jeudi 17 mars 2016

نبأ بن قردان المضحّية نيابة عن كلّ الوطن : والطّابور الخامس يطلب من الشهيد أن يعفو عن قاتله...




مُتعبة ثورتك ... مُنهك وطنك ...والحصار يشتدّ...
حصار الخارج والدّاخل...
أتعبتك الطوابير جميعها أيّتها الثورة...
أنهكتك الطوابير جميعها أيّها الوطن...
وعيون النخبة السياسية والثقافية والإعلامية من أبنائك أصابها المال بالعمى...عيون النخبة من  أبنائك سملتها الأيديولوجيا , والتحزّب...فلم تعد تبصر نور التّاريخ لتتّعظ...
***
من صفحات التاريخ التي عميت عنها عيون النخبة , صفحة من صفحات الحرب الأهلية الإسبانية سنة 1936 حين أزمعت قوات الجنرال فرانكو المتشكلة من أربعة طوابير العودة إلى إسبانيا وكان من بين قادة هذه الطوابير الأربعة الجنرال اميلو مولا الذي سئل أيّ الطوابير ستدخل إسبانيا فأجاب˸
-الطابور الخامس
في إشارة إلى وجود جماعة داخل إسبانيا تعمل لفائدة الجنرال فرانكو ضد الحكومة الجمهورية ذات الميولات اليسارية...
***
   أما آن لنخبتنا أن تتخلّص من عماها لتبصر الطوابير التي تحاصر الوطن من الخارج , والطابور الخامس المزروع داخله ولتتجنب السير بلا هدى وبلا وعي , أو على هدي المال والأيديولوجيا والتحزّب في ركاب هذا الطابور؟
إنّها الحرب يا سادتي أفلا تبصرون؟
إنّها الحرب وقد صارت معلنة , صريحة في بن قردان بين من كان داعشيا ومن كان تونسيا فأي الفريقين تختارون ؟
لا مواربة بعد اليوم ... لا مخاتلة بعد الآن... ولا خطاب مغالط ينطلي علينا , ستفضحكم الحرب جميعا أيها السائرون في ركاب الطابور الخامس...
كشفت الحرب شبكة الداعشيين بالداخل
كشفت الحرب الحبل السري الذي يربط بين دواعش الداخل ودواعش الخارج , وكشفت الحرب أنّ الداعشي ليس من حمل السلاح ليقتل التونسي فقط
بل الداعشي أيضا كل من يحدّثنا عن حقّ الداعشي في قتلنا باسم العفو والمغفرة والحوار وحقوق الإنسان  ‼
أكاد أسمع وصايا جنودنا وأمنيينا ومدنيينا الذين ارتقوا في بن قردان يوم السابع من مارس وهم ينشدون ما أنشد الشاعر أمل دنقل ˸  لا تصالح...لا تصالح...‟
وعجبي لمن يطلب من الشهيد أن يصالح قاتله ؟
إنها الحرب ياسادتي والطوابير التي تحاصرنا من الخارج كثيرة لا يمكن حصرها في˸
طابور الأنظمة الرجعية المدجّجة بالبترودولار المصدّرة لشريعة القتل الوهابية وصانعتها
طابور المشروع الاستعماري التوسعي في شكله الامبريالي الجديد الماضي إلى تفتيت الشرق والمغرب العربيين باستراتيجية الفوضى الخلاقة التي تنفّذها الحركات الإسلامية الأصولية المتطرّفة التي ترفع لواء وجهه الجهاد في سبيل الله وقفاه الجهاد في سبيل سيّد العالم الصهيوأمريكي 
بل تتجاوز ذلك إلى طابور العثمانيين الجدد الحالمين باستعادة أمجاد الباب العالي العائدين إلى استعباد العرب وتتريكهم‟ و إلى إرجاع بلاد العرب إلى حظيرة خليفتهم , العائدين ممتطين ظهور الجماعات الإسلامية من درجتها الإخوانية إلى درجتها الدّاعشيّة...
تلتقي هذه الطوابير عند نقطة إعادة رسم خارطة العالم العربي وتفتيته وقد تفترق عند نقطة بعض مصالحها الخاصة دون أن تخرج جميعها عن بيت طاعة سادة النظام العالمي الجديد...
ولهذه الطوابير القادمة من الخارج طابور في الداخل يتشكل شبكة في قلبها الداعشيون بخلاياهم الناشطة والنائمة وتحتضنه خيوط تتفاوت قربا من قلب الشبكة وبعدا وهذه الخيوط تتشكل من بيئة اجتماعية حاضنة , ومن بيئة إعلامية وسياسية وثقفوتيّة وحقوقويّة  مشكّكه أو مبيّضة أو مسوّقة لوجود هذه الجماعات لارتباطات مصلحية مادية بها أو بطوابير الخارج التي تحاصرنا أو لقرابة أيديولوجية تصلها بها أو لحسابات سياسية غبيّة أو لوهم بأنّ للقاتل حقوقا تعلو على حقوق شهداء الوطن...
***
 إنّها الحرب يا سادتي , فكيف تتركون من يحتضن قاتلنا يسير بيننا ؟ كيف تغالطوننا اليوم بعد أن أمعنتم في مغالطتنا على مدى سنوات  حتى اشتدّ عود الوحش من أنصار الشريعة (في المهد) إلى أن استحال  داعش حين اكتمل        ( ولست أميّز بين نصرة أو داعش أو ما شابههما)  
ها الوحش وقد تمدّد بيننا خلايا سرطانية أفما زلتم تتهموننا بخيانة حقوق الإنسان وبالردّة وبالكفر وبالإسلاموفوبيا...إن طلبنا استئصال السرطان قبل أن يقتلنا ؟
إنّها الحرب المعلنة اليوم يا سادتي , والحرب ستفضح كل الطابور الخامس ولا ورقة  حقوق الإنسان ستستر سوأة انتسابكم سرا أو علنا بعد اليوم إلى ألطابور الخامس (ولنتفق إن كان عدونا الداعشي وقاتل شهدائنا إنسانا أولا ؟ فأي إنسانية ترونها في امتهانه الذبح والحرق؟)
ولا ورقات اتهامنا بالكفر أو بالردة أو بالإسلاموفوبيا ستغطي بعد اليوم عورة الداعشي فيكم...
***
يحدثني صاحبي بعد أن بلغته الأنباء عن تحرك خلايا داعشية نائمة داخل بن قردان يوم السابع من مارس , وصاحبي هذا ممن اعتزلوا المساجد ولزموا الصلاة في بيوتهم منذ سنة 2013 معللا ذلك بأن المساجد قد غزاها الخوارج من داعش ومن شابهها فيقول
لا عجب أن تتحرك خلاياهم النائمة , تلك التي أعرفها وتعرفها ويعرف أمثالَها كلُّ الناس في أحيائهم وقراهم , داعش بين ظهرانينا يقاسمنا رغيفنا ويشاركنا ماءنا وهواءنا وأرضنا وهو يتأهّب لذبحنا متى أمر أميره...وداعش بيننا اختار لنفسه من الأسماء اسما يليق به , وبه يفتخر وهو اسم ذبّاحة الأزقّة‟...
فأقول معقّبا على ما قال ˸
وراء كلّ ذبّاح من ذبّاحة الأزقة , إعلامي وسياسي وحقوقويّ وثقفوتيّ حمى ظهره حين أنكر وجوده وحين اعتبره له ابنا لحظة تصاف سياسي انتخابي وتآخ أيديولوجي معلن مفضوح واعتبره ابنا عاقا لمّا خرج عن طاعته ,وحين بيّض صورته وحين مرّر رسائله عن وعي وقصديّة أو عن غير ذلك
وقد نصفح , وقد يصفح التاريخ عمّن لم ير السكين في يد الداعشي الذي يعيش بين ظهرانينا أو رآها وأنكرها لأنّ أيديولوجيا أو مالا أو حزبية ضيقة أصابته بالعمى , ولكننا لن نصفح ولا التاريخ سيصفح عمّن مازال يغطي عورة الداعشي بيديه فتنكشف عورته هو تلك التي فضحتها الحرب المعلنة منذ بن قردان المضحّية في 7 مارس نيابة عن كل الوطن...الحرب المعلنة بين من كان تونسيّا ومن كان داعشيّا...
الحرب المعلنة فضحت الطابور الخامس جميعه...
***
إنّها الحرب يا سادتي فلا توهموني بعد الآن أنّ من سار في ركاب الطّابور الخامس منّا
ولا تطلبوا من شهداء بن قردان أن يصفحوا عن قاتلهم...

                                                                -فتحي البوزيدي-  



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire