jeudi 21 avril 2016

تعليقا على ندوة الإطارات النقابة للتربية بسوسة : ركلات ترجيح ... بين المغالطة و الصحيح




في  الوضع   النقابي  المنفلت  و في  خضم   تزايد المطلبية العمالية  و ارتفاع  حدة  الاعتصامات  و الإضرابات  في  فترة هشة تعيش  فيها  البلاد  وهي  التي   تزال   تتخبط  في  مخاض  عسير  زادت  العمليات الإرهابية في  تأزمه و  رفع الانكماش الاقتصادي العالمي من منسوب  سلبيته  جالت بفكر  الكثير  من التونسيين  صور مشوهة عن العمل النقابي    حتى أصبحوا  يصيبهم الضجر و الملل ...   ويعرجون باحثين عن بلسم  للعلل ... كأغنية صباح فخري خمرة الحب اسقنيها أنت  عنوان الأمل...
  شخصيا مازلت  احمل  عشقا  غزيرا  لاتحاد  حشاد   رغم   كونه  اختلط  فيه الحابل  بالنابل  و داس  تربته  من هو نقابي  مزيف  و مازلت  أهيم  بكون  العمل  النقابي   يصب  في  مصلحة  العامل  و الأجير  أو الطبقة الشغيلة أو الوسطى أو الضعيفة ... كما  نؤمن  أن  خلق  ما  يسمى بالتعددية النقابية تحت   لواء  منظمات  أخرى أشبه  منها بالأوكار السياسية  ليس  لها  هدف  سوى ضرب وحدة العمال و تشتيت العمل النقابي و إضعافه تحت مسمى التعددية النقابية المزعومة..
فالإيمان  راسخ لدي أن  اتحاد  حشاد ظل  متابعا وراصدا للهمّ الوطني التونسي، مدفوعا بغيرته على وطنه، ومهتما بأن يكون مطلاً عليه و جزءاً من معادلة القوى السياسية و يجهد ألاّ يُحسب على جهة وإنما ينحاز إلى كل ما هو وطني ويفضي إلى مصلحة الوطن الذي آمن واشتغل لأجله .محاولاً توحيد وجهة بوصلته لمربعه الأول كمنظمة تونسية  ، وهو ما صرحت به مرارا وتكرارا  قياداته  مؤكدين  أن الاتحاد  بمفهومه  العام نشأ على مفهوم الوطن والانتماء والولاء وهو الذي يسارع لخوض الفعاليات المجتمعية داعماً لها معنويا وماليا، ويتعامل مع الفسيفساء التونسية على مبدأ حتمي يؤكد خلاله متانة النسيج الوطني ، متصدرا أي حراك يصب في قناة الوطن...
كل   ذلك  و ما  يزيد  لا  يمنعنا  من  توجيه  أصابع  النقد  و الانتقاد  إلى بعض الفعاليات النقابية  و لا  يمنعنا  من القول  ان  شغل  بعض النقابات و تحركاتها  منها  ماهو ممزوج  بطابع  شخصي ذاتي سياسي و لا يخلو من استهداف  شخوص دون  غيرهم   على ان إيماننا  أن  اغلب  التحركات  كانت  وراء  مطالب  مشروعة  و مدروسة و وراء  الضغط على الإدارة لإصلاح الوضع التربوي  العام في البلاد ...
 استجبنا  يوم الاثنين 11 أفريل  2016 إلى الاستجابة  الموجهة إلينا  لحضور  اللقاء  الصحفي  الذي  نظمته الإطارات  النقابية للتربية بسوسة ممثلة عن  النقابة الجهوية للتعليم الثانوي  بسوسة و النقابة  الجهوية للقيمين و القيمين العامين  بسوسة و النيابة الجهوية لمتفقدي  التعليم الثانوي بسوسة  تحت إشراف  الاتحاد الجهوي  للشغل بسوسة ...
 و قبل  الخوض  في  مجريات  اللقاء  و مضمونه  كان  لزاما  أن نشير  إلى أن   الطاقم الصحفي الوافد  لتغطية الحدث لم يكن متاحا له  شرب حتى كأس ماء من الحنفية  بل كان اللقاء الإعلامي جافا غذائيا و لا ندري لمَ كلّ هذا الشح في تمكين  الصحفي من قارورة ماء صغيرة   لا  تكلف  الكثير و  ... ( قوس  فتحناه  باقتضاب ونمرّ).


