lundi 11 avril 2016

رحم الله أولاد أحمد : موت الشاعر ..نهاية الثورة




تنبأ بموته ورثى نفسه قبل أن نرثيه ..وانتظر الموت صبورا جلدا فجاءه وقال هيت لك   يوم الثلاثاء الرابع  أفريل  2016 ..زاره الموتوأحبه وبادله الحب مثل بمثل ، فالرجل قد أحب البلاد  كما لم يحبها أحد،زار  الموت شاعرنا " الصغير اولاد حمد " ووارعهالثرى بعد أن أنهكه المرض وطوحت بع العلل ..خمد صوته وظل دويه ملعلعافصهيل الشعراء لا يموت ...وألقهم لا ينطفئ ولو كره الكارهون ..
الصغير أولاد حمدأصيل ولاية سيدي بوزيد منبع الثورة و مهد الثائرين, ولد يوم 4 أفريل 1955 وتوفي في نفس التاريخ سنة 2016. ولد في الربيع ومات في الربيع فكيف نغتال في عينيه نيسانا ( شهر أفريل )..بدأ تعليمه في كتّاب القرية، فتعلم القراءة، وحفظ القرآن ثمّ دخل المدرسة الابتدائية بمنطقة النوايل في سيدي بوزيد ومنها حصل على شهادة التعليم الابتدائي عام 1968.زمن دراسته الثانوية لم يجد  مدرسة ثانوية في مدينة سيدي بوزيد فانتقل إلى محافظة قفصة لمواصلة تعليمه ، ثم ارتحل إلى العاصمة انتقل إلى العاصمة حيث واصل دراسته بالمدرسة العليا لأطر الشباب بمنطقة بئر الباي بين 1975 و1977 وحصل على شهادة منشط شباب.وعاد  عام 1978 إلى سيدي بوزيد وحصل على شهادة البكالوريا، وسافر إلى فرنسا حيث درس علم النفس في جامعة رامس.
غلبت عليهالكتابات  المتمرَدة الساخرة حتى اشتهر بها ولكن ذلك جرّ عليه بلاء عظيما ، وكم من قصيدة لقي بسببها رهقا .سجن خلال ما  يعرف بأحداث الخبز سنة 1984.. و منع ديوانه " نشيد الأيام الستة " الصادر في 1984 وبقي محجوزا حتى 1988. كما أصدر ديوان "جنوب الماء" سنة 1992 وتولَى ادارة بيت الشعر خلال السنوات الأولى من نظام بن علي في فترة ما بين 1993 – 1996.
بدأتتجربته الشعرية في سن الخامسة والعشرين،و كتب أول دواوينه الشعرية "نشيد الأيام الستَة" عام 1984 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، وقد كشفت قصائده عن ملامح شاعر غاضب وثائر ضد السلطة ما دفع الى منع توزيع ديوانه الذي بقي محجوزا حتى 1988.ثم توقف إنتاجه الشعري لفترة دامت الخمسة أعوام ثم خرج علينا  بمولوده الشعري الثاني تحت عنوان "ولكنني أحمد" بعد عامين من انقلاب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي على بورقيبة عام 1987.في بداية فترة بن علي واصل النظام ملاحقته للشاعر وطرده من عمله مما دفعه للسفر إلى فرنسا، وقد عاد مطلع التسعينيات إلى تونس بفكرة تأسيس بيت للشعر، تحققت عام 1993 حيث أسس أول بيت للشعر في تونس من 1993 إلى 1997.
وسعى نظام بن علي كسب ودّ الشاعر بمنحه وسام الاستحقاق الثقافي عن فكرة تأسيس بيت للشعر لكنه رفض تسلم الجائزة، وبقي رغم المضايقات يكتب الشعر ويسخر من النظام.تنبأ بالثورة وحث العزم على الوقوف في وجه الاستبداد ولعلَ هذا ما جعل العديد من الناقدين يعتبرونه شاعر الثورة التونسية. ارتقت بعض قصائده إلى رموز يتغنى بها التونسيون في حلهم وترحالهم.. فهو الذي أحب البلاد كما لم يحبها أحد ..وهو الذي قال في المرأة ما لم يقله أحد " نساء بلادي نساء ونصف " ..وبعد أولاد أحمد ليست البلاد هي اليتيمة وليس الشعر سيد اليتامى بل الثوار هم  كبار الخاسرين  فقد رحل الذي يقول لا حين يقول الجميع ... 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire