك أمة منكوبة  ووطنا جريحا  كسراب  و هناك مؤسسات دولة ينعق فيها الخراب ..وهناك مواطنون من  مرج  الى حرج   ينتظرون بفارغ الصبر ساعة الفرج.. الساعة  التي تلبي طموحاتهم وآمالهم وتطلعاتهم نحو الفلاح   وهناك دولة معطلة تنتظر البناء والإصلاح ... دولة ممزقة بالصراعات وقعت  في الشراك  و دولة زادها التطاحن والعراك. عراك منبوذ  على المناصب ومراكز النفوذ  و دولة مهددة بالقادم الأسوأ والأعظم فداحة و أشبه  ما يكون بالعراق و سادتنا يذرفون دموع التماسيح بالنفاق ... نفاق شرير على وطن يهدد كيانه مشروع  داعش الخطير  ... وهم لا يعلمون كذلك أنهم بتصرفاتهم و سلوكهم المهين يفتحون  الأبواب  ... يدفعون أولاد الطبقة الهشة إلى وقود وحطب للحرب و فريسة سهلة البلعان للإرهاب... فيما ظل أولادهم و أحبابها مدللين يتنعمون في كبر العواصم الأوروبية و العربية وينفقون الأموال الطائلة  العمومية ...بالبذخ المجنون على لياليهم الحمراء من الأموال المسروقة من ضلع الشعب و أرباب  العمل  و البلاد تغرق في الفوضى الخانقة دون بصيص أمل...
 ملخص  الجولة : لم يعد الوقت يسمح للتسامح ومد الحبل للمراهنين من السياسيين على تكسير شوكة الدولة .. التسامح من أجل القفز على حرمتها وسيادتها والفوز بغنيمتها ... فالمطلوب اليوم من رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتظر  اختيار كفاءات إدارية مستقلة و نزيهة و نظيفة اليد بعيدا عن خرم الأحزاب و سياسة اقتسام الكعكة و الضرب بيد قوية لزحزحة الكراسي أمام دعاة الشرعية الحزبية و قطع الأرجل المكتوية التي كانت مسبولة على كراسي المناصب دون فائدة ... و المطلوب من رئيس الحكومة القادم في تعبير مقتضب سليم ...أن يشتغل عزيزا ا وان يستقيل وهو كريم .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire