lundi 11 avril 2016

الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة : سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر




حالوا طمس تاريخه فما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. حجبوا تماثيله وغيروا مواقعها وسعوا إلى هدمها فتنازعوا وفشلوا وذهبت ريحهم ، فتماثيله تعود إلى أماكنها معلنة أن الرجال الذين أخلصوا لأوطانهم لا يصيبهم بلاء ولا يعتريهم نسيان . شوّهوا تاريخه النضالي والزعماتي زورا فأبى تشويها ..عمل المخلوع بما أوتي من قوة بعد أن انقلب عليه جعله نسيا منسيّا فإذا بالشّعب التونسي يردد " انساك دا كلام " ..وقاد النهضويون في بداية حكمهم حملات شعواء ضده وكالوا له التهم جزافا ورموهم بالكفر والزندقة والهرطقة فإذا بالتونسيين يحتفون به في سرهم وفي إعلانهم ومع كل أزمة نراهم يجدون في أقوال الزعيم المأثورة بلسما للجراح التي أدمتهم وللكوارث التي ظلت تلاحقهم .. جاءت الثورة وجرّبنا حكومة إخوانية فتكنوقراطية فندائية وكان الفشل حليفها.. عندئذ عاد الجميع بما في ذلك الإسلاميون إلى آبائهم يبكون.. وبخصاله يشيدون وكل يدعي أنه منتصر إلى الإرث البورقيبي وماهم منتصرون ..
 الزعيم الراحل بورقيبة من مواليد 3 أوت 1903 في حي الطرابلسية بمدينة المنستير كان أصغر إخوته الثمانية، تلقـّى تعليمه الثـّانوي بالمعهد الصادقي ثمّ معهد كارنو بتونس، ليتوجه إلى باريس سنة 1924 بعد حصوله على الباكالوريا وانخرط في كلية الحقوق والعلوم السياسية وحصل على الإجازة في سنة 1927، وعاد إلى تونس ليشتغل بالمحاماة. ضم بورقيبة إلى الحزب الحر الدستوري سنة 1933 واستقال منه في نفس السنة ليؤسس في 2 مارس 1934 بقصر هلال الحزب الحر الدستوري الجديد رافقه محمود الماطري والطاهر صفر والبحري قيقة. بعد سنين من النضال ضدّ المستعمر الفرنسي وسلسلة من الاعتقالات عاد بورقيبة إلى تونس ليؤلّف أول حكومة بعد الاستقلال. في 13 أوت 1956، صدرت مجلة الأحوال الشخصية التي تعتبر من أهم أعمال الزعيم بورقيبة حيث أنها تضمنت أحكاما ثورية كمنع تعدد الزوجات وجعل الطلاق بأيدي المحاكم، ولا تزال هذه المجلة تحظى إلى اليوم بسمعة تكاد تكون أسطورية. في 25 جويلية 1957 تم إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فخلع الملك محمد الأمين باي وتم اختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية. وتواصلت في العهد الجمهوري أعمال استكمال السيادة فتم جلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي في 15 أكتوبر 1963 وتم جلاء المعمرين عن الأراضي الزراعية، كما تم إقرار عديد الإجراءات لتحديث البلاد كإقرار مجانية التعليم وإجباريته وتوحيد القضاء.
أول  أمس  أحيت تونس  الذكرى 16 لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة ( توفي 6 أفريل 2000)  ولا شك أن المرحلة التي تمر بها البلاد تجعل من هذه الذكرى محطّة للعبرة والاعتبار بعد أن ولى زمن الزعمات وبعد أن أذاقنا حكام تونس الجدد المرارة والويلات ..لا شكّ الاهتداء برمز بورقيبة  اهتداء حقيقيا لا شعارا انتخابيا يمثل خيارا أساسيا من خيارات إنقاذ البلاد ..ولا ريب أن حاجة التونسيين إلى بورقيبة يلخصها قول الشاعر : 

سيذكرني قومي إذا جدّ جدهم   .....وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire