mardi 1 décembre 2015

تلك حقيقة أكدتها الثورة نيوز : العمل الاستخباري في قلب الدّاخلية ...صفر على اليمين ... و صفر على الشّمال




 لم  تكن  العملية الأمنية التي هزت  أرجاء العاصمة  التونسية في  بحر الأسبوع المنقضي  و المتمثلة في  حالة التأهب القصوى  و محاصرة كل الشوارع  المؤدية إلى شارع  الحبيب بورقيبة و الفضاء التجاري البلماريوم  لتنتهي  بوقف  شاب  قيل  انه  إرهابي  تبين فيما بعد  عكس  ذلك...   قلنا  تلك العملية الأمنية لم  تكن  سوى  ضرب من  " تتبجح " و تفاخر  وزارة الداخلية و مصلحة الاستعلامات    و التي ظلت تبالغ  فيها  أيما  مبالغة  مقصدها دائما  تمرير صورة نجاح  مؤسستنا  الأمنية في  الضرب  على أيادي المتطرفين   المازجين  بين الدم  و الدين  و سد  كل  الطرق  المؤدية إلى خلق  أجواء الفوضى والترويع ، وعدم إتاحة المجال أمام انتشار الشائعات المغرضة ، التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية آمنه...غير أن ما غاب عنها أنها لا ترى إلا نصف  الكأس الممتلئ و  لا ترى النصف  الفارغ .. حيث تزين  لها  الايجابيات فتنسى السلبيات و أحيانا تأخذها الأحداث فتتغافل على مدى تأثيرها  على صورة تونس و سمعتها ...  ففي  وقت  يروج فيه  أن الجهاز الأمني  التونسي  قوي لدرجة  أنه  قام بإحباط  عديد العمليات عن  طريق  الاستشعار قبل وقوعها  فإن العملية الإرهابية الأخيرة الجادة في  شارع  محمد الخامس   أكدت للتونسي أن الجهاز الأمني سهل الاختراق مرتخ  و يتطلب  جرعة إصلاحات ...


لن  نطيل  في العزاء   فالقتلى نحتسبهم شهداء  و لكن  لابد من القول اليوم  ان  العمل  الاستخبارتي  في وزارة الداخلية معتل   و تلك حقيقة باتت  مكشوفة لا ريب  فيها  حيث أصبح الاعتقاد جازما  أن   العمل المخابراتي والاستخباري والامني يشهد تداخلا وعدم انسجام وغيابا واضحا في التنسيق بالإضافة إلى تأثر واضح باتجاهات التفكير لقوى سياسية ابتعدت به عن المهنية والحرفية خصوصا بعد حل الأجهزة الأمنية السابقة مما الغى عقودا من تراكم الخبرات المهنية والاحترافية .  الأمر الذي يحتاج إلى إعادة النظر في الهياكل التنظيمية والادارية  لتلك الأجهزة وكذلك إعادة النظر بنوعية وسائل الرصد وجمع المعلومات وأساليب تحليل المعلومات وطرق توزيعها ، بغية الارتقاء بقدراتها على مواجهة التهديدات المختلفة التي تواجهها تونس داخليا” وخارجيا” ، بما يعزز سيادتها بعيدا عن تداعيات الازمات السياسية.
والعمل الاستخباري  في  بلادنا  لم يكن  البتة حصيلة تراكم خبرات مختلف الاختصاصات في مجال تحليل وتصنيف وتوزيع المعلومات ومستند إلى قاعدة معلومات واسعة النطاق يتم تحديثها بصورة مستمرة من قبل مختلف مصادر جمع المعلومات والتي تشمل المخبرين أو عناصر الاستطلاع والجواسيس ، كذلك مختلف وسائل الرصد والتحسس البصرية والالكترونية والرادارية المتحركة(على الأرض والطائرة في الجو والفضاء الخارجي)  والثابتة وكذلك مصادر المعلومات الإعلامية (الراديو والتلفاز والصحف المقروءة والالكترونية والكتب والبحوث والمؤتمرات العلمية 

 بيد  انه  ما  يمكن  استنتاجه  حقا  من   رمزية الواقعة الأخيرة  كون  الإرهاب طال  كبرى مؤسساتنا  ( استهداف  مؤسسة رئاسة الجمهورية) فالعملية التفجيرية  في قلب  شارع  محمد الخامس  تعني  ضرب  شرايين البلاد التونسية  فواقعة الحدث الإرهابي  الغادر كانت  على مقربة من وزارة السياحة و من وزارة الداخلية و من البنك المركزي  و في قلب  اكبر ثاني شارع  في تونس .. و ما يمكن  قوله أيضا   ان مكان  الحادثة له  رمزيته الاعلامية  على اعتبار انه  قريب  من كل وسائل الإعلام فضلا عن  حركية الشارع   فالتركيز على تغطية الحدث الإرهابي  يتم استغلاله من قبل الجماعات المتطرفة لترويج فكرهم الإرهابي ودعمهم من خلال محاولاتهم المستمرة في البحث عن الدعاية الإعلامية لتسليط الضوء على وجودهم وأغراضهم.  فبحسب باحثين نفسيين فان الإرهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم في حال علموا مسبقا أنها لن تترافق مع الدعاية الإعلامية،التي من شأنها كشف حجم الخسائر التي ألحقوها بأعدائهم .. على اعتبار أن الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال أبدى البعض اهتماما بالأمر.وهذه الدعاية  المجانية  بالأكسجين اللازم للإرهاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ، لان تغطية الحدث الإرهابي إعلاميا يحقق مكاسب تكتيكية وإستراتيجية للقائمين عليه " غير أننا  لم نفقه  بعد  التكيتيك ... و ظلت بلادنا   ضحية حربين إرهاب و بوليتيك .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire