jeudi 19 mai 2016

حزب المرزوقي : سمعنا جعجعات و لم نر طحينا كش مات ...أو حزب «حيّ " في عداد الأموات...


زووم  على الأحزاب و المناصب و الكراسي ...في  تقييم الثورة نيوز للمشهد السياسي


 ستنطلق  الثورة نيوز  بداية  من  هذا الأسبوع  في  إجراء  قراءة نقدية تقييميه للمشهد السياسي  العام  في البلاد و تسليط الضوء  على الشخصيات السياسية و الأحزاب  و الفاعلين  في المشهد  العام سواء في الحكم أو في المعارضة  مسلط  نقدها  و فاضحة التجاوزات و الاخلالات  و المراوغات  بنفس  موضوعي  محايد ...
 قلنا  سلفا  لئن  رأى  بعض المحللين أن  الحراك الذي أسسه المرزوقي   ليس سوى حركة "شعبوية"  كانت نتاجا  لهزيمته الانتخابية الأخيرة فإننا  جزمنا  منذ البداية أن  هذا الحراك  قد  يلد  و لكن سيموت  قريبا  على اعتبار  هشاشة الفكرة و  عدم  وضوحها  وعلى اعتبار ارتباطها و ارتكازها على اسم شخص واحد  و ليست برنامجا  متكامل الأبعاد و مبينا  على أسس  سياسية صحيحة ...
 كان ميلاد  حزب المرزوقي  الأول  حراك المواطنين ميتا  من البداية فعاج  الجماعة يبحثون  عن  بلسم  لداء  علتهم  و تم تجميع  شتاتهم  في   مؤسسة حزبية اختير لها اسم  تونس  إرادة الحياة و جعلوا المنصف  المرزوقي  رئيسا  شرفيا  لها و عدنان منصر أمينا عاما لها .
مع ولادة الحزب  كان  الصراخ  و الضجيج  و كم  حمل الحزب معه  من تفاعلات   جلها  رافضة له  خاصة  بعد السنوات العجاف التي قضاها  المرزوقي  في قصر الرئاسة ... و ملأ الجماعة بطون الناس بالهواء  عن  حزب  وقيل من جملة ما قيل  انه  سيكون  له  شان كبير  في العمل السياسي في المستقبل  و سيكون من المحركين الأساسيين  و المحققين   للتوازن السياسي  في مشهد سياسي مختل في تونس ... غير أن كل التوقعات  كانت خائبة و  كل الآمال  سقطت في الماء و تبين  أن الجماعة لا يبيعون  إلا  معسول الكلام و أن  كل ما قالوه  ليس سوى  للاستهلاك الإعلامي السريع الإتلاف ...
حزب المرزوقي الجديد  غائب تمام عن المشهد العام في البلاد  هكذا  ظل  اسما في المهموتة كما  يقال  لا برامج  على أرض الواقع لا أنشطة لا اجتماعات و لا بيانات و لا هم  يحزنون ... ظل  مجرد  فزاعة سياسية جوفاء بلا طعم  و لا رائحة و لا لون ...


موت  حزب  المرزوقي  السريري كان نتاجا  للوجوه  التي  مدت  سماطها  فيه  وهي  المعروفة  بسماتها و أفعالها  وجوه  اقتحمت عالم السياسة سلفا  و لم تفلح به ...صحيح انها تعددت و لكن تشابهت في الأفعال و الصفات ...فاغلبهم تمقتهم الجماهير الشعبية مقتا لا مثيل له ..فقدوا بوصلتهم  و تعاظمت آفاتهم السياسية و سيطرت عليهم الأنانية و الحقد و الكراهية  فأعمت بصائرهم عن الواقع و تردّيه ...فهاجوا بتناقضاتهم .. و فقدوا تماما حصافتهم و أصبحوا يستكينون إلى لغة الانتقام و التهديد و العدوانية المقيتة بل غدوا دمويون...وعرف جلّهم بخطابهم الهزيل الممقوت  و المهووس بالمؤامرة و أفكارهم التي أنتجها عقل مافيوزي مخدر بأفيون البلاهة و الغباء ...فبرزوا يهذون بالخرافات و يرغون و يزبدون كالمخبول الذي مسّه جن ... هم فعلا أشباه سياسيين يقرؤون كل شيء بالمقلوب يعيشون في الماضي عاجزون عن استيعاب الحاضر ..ذاكرتهم أصابها الضعف و الخرف  و لم تعد قادرة على فهم ما يجري من حولهم .. وهم فعلا سقطوا سقطتهم المدوية و التي بمثابة اللطمة القوية التي كشفت النقاب عن حقائق مذهلة موغلة
بان  بالكاشف  أن  حزب إرادة الحياة  فاشل سياسيا كفشل  رئيسه الشرفي في قيادة الدولة .ولا يمكنه إدارة دفة السلطة لأسباب عدة منها انغلاقه الفكري والتطرف في السلوك والتطبيق ..فجل الأحزاب التي لها فكر وأهداف وطنية ومفردات نظامها الداخلي ترتكز على الديمقراطية وبناء الدولة المؤسساتية لا تنحدر إلى الأسفل ولا تقلد الآخرين الذين يمتلكون تجارب شمولية فاشلة بل تندفع للأمام وتتجدد باستمرار مع تطور الأطر الإنسانية وتبحث دائما عن الرفاهية والأمن والخدمات المتقدمة لشعوبها . إلا  أن هذا الحزب  قد أصر أن  يظل  شبيها بمصنع متهالك لإنتاج القيادات الفاشلة و لو أعاد قراءة المشهد السياسي وروض نفسه وأعاد بناء أعضائه لتقبل الوضع الجديد وسار  على خطى الأحزاب الديمقراطية لكان خيرا له من التقوقع والبقاء حبيس أفكار ونظريات جامدة  كتلك النظرية الاحادية المجسدة للحكم الشمولي للحزب الواحد وتمجيد رموزه وقياداته وهو ما يعد انتحارا سياسيا وضحكا على مقدرات الشعب ..فهناك إجماع  شعبي  أن حزب المرزوقي  قد يكون أصيب بإمراض المسرطنة  فضلا عن كونه  نتاج إفرازات ضيقة الأفق والنظرة للتأريخ بعين واحدة واجتزاء منه ما يخدم  توجهاته
 و حزب  المرزوقي  منذ  انبعاثه  بان  على صورة الحزب الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه فقط، ولا يعمل لصالح الناس.. فهو  لم يأت بجديد ولم يحل مشكلة، ففي عهد كبيرهم  انتشر الفساد، وزادت السرقات، وساءت الأحوال التونسية بدرجة مخيفة، ولم تفلح المحاولات التي يجريها من آن لآخر في تجميل وجهه القبيح لدرجة أصابت الناس بالملل والإحباط، وأصبح الجميع يتطلعون إلى اليوم الزى يرون فيه وجها غير وجه المرزوقي ، وهذا سر محاربة طوائف عديدة من الشعب واستخدامهم شعارات معادية له
بعودة جوقة المرزوقي  السياسية للعزف  استحضرنا النص المتين  الذي يجسد لرسم تشكيلي  شهير   يبرز تمزّق ليل تونس فجأة وتناثر أشلائه في القرى والمدن، حيث خرجت من أسماله الحالكة كائنات غريبة الشكل والخطى. تعدو في كلّ مكان وعبر جميع الاتجاهات، وهي تحمل قطعا من الليل المظلم، تحاول تزيين البنايات الشاهقة بها..حيث كانت تحاول رتق قبّة الليل التي تمزّقت وهي تضع البلد في عين الإبرة؟ كانت تطيل النظر إلى الأشجار والأزهار والربيع المخضرّ في الأرياف وحدائق الساحات وتمسحها بنظرة سوداء. وفيم كانت تفكّر وهي تزيل علامات الألوان الأخرى من شوارع المدينة، وفوق المحلات التجارية والمرافق الإدارية والمؤسّسات العامّة؟ ما الذي كان يزعجها في هذا الثراء الثقافيّ البصريّ؟ ولماذا كانت معدمة وفقيرة الأعماق من المشاعر والأحاسيس والعواطف والحبّ والجمال؟ أيّ غلظة وشدّة وقسوة تنبعث من جيوبها المرعبة؟ وما الذي يجعل الأسئلة تتناسل حول هذا الجنون العشقي للظلام الدامس، في وقت كانت تلوح بأعلام سوداء تثبتها مكان العلامات المزالة بما فيها العلم الوطني؟ تهامس الناس بصمت متسائل تخالطه الحيرة والارتباك.."
فالمؤكد ان هذه  الوجوه  لحراك  تونس  الإرادة لن  تحقق وترعى مصالحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، و لن تراعي بالمرة  مستقبل الأجيال القادمة ...و أغلبها  شبه  قيادات مرفوضة شعبيا، وتحظى بكم هائل من الكره لدى الناس ...وهي التي   تستمد خطبها الشعواء من  برنامج هلامي خيالي لا يمت إلى الواقع بصلة حيث تشبع الشعب  من هذه الشعارات الجوفاء، وأصبح مدركا جيدا للفخ المنصوب لهه من قيادة جربها و عاش معها الفشل  على كل المستويات  ..قيادة تفكر بعقول متحجرة، وبطريقة بدائية عفا عليها الزمن .. فقط لن  يكون حراك المرزوقي سوى مسمار جديد يدق في  نعش السياسة التونسية ... و الأيام  القادمة ستؤكد صحة ما ذهبنا إليه ..
و رغم  كون  الفرصة لا تزال مواتية أمام هذا الحزب  لتغيير نهجه ونزع جلبابه الفكري الاقصائي والارتقاء بكوادره دون تبعية وذلة وإبعاد الحرس القديم الذي فشل خلال 5سنوات في قيادة تونس بعد الثورة  ووضع الحلول الناجعة للاقتصاد وإتَباع أكثر الطرق أمانا من اجل إرساء المصالحة والإصلاح  للنهوض بشعب تونس بعيدا واجترار الماضي واستهلاكه جماهيريا فإننا  نكاد  نجزم  أنه لا  يصلح  العقار في  ما أفسده الدهر  على اعتبار أنه لا يغير الله بحزب  حتى يغير من عقليته مؤسسوه .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire