mercredi 25 mai 2016

مدينة باردو ... كانت نجما ...فهوى


و انقلب  المثل  من " قطاطس باردو الشر و الخلاعة " إلى " قطاطس باردو الشبع و الخلاعة"


عدنا إلى التاريخ  العابق  الضارب  في جذور الأزمان   إلى حيث  العهود الغابرة المارة و التاركة لبصمتها و أثرها  ...  عدنا إلى قصر باردو  وهو مقر البايات و الذي أصبح يضم متحف باردو ومقر البرلمان التونسي.و يتألف القصر من القصر الصغير والقصر الكبير. صمم القصر على يد حمدة بن عثمان ومحمّد الغربي. حسب نصوص الرحالة الأوروبيين فإن القصر يعود تاريخه إلى العهد الحفصي وحسب نفس النصوص فإنه تم تحويل القصر إلى بلاط ملكي في القرن السابع عشر ميلادي وذلك على يد الحسين بن علي.وتغطى المجموعات الأثرية التي يضمها المتحف تغطي تاريخ تونس بكل محطاته الفينيقية والبونية والقرطاجية والرومانية والعربية الإسلامية. وتوجد فيه أيضا لوحتا فسيفساء لعوليس والشاعر فرجيل، وتمثالان لجوبيتر كبير آلهة الرومان، إضافة إلى مربع خزفي يعود إلى القرن الرابع الميلادي ويمثل "تضحية (النبي) إبراهيم". كذلك يضم قطعا تعود إلى العصر الإسلامي، بدءا من تأسيس القيروان، منها "مخطوط القرآن الأزرق" المكتوب بالذهب الذي يعود إلى القرن الثاني الهجري الثامن الميلادى.
 انطلقنا من القصر للتأكيد على رمزية مدينة باردو و قيمتها التاريخية و قيمتها الحالية وهي التي بين أحضانها تسير دواليب الدولة و على ترابها   تقول السلطة التنفيذية كلمتها... فباردو  هو ذلك المكان الذي تشكله جغرافية خاصة يستحيل أن يتكرر، تصنع تضاريسه وملامحه التي تحدد شخصيته إلى الأبد، تجعلك رغم إرادتك، تتحسسه بعيونك وقلبك ويخاطبك و ينطقك ويجعلك تقول :أين كنا من كل هذا الجمال العبقري؟. هذا المكان بكل توهجه وبساطته يتحدث لزواره بوضوح ويكشف لهم عن تفاصيله التاريخية التي جعلته متفردا عن باقي الأمكنة، حتى أنهم ألفوه بسرعة وكأنهم "أصحاب" أو أنهم ولدوا فيه وشكل لهم مرتع الصبا، وكأن ذاكرتهم صنعت معه...
من يزور باردو لأول مرة، "يفغر"فاهه باندهاش ويقول "يا الله". فهذه الحميمية التي تصنعها بعض الأمكنة داخلنا ولا نجد لها تفسيراً هي حالة بيولوجية يشكلها المكان نفسه، تحرك الذاكرة وتجعلنا نفرز "هرمونات العشق" دون إرادتنا، نشعر بقلوبنا وعقولنا تتفتح، وتنطلق وتظهر ابتسامة عريضة على وجوهنا دون أن نعلل هذه الابتسامة.


وباردو  مدينة تفضي  اليك بكل أسرارها، تجبرك على أن تؤالفها بسرعة وتمتزج معها في أحداثها وفي حكايات الناس الذين عاشوا المكان وأسلوب حياتهم.  حضرت  موت  تعطينا درساً في العمارة  و فن  المعمار  ...في صنع الجمال "المستحيل" الذي يصعب تفسيره، يتداخل فيه الطبيعي مع الإنساني/العمراني  ...
مدينة مسكونة بالأسطورة، ومفعمة بالدهشة وروح الجمال طاهرة نظيفة زادتها نافورتها  مهجة و  بهجة  فهي  مركز القوة و السلطة و اشتغلت في ادارتها سواعد   جعلتها قمة في  الطهر  حتى  ذاع  المثل   الشائع  قطاطس  باردو الشر و الخلاعة  على اعتبار انعدام الفضلات  و نظافة المدينة ...
 اليوم  لم يكن  كالامس   و تلامس  ذلك  من خلال  الجلسات  المتناثرة  على حافة النافورة  المطلة على الباب الشرقي  لمجلس نواب الشعب  الذين لا يخفون تذمرهم مما لحقها في السنوات الأخيرة من خدش لمشهدها العمراني العام، من خلال البناء العشوائي الذي ينمو في جنباتها مثل نبات الفطر، إضافة إلى عمارات سكنية حديثة تحل محل الحدائق الخضراء، فيما يشبه هجوما كاسحا بالاسمنت المسلح على كل شبر فيها لاستثماره عقاريا مع  غياب المجهود  من أجل الحفاظ على صورتها وتحسين بنيتها التحتية، واستغلال كل مؤهلات المدينة وروافدها الطبيعية والتاريخية، لتصبح نموذجا يحتذى به في الترويج التجاري والنهوض والثقافي والفني.


 انقلب  الجمال  في باردو الى خراب   و تحولت  المدينة الجميلة الى مدينة تشوبها الشوائب و تكدست  بها الاوساخ   و صارت قطط  باردو شبعانة من  كثرة الفضلات .. وضعية تعود  فيها المسؤولية لرئيسة النيابة الخصوصية و معتمدة الجهة   التي   بلغت  معلومات  كونها   تخلط  بين  عملها  كرئيسة نيابة خصوصية  و معتمدة  وزاغت  عن معايير التفرقة و خلطت بينهما  فلم يحصل بذلك   التكامل في عملها في اطار اللامحورية و عملها في إطار للامركزية  وهي  التي  احاطت  نفسها بهالة من تضخيم الذات و النرجسية في  وقت  كنا  خلنا  ان  مثل  هذه التصرفات قد عفا عنها الزمن 
فكل  المؤشرات  بل الوقائع تقول أن الهواء في بلدية باردو  فاسد و امتلأ القسم بالبضائع الصينية فلكل مسؤول   سند به يعلو ويفاخر به بين قومه
و في بلدية باردو وجدت الرئيسة متنفسا لرئتها بجانب أشباه  مسؤولين. ومن شر البلية أن يرى الواحد منهم نفسَه شهاباً من كوكبٍ لا يقرب الأرض ويتنزه عن تربتها وكأنه لم يخلق من طينٍ ولا من نار بل نورٌ على نور، إن ناقشته استكبر وأبى، وإن أخبرته ولى وعصى، وفي قسم الأخبار يشهد هذا لهذا ويقطع هذا لذاك، فتُحاك المسرحيات وتُقص القصص وتبنى الخزعبلات فيمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا.
شهادات و أخبار قادمة من رحاب البلدية تؤكد أن الفضاء طغت عليه السوداوية و تحاك في دهاليزه قصص مخجلة في شكل مؤامرة لصناعة رأي العام  وتوجيهه  و هناك أيضا ضروب من الفساد فضلا عن  غياب المهنية لدى الرؤساء و على رأسهم رئيسة النيابة  الخصوصية  التي  اتخذت جملة من  القرارات غير الشرعية  و غير مؤسسة على وقائع ثابتة بل اعتمدت  في كل  ذلك  على مجرد وشايات  من أشخاص يعرف الجميع مدى تعودهم و تورطهم   في حبك المكائد و نصب الفخاخ و العمل  على تهميش  الطاقات الادارية ... و الأدهى و الأمر أنَ  رئيسة النيابة الخصوصية  و بحكم  حداثة عهدها  بالنشاط  الغداري و المدني  اهتمت بمسائل  هامشية و جانبية  و تخلت  عن  امهات المسائل من المشاغل الحقيقية للمواطنين و الجهة وهو ما خلق نوعا من التململ الاجتماعي داخل البلدية و حال دون قيامها  بدورها الرئيسي  في  هذه الفترة بالذات ...
و احاطت  رئيسة النيابة الخصوصية نفسها  بترسانة من المسؤولين تحوم  حولهم شبهات  فتلك  المسماة زينب  وهي  عاملة بالحضائر نصف النهار و تاجر ملابس  في النصف الثاني  تعلقت بها عديد  الشكاوى من المواطنين  و ذالك المدعو عادل هو عراب  كل  الذين تداولوا على تسيير شؤون البلدية من رؤساء و كتاب  عامين  فهو ليس له مكتب  بل  مكتبه القار اما في مصبغته او في مقهى مقابل البلدية  و اخر يونس  تطهر من  انتمائه  التجمعي و عاج  الى اللون الازرق  يرتديه  تعلقت به  عديد القضايا  ابان اشرافه على ماوى السيارات و اخر يدعى محمد  معروف  بتورطه  في  قضية البراطل في حلق الوادي  و اخرى حياة  تمت  نقلتها إلى وزارة الشؤون الدينية  و قد  حدثت  لها عدة مشاكل بهذه الوزارة وهي المتهمة بعديد التجاوزات تسعى إلى العودة إلى البلدية ليكتمل مربع التلاعب بها  ..
و من  مظاهر التلاعب في بلدية باردو نورد أمثلة  منها  أن الإعداداية النموذجية بشارع 2مارس1934 يوجد بها طابق  ثالث  غير مرخص فيه  و مقهى الزيتونة توسع  فيها  صاحبها بغير وجه  قانوني  و مقهى شارلي  وضعيتها غير قانونية  أضف  إلى ذلك مشهدا لبائع السمك  بنهج بيرم التونسي الذي استولى  على أراضي البلدية و غيرها من الصور الأخرى الأكثر ضراوة إضافة  إلى المناولة في النظافة و تلك  حكاية كبرى نخوض فيها لاحقا ...
 لن  نطيل الحديث  فقط  لابد من  واجب الردع  و الانتباه  و على والي تونس  ان  يرفع  عصاه  ناهيا  قاطعا الطريق  امام المستهترين  فمازلنا  نعتقد  ان باردو  جزء من تاريخنا و من حاضرنا و المحافظة على اشعاعها واجب وطني لا يقل  اهمية عن واجب  حمايتها  من كل خطر ارهابي ... فهل من ملبَ للنداء ...


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire