وكلاء شركات الحافلات الجديدة ...خبزهم مخبوز وزيتهم في الكوز

وزارة النقل رمت بالكرة في ملعب وزارة التّجارة وكلفت مصالح الدّيوان التونسي للتّجارة OCT بالإشراف على إنجاز صفقة ال1130 حافلة جديدة لفائدة مختلف شركات النقل العمومي وإثر صدور طلب العروض انحصر السباق بين مزودين ثلاث هم على التوالي (1) شركة Setcar (مجمع فريد عباس) وكيل شركة فولفو  VOLVO و(2) شركة ICAR (مجمع أولاد المبروك) وكيل شركة ايفيكوIVECO وشركة مرسيدس Mercedes و(3) شركة الفا بيس Alpha bus (مملوكة مناصفة بين الدّولة وحمادي الطويل) وكيل شركة مان  MAN  ...

التّسريبات تشير الى توافق المنافسين الثلاثة على استبعاد كل المنافسين وحصر الصفقة واقتسام "الغنيمة" (قرابة 450 مليون دينار) فيما بينهم مع توظيف زيادة تتراوح بين 20 و30 % مقارنة بالاسعار  السابقة ... والأخبار الشحيحة التي بحوزتنا تفيد بأن لجنة الصفقات بديوان التجارة OCT  قرّرت إلغاء طلب العروض المذكور للإخلالات التي علقت به لكن لوبي الفساد ضغط على سلطة الإشراف لكي تتدخّل وتجبر اللجنة على القبول بالأمر الواقع اذ لا مجال للتأخير أو التأجيل وهو ما تم بالفعل حيث طلب مؤخّرا ديوان التجارة من المزودين المحظوظين التمديد في آجال صلوحية عروضهم المالية وضمانهم المؤقت الى حين إنهاء جميع ترتيبات اقتسام الصفقة بين التماسيح الكبيرة ...والسؤال المطروح كيف تسمح حكومة الحبيب الصيد بهذه الخروقات وهل الدّولة لها من الإمكانات ما يسمح لها باقتناء هذا العدد الكبير من الحافلات الجديدة وبأسعار  مرتفعة ألم يكن أولى وأحرى الاستنجاد بالحافلات المستعملة (كلفة حافلة جديدة تساوي كلفة 15 حافلة مستعملة وموردة من أوروبا) خصوصا وأن البلاد على حافة الإفلاس ولا طاقة لها بتحمل تبعات صفقة بمثل هذا الحجم.