 المهم ان اللقاء  النقابي  الإعلامي  كان  فيه  منسوب المياه  منخفضا  فتماهى معه  منسوب المعلومات  حتى ظلت  الجماعة التي حضرت عن  مختلف  التشكيلات  النقابية تخوض  في  نفس الإطار  مرددة نفس الأفكار  مجترة نفس  النقاط  المرفوعة دون  تنويع  يذكر  حيث  تبلورت مجمل   النقاط  المثارة  حول  بعض التعيينات التي  سميت بالمسقطة و التي  اعتبروها قد  شلت العمل بالمندوبية  و بالمركز الجهوي للتكوين المستمر بسوسة  و عدم التزام   المندوبية  بالاتفاقيات  المبرمة  مع الطرف النقابي و الاقتطاع العشوائي من أجور العاملين  بقطاع التربية و تعطيل  صرف  المستحقات  و تنامي ظاهرة العنف  المسلط  على المؤسسات التربوية و الإطار العامل بها  و صمت المندوبية عن ذلك و النقص الفادح في  الموارد البشرية خاصة القيمين و العملة و أعوان المخابر   و  طلبات  النقابات  المجتمعة  بمراجعة التسميات  بالخطط الوظيفية  و إخضاعها  لمقاييس  معلنة  و شفافة  تقوم على مبدأ  الكفاءة و مبدأ التناظر  و التطبيق الفوري  لكافة الاتفاقيات  المبرمة مع  الطرف النقابي  و الكف  عن سياسة  الاقتطاع العشوائي  و تدعيم الموارد البشرية  و إقرار  الدخول في  خطوات  تصعيدية  منها الدخول في اعتصام  بمقر  المندوبية الجهوية للتربية بسوسة  و سلسلة من الوقفات الاحتجاجية  فضلا  عن إرساء مجلس  جهوي قيم الاعتصام و حد الخطط النقابية القادمة ...
صحيح أن  اللقاء أثار مثل  هذه النقاط   و لكن  بطريقة عامة و سطحية جدا  فلم  نجد  مثلا تبعات التعيينات المسقطة  ومن هي و لماذا سميت  أصلا  مسقطة  و لم  نجد  عددا أو نسبة تحدد تنامي  ظاهرة العنف في الوسط المدرسي في سوسة  و لو لا  بعض الأرقام  المهمة التي  سيقت  في اللقاء و التي  تحدثت عن مستوى النقص في  الموارد البشرية   الذي  تشهده  مؤسساتنا التربوية في سوسة  و المتمثل في  أكثر من  300 عامل و أكثر من 72 عون مخابر و أكثر من 220 قيما   لقلنا  ان  حديث  الجماعة كان  أشبه ما يكون بالحديث في   " المهموتة" …..حتى  أننا أخذنا  المخيال  في بعض المواضع  و نحن في قلب  التصريحات النقابية المنددة  بحالة الوضع  التربوي في الجهة  إلى تذكر صورة  النائحة  تلك المرأة التي  تمتهن البكاء و تستأجر عليه   والتي  قال  عنها  عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"تبيع عبرتها وتبكي شجو غيرها" .
و اللقاء  الذي  يشهد  الجميع على تفاعل الصحيفة في شخص ممثلها مع بعض  النقاط المثارة  لم  يكن  مقنعا على الأقل من حيث  الطرح و لم  يجب  على بعض التساؤلات   التي  كان لزاما  ان نسوقها  دوما في  إطار التفاعل  وهذا  نزر منها :
-  لماذا وقعت إثارة  تسميات  دون  أخرى  فهناك  مثلا  تسميات سابقة و لاحقة أيضا  لم يعترض عليها الطرف النقابي  على غرار خطة  مدير مساعد للحياة المدرسية  و خطة  مدير مساعد للتقييم و الجودة  مع  تأكيدنا أننا  ضد الأشخاص  المسمييّن و لكن  تسميتهم  تحمل الكثير من الدلالات؟
- لماذا  لم نتحدث عمن  تولى خطة  إدارية بالمندوبية الجهوية للتربية  رغم انه سبق  له  ان قدم استقالته من خطة مدير مؤسسة  تربوية صنف ج لمدة قصيرة  ثم  عبر عن  عدم قدرته على العمل  الإداري  لظروف  صحية  إلا  انه  و بقدرة وقادر و بدفع  من  "أيادي  النضال " تولى خطة مسؤول  نافذ  بالمندوبية للجهوية للتربية ؟
- هل  للنقابة قانون  و أمر  وزاري   نستند  عليه  يدحض  الأمر عدد25/48  المتعلق بتنظيم  المراكز الجهوية للتربية و التكوين و الذي  يؤكد  ان مسالة تنظيم  هذه المراكز يعود بالأساس  إلى وزير التربية  أمر التعيينات  من صلاحياته و بالتالي  فان  تعلة التناظر غير معمول بها  قانونا  وهي مسألة اعتمدها  وزير التربية السابق  الطيب البكوش  كاجتهاد منه و الوزراء السابقون  و لكن  الوزير الحالي ناجي جلول  أراد  ان  يمارس صلاحياته  و له في ذلك حق  حسب ما ينص عليه القانون  طبعا  بل  الأدهى انه  وقع  تعيين  أسماء  في  بعض المراكز الجهوية الأخرى لم تتحرك النقابات هناك و لم تعترض و نذكر على سبيل الذكر لا الحصر و لايتي  أريانة  و منوبة؟
-حسبي  ان  موجة الانتقاد  النقابية  موجهة بالأساس  إلى التعيينات  التي شملت  3 أشخاص  ونعني  بهم  عمر مسعود  على رأس   المركز الجهوية للتربية و التكوين بسوسة و جلال الأندلسي و سامي الخبثاني و لم تتخلل  الموجة أسئلة عن كفاءة هؤلاء  الذين  لا تهمنا  أسماءهم  و ليس  لنا  بهم أي  صلة و لكن  بعض التحريات أكدت  لنا  ان لهم خبرة تفوق 11 سنة في مجال التسيير الإداري  بل  ان  احد النقابي  أسر  لي  ان  عمر مسعود مثلا   يستحق  ان  يحرز مكانة مندوب التربية و تلك الخطة لا تتناسب و كفاءته وهو ارفع منها .
-  ثم  لماذا  نخفي  ان  اغلب  المشرفين  على مؤسسات  التعليم في سوسة سواء الثانوية أو الاعدادية هم  من  النقابيين  و بالتالي  فان  تردي  الوضع التربوي  قد  تكون النقابة هي الأخرى متسببة فيه ؟
- ثم أيضا لماذا لم نكن شجعانا يوما و نصرح على الملأ إلى تداخل البعد الحزبي و الذاتي في العلاقة مع الطرف الإداري و محاولة فرض سياسة الأمر الواقع بعدم الموافقة على تعيينات  وزارة التربية  وابتزاز مكشوف  و هرسلة مستمرة  لفرض الإطاحة بأشخاص و تنصيب اخرين  لاجندات حزبية و ذاتية .
- كما  لا بد  ان نتساءل  عن  مدى نجاعة و مردودية بعض  المسؤولين  النقابيين  في المندوبية  و المسربين لكل الأخبار الحاصلة في المندوبية  لفائدة الطرف النقابي  الذي  أصبح يعلم بكل كبيرة و صغيرة
- ثم بخصوص  مصلحة المالية  بمندوبية التربية كان  من  الاجدر ان نشير   إلى ان   الطرف النقابي  لم  يتحرك سابقا   في عهد بن فرج  الذي  كانت الثورة نيوز سباقة في الكشف عن  مردوده الباهت  و أدائه المخجل  و تلاعبه  بأجور  المربين و الأعوان  و كل العاملين على حد سواء  بيد انه لا بد أيضا  من  التساؤل  لماذا ندافع  عن الاقتطاع في الأجور اذا كان  الأمر ناجما عن غيابات  غير مبررة  و غير شرعية مع  أننا  نؤمن جد  الإيمان  بالدفاع عن لقمة عيش العاملين  في المجال التربوي   و نرفع لواء الاستماتة  في الذود عن  كل  شخص  تعرض للاقتطاع  من أجره زورا و بهتانا ..
- ثم لماذا  لم يفصح  الطرف النقابي بلسانه  إبان  تعيين  كاتب عام للمندوبية و الحال  ان  هذه الخطة يقع  التناظر فيها  ولا تتم بالتعيين  و لماذا لا يقف  ضد  المسؤول  المعلوم  ذي الميولات النقابية  الذي ساعد   الكثير من الأساتذة  على النقل  في  إطار إيجاد توازنات  نقابية  في كل المعاهد  و المدراس الاعدادية  استعدادا  للمؤتمرات النقابية .
- ثم  أليس حركة النقل  منفردة بها النقابة  و كذلك  مسألة النيابات  و غيرها  من النقاط الأخرى التي  تكفي المساحة لسردها .
و اذ نلامس  الحس  الوطني في الطرف النقابي  فإننا لابد  من القول  انه  ليس  هذا الطرف بملائكة كما يدعي  و غيورا فوق القيمة على الوضع التربوي في الجهة  فالمعلوم انه يسكن بداخله  شيطان  ناطق  كغيره  من الاطراف  الاخرى  انطلاقا من المسؤول  الاداري  وصولا إلى  السياسي  و غيرهم على حد سواء  ... بيد  ان  خوفي  ان يكون العمل  النقابي في سوسة  في قطاع  التربية مبنيا  على قاعدة :من دخل بيت النقابة فهو آمن "  أو أن  يكون  الطرف  النقابي  يؤمن  أشد الإيمان   بقصيدة  "المفتي"  للشاعر الكبير احمد  مطر  التي  تقول  :
 عاد ليفتى
مَولانا الطّاعِنُ في الجِبْتِ
عادَ لِيُفتي:
هَتْكُ تلاميذ الأرضِ حَلالٌ
إلاّ الأَربعَ مِمّا يأتي:
أُمّي، أُختي، امرأتي، بنتي!
كُلُّ الإرهابِ مُقاومَةٌ
إلاّ إن قادَ إلي مَوتي!
نَسْفُ مكاتب النّاسِ جِهادٌ
إن لَمْ ينسَفْ مَعَها مكتبي !
التقوي عِندي تَتلوّي
ما بينَ البَلوي والبَلوي
حَسَبَ البَخْتِ
إن نَزلَتْ تِلَكَ علي غَيري
خَنَقَتْ صَمْتي.
وإذا تِلكَ دَنَتْ مِن ظَهْري
زَرعَتْ إعصاراً في صَوْتي



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire