mercredi 25 mai 2016

الحركة الدستورية لحامد القروي : عجوز سياسي خرف ... لحركة سياسية مزعومة بلا هدف


ركن  أسبوعي : زووم  على الأحزاب و المناصب و الكراسي ...في  تقييم الثورة نيوز للمشهد السياسي


 سيكون للثورة نيوز  كل أسبوع  قراءة نقدية تقييميه للمشهد السياسي  العام  في البلاد و تسليط الضوء  على الشخصيات السياسية و الأحزاب  و الفاعلين  في المشهد  العام سواء في الحكم أو في المعارضة  لتفضح التجاوزات و الإخلالات  و المراوغات  بنفس  موضوعي  محايد ...
حاز خطاب حامد القروي  مؤسس  الحركة الدستورية  الأخير  على الكم الأوفر من الرفض الساخر للتونسيين  و امتعاضهم من كل ما يقوله الرجل لأننا لم نستطع تكوين أي شيء ملحوظ عنه سوى مشاعر سلبية تماما ربما بوصفه الحالة الأكثر وضوحا في بعض الأزمات التي عانى منها التونسيون  و أهمها  أزمة خصخصة المؤسسات  العمومية .
فالتونسيون  في أغلبيتهم  لا يشعرون بمودة تجاه القروي  لأنه هو سبب الخراب. و يبدو أن الرجل لا يأبه أو انه يتظاهر بذلك فلم يكلف نفسه عناء محاولة تغيير هذه الصورة و اكتفى بإصراره على أداء دور غير مرحب به. و لأننا في بلد ديمقراطي إذا اعتبرنا ان ديمقراطية الصراخ شكل من أشكال الديمقراطية المتطورة في تونس فإننا نملك - من القليل المسموح لنا أن نملكه - كامل الحق أن نمارس حقنا في السخرية و الصراخ .
في اجتماعه الأخير  ارتأى القروي أن يفتح أعيننا علي الحقائق و الانجازات المشرقة له - ومن لا يصدق فليذهب لمارينا – ...هكذا أراد ان  يعاملنا حامد القروي  بمنطق أننا هنود عميان و هو وحده يرى فلا نعرف كيف يمكن تبرير حالة التضخم الاقتصادي الصعبة أو البطالة أو  ضعف الحياة السياسية أو تدهور وضع حقوق الإنسان ...الخ الخ الخ , ثقوب كبيرة و كثيرة يعجز جلباب حزبه البهلواني  المهرج أن يغطيها وعورات مفضوحة لكل الدنيا يصعب على ورقة التوت السحرية للقروي و بيادقه سترها .


 الحقيقة  اليوم  أنه حين  يتراءى لك حزب الحركة الدستورية  وهي  لا تمت  للدستوريين  بصلة  و تبرز في صفوفها الأولى وجوه مصفرة ترهقها  قترة   ألا تتذكر ذلك  الذبح طويل الأمد الذي  سلط  على شعب  غلبان.  ذبحا كان ، زبائنياً، انتخابياً، سلطوياً، وبمكوِّناتٍ غالباً ما كانت منتهية الصلاحية وتفوح منها رائحة الفساد وعفَن السياسة الصغيرة في زواريب المصالح الضيّقة.؟  و ليس  لنا سوى ترديد تلك  العبارة السمجة   «طلعت ريحتكم "وهي لعمري  عبارة ظلت دفينٌة في لاوعينا الوطني  نتيجة وجوه سياسية عفنة، وقحة، متعالية، مصلحية، منكوبة بحالها، ناكبة للبلد، لم تقرأ في كتب التاريخ (ولاسيما حديثها الذي لم يجفّ حبره بعد) أن الشرعية الشعبية تُسقط هالاتٍ معظّمة وترفع الناس إلى مصافّ السيادة.
في الرد الجمعي على ما جاء به القروي  في اجتماعه  الأخير  لإحياء  حركة ماتت و لفظها الشعب  منذ الانتخابات الأخيرة   تأكد أن الشعب يمقت مثل هذه الألاعيب السياسية المكشوفة . وهو الذي  كشف صغائرهم وقطبهم المخفية، وهو الذي  تبرّأ منهم، بعد أن  أدرك أن  مثل  تلك الوجوه كانت  ممدودة سماطها  في  السلطة التي حكمت البلد و كانت  عاجزة و فاسدة و راهنت على تعب الناس وقرفهم واستقالتهم.
 قلناها بالأمس   و نعيدها   اليوم  انه بعد  تجربة  مريرة  قصم  فيها  ظهر الدولة التونسية بعد  أن  تقلد    عديد المسؤوليات السياسية و بعد ان  تنكر لبورقيبة  و داس  عليه  و راح  فاتحا  حضنه  في  مشهد انبطاحي  تمسحي  على عتبة  السابع  من  نوفمبر  الذي   تمسكن  له  إلى حين أن تمكن  و بلغ  كبرى  المناصب (الوزير الأول)  حيث  عاث  فسادا  يبرز في  أبهى تجلياته من خلال  خصخصة مؤسسات الدولة  و شركاتها  جد  المربحة ... فقد أكدت الأيام أنه ما كان بورقيبيا بالمرة بل هو منتوج العهد السابع المضيء وهو الذي قام  بتهشيم النصب التذكاري لبورقيبة  ليعود  بعد  الثورة بعد أن  نفث  ريش  العار  مستغلا  حال  التشرذم التي  تعيش على وقعها البلاد  و لون جلده من  جديد  و راح  يدافع  عن  الترويكا  و الإسلاميين قبل  ان  يندفع   لتأسيس  حزب سمي  لغوا  الحركة الدستورية  ...

 هذا الحزب الذي زرعت أسسه وخطط تكوينه في الغرف المغلقة بالسفارات الأجنبية ومراكز البحث الغربية، يريد أتباعه أن يقنعونا أنهم قادرون على بناء دولة ذات سيادة، ونسوا أن العبد يبقى عبدا وليس بإمكان العبد أن يجاوز سيده مهما علا.هذا الحزب الذي يمثل البكائين المتحدين، أولئك الفزعين من مقصلة المحاسبة التي تقترب من رؤوسهم، الخائفين من ذهاب امتيازاتهم المشبوهة والمشفقين من تدهور أحوالهم المادية، ...هذا الحزب الذي يعج  بالسذج  و بنبت السّحت الذي زرع بذوره سيئ الذكر العجوز  و  نبتت فيه الطفيليات المنبتة حملة مشعل الإلحاق بالثقافة الغربية.... حزب الفاسدين المفسدين  و الراغبين  في المحافظة  للحفاظ على مصالحهم شأنهم في ذلك شأن عصابات الجريمة المنظمة، إلا أنه يبقى عسيرا على الفهم كيف يعجز التونسيون وهم الذين تخلصوا من رأس الفساد، كيف تقعد بهم الهمّة والفعل على التخلص من هذه الطفيليات التي كانت هي نفسها أدوات النظام السابق الإعلامية والثقافية والفكرية والسياسية وهي  النتيجة الحتمية التي أبرزتها  نتائج الانتخابات  الأخيرة ...
كان الاحتياج   في  هذا  الزمن الشائق  إلى سياسي يتحلى بالوطنية والأخلاق لإصلاح الخلل والانحراف بعيدا عن التهريج والنفاق  و ترويض النفس لمواجهة الصعاب وقبول التحدي ومحاسبة المفسدين وشق الأمواج العاتية في ظلمة الليل البهيم غير انه  برز علينا القروي  هو يتخبط بإشعال الفتن وتعزيز الانقسام واختراع الأزمات بدلا من تطويقها ووضع العراقيل في طريق التفاهمات والبقاء في مربعات وخطابات جهوية وأفكار ضيقة  ...هكذا  اختار  زعيم  الدساترة  في الظاهر و  في الباطن  المنقلب عليهم  ان يسلك نفس  المسلك الذي  سلكه الأغا أيام الأجداد لرد الاعتبار أو الرد على رد باستخدام أزلامه في خلق الأزمات وافتعال الحوادث والبلبلة لإلهاء الناس بمعارك جانبية منها ما كانت وهمية وأخرى مفتعلة للسيطرة عليهم
لا يخجل القروي من نفسه  و ماضيه البائس  و من حالة الخراب و الدمار التي  خلفها و فتح  فاه و أطلق  لسانه يقذف ما في جوفه لينثره على رؤوس المتلقين، ومع كل تصريح  تجد فيه دلالات واضحة لا لبس فيها ولا غموض على أنّ صاحبه لا يمتلك الحد الأدنى من الإبداع، إلا أنّه  ظلّ يمارس عمله السياسي الشعبوي  مستعيناً بكل الأساليب والوسائل التي تدفعه إلى الشهرة الزائفة، معتقداً أنّ هدفه يتحقق عن طريق كثرة التصريحات الشعبوية الجوفاء  التي يقدمها  للبسطاء و الفقراء  فالمعلوم  ان السياسي الفاشل يبرر فشله بكثرة تصريحاته، والاستعانة بالأبواق التي تكيل له المديح، وهو في كل ما يقوم به لا يستطيع أن يلغي الفشل عنه مهما كان الوهم سخياً، ومهما كان الصراخ قويّاً.
عديدة هي  الأصوات التي رددت  أن القروي لن يبيعها شيئا  و انه أنجزت سقطته الأخيرة، وليس أمامه الآن سوى الانتحار، لعله يكفّر، ولو قليلا، عن المهازل الإعلامية التي أنجزها على مدار حياته التعيسة و عديد  هي الأصوات المنادية  بتطهير الإعلام من  الكاذبين ، أولئك الذين ينحازون إلى الطغاة، ويسددون سهامهم إلى صدر التونسيين.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire