mardi 24 novembre 2015

ما نعلمه وما لا نعلمه عن رجل الأعمال المزعوم بلقاسم الخرشاني: أسباب إفلاس شركة "هبرة القابضة" بعد أقلّ من سنة على انطلاقتها !




بعد الثّورة وفي غياب شبه تامّ لمختلف أجهزة الدّولة تحوّلت تونس إلى مرتع آمن  للمفسدين والمتحيلين والمجرمين والبلطجيّة والإرهابيين والمهرّبين والمضاربين والسّماسرة وتجّار المخدرات وقد ساعدهم الإعلام الفاسد والمأجور والصّحافة المشبوهة على التّموقع والتّوسع على حساب المصلحة الوطنيّة وأمن البلاد واقتصادها ... جماعة ضالّة غارقة في الفساد للعنكوش تكذب الكذبة والشّعب المغفّل يصدّق ويسقط في الفخّ والنتيجة ضّحايا بالآلاف وخسائر بالمليارات ولنا في إفلاس شركات مثل Syphax Airlines  و HABRA Holding Corp خير دليل على سقوط الدّولة تحت رحمة مافيا التّحيل والنّصب والزّور  .


لم نكن نسمع في السّابق عن ثريّ تونسي ورجل أعمال يدعى بلقاسم الخرشانيBelgacem Khorchani النّكرة في عالم المال والأعمال والذي غادر البلاد منذ عقود في اتّجاه دولة الكويت ضمن وفد يتركّب من 40 فني من مختلف الاختصاصاتفي إطار  التّعاون الفني بين وزارة الكهرباء والماء الكويتية والشّركة التونسية للكهرباء والغاز  STEG (فرع الخدمات الدوليّة) للإشراف على إنجاز محطة لإنتاج الكهرباء بطاقة 300 ميغاواط ... بلقاسم الخرشاني كان يعمل زمنها بشركة "الستاغ" كفنّي صيانة من الصّف الأخير Agent de maintenance... وبعد إنهاء أشغال إنجاز المشروع نجح صاحبنا في الالتحاق بالشركة الكويتية للكهرباء وبعدها بسنوات هاجر إلى المانيا واستقرّ هناك وبديهة أن يشدّه الحنين إلى دولة الكويت فيعود إليها هذه المرّة لممارسة هوايته في التّحيل والنّصب والزور وكان له ذلك بأن لهف لشركة المجموعة المشتركة للمقاولاتCombined Group Contracting(CGC)المملوكة لعائلة  آل المعروف الثريّة ‏(مقرّها بمنطقة العارضيّة الصناعيّة بالعاصمة الكويت)مبلغا ماليا هامّ يقدر بــــــــــــ1.497 مليون دينار كويتي أي ما يعادل 3.810 مليون أورو (ثلاثة ملايين وثمانمائة وعشرة آلاف أورو) وذلك باستعمال الخزعبلات والحيلالشّيطانية ...كما سبق للرجل أن استغلّ على طريقته منظمة "الغذاء مقابل النّفط"Pétrole contre nourritureخلال حرب الخليج ليلهف عشرات المليارات دون وجه حقّ بواسطة شركة التحيل التي بعثها للغرض United Investment &Devlopment(UID)... خلال سنة 2006 غادر بلقاسم الخرشاني الكويت نهائيا وعاد الى تونس ليبعث مشروعا جديدا في عالم التحيل والنّصب وقدّم نفسه على أنّه مهندس في الطّاقة خرّيج أكبر المدارس الألمانية Ingénieur en génie énergétique(الخرشاني لا يملك أيّة شهادة جامعية)وينوي الاستثمار في بلده تونس التي أحبّها حسب زعمه طبعا ...



 وبسرعة قياسيّة وبمساعدة من ماكينة الإعلام الهابط نجح الرّجل في الوصول الى القمّة بعد أن ابتلع الجميع الطّعم وسقطوا في الفخّ ... ولاستدراج المغفّلين والعقلاء على حدّ سواء تمّ التّرويج الإعلامي على الطّريقة الهوليوديةإلى أن المشروع النّوعي الجديد HABRA Holding Corpالذي بلغت كلفته أكثر من 200 مليون دينار هو ثمرة التّعاون بين رجال الأعمال التونسيين والسّعوديين فشريكه ليس إلاّ  رجل المال والأعمال السّعودي الشيخ محمد توفيق الصّانع  ...وانطلاقا من أواخر سنة 2014 أصبحت بقدرة قادر شركة "هبرة القابضة" الشّركة الأولى في تونس الرّائدة في قطاع اللّحوم الحمراء (من تسمين العجول الى البيع بالتّفصيل)!فكلّ شيء مباح في بلدي يباع ويشترى في أسواق النّخاسة بحكم أن مختلف أجهزة الدّولة مغيبة أو في شبه الغيبوبة... منظّمة الأعراف الموازية (الجامعة لأدنى أصناف رجال الأعمال منصنف المترديّة و النّطيحة و ما أكل السبع) كنفدرالية المؤسّسات المواطنة التّونسية  CONECT وكعادتها في اصطياد رجال الأعمال المتحيّلين قبلت انضمامه ومكّنته من بعث ما يسمّى مجمع منتجي وموزّعي اللّحوم Groupement Professionnel des Producteurs et Distributeurs de viande وترؤسه في نفس الوقت (10 فيفري 2015) وأمّا عن وزارة الفلاحة فقد سارعت خلال شهر جانفي 2015 إلى إبرام اتفاقية تعاون وشراكة مع الشّركة الحديثة المشبوهة بواسطة وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحيAVFAممثّلة في مديرها العام حسين صيود ظاهرها لتطوير منظومة اللحوم الحمراء في تونس والاستفادة من فرص نقل التكنولوجيا في هذا المجال وباطنها مزيد إضفاء الشّرعية على أكبر عمليّة تحيّل عرفتها تونس في قطاع اللحوم بصفة عامّة ...كذلك انساق الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصّيد البحري UTAP وراء موجة إمضاء الاتفاقيات المزعومة والمشبوهة مع شركة التحيل الخرشاني وكان ذلك خلال شهر مارس 2015 في إطار اتفاقية تعاون وشراكة ضمنت في عدد 3 صفحات أمضى عليها كل من النهضوي عبد المجيد الزار والدّكتور في عالم النّصب والزّور بلقاسم الخرشاني... كذلك سقط وزير التكوين المهنى والتشغيل زياد العذاري  في شراك المتحيل واغتر بما يروّج له صاحبنا المتحيّل المحترف فسارع هو أيضا لاستغلال الفرصة السانحة وإمضاء اتفاقية بين وزارته وشركة التّحيل تصوروا جميع الاتفاقيات والوثائق الخاصة بشركة هبرة القابضة حملت عبارة الدّكتور أو حرف "د" والتي سبقت التّنصيص على إسمه وهنا نتساءل دوكتوراه في ماذا أيّها الأبله؟ المهمّأنّ حزمة الاتفاقيات المبرمة مع سلطة الاشراف ومع الأطراف المهنيةاستغلها بلقاسم الحرشاني للايقاع بعدد من المصارف الوطنية التي انساقت مع التيار  ومنحته قروضا بعشرات المليارات بدون ضمانات ونفس الشّيء تقريبا بالنّسبة إلى العدد من منتجي اللّحوم الحمراء من جميع الأصناف صغار وكبار الفلاّحين والذين اغترّوا بالمظاهر الخدّاعة ونسوا أو تناسوا أنّ ما كلّ بيضاء شحمة ولا كلّ سوداء تمرة والنتيجة باعوا ماشيتهم المعشعشة (عجول وخرفان) مقابل سندات مالية مؤجّلة الدّفع لأشهر (كمبيالات)اتّضح فيما بعد أنّها مسحوبة على حساب بنكي خال من الرّصيد... ولا يمكن تخيّل وقع المفأجاة الصّادمة وتبعاتها السّلبية على ضحايا كينغ التّحيل والنّصب ...هذا من ناحية المزودين أمّا من ناحية العملة من أعوان وإطارات فقد وجدوا أنفسهم فجأة في الشّارع بعد إغلاق كلّ نقاط البيع ...مطرودين من عملهم لسبب غريب أنّهم لا يتحوّزون على بطاقة السّوابق العدليّة B3 والأغرب أنّهم لم يحصلوا على مرتّبات 4 أشهر كاملة ...




 ورغم افتضاح أمر رجل الأعمال المزيّف إلاّ أنّ عددا من الإعلاميين ووسائل الإعلام واصلوا التّرويج لبضاعة تالفة همّهم الفوز بمكرمة من لفافات المال الحرام والنّتن... على مراد الله.

وكعادتها في البحث عن أسباب هذا السّقوط المدوّي لشركة حديثة لم يمرّ على بعثها حول كامل توصلت الثورة نيوز إلى الحقيقة المغيّبة وهي أنّ الشركة الكويتية المتضررة ونقصد بها المجموعة المشتركة للمقاولات(CGC)وحسب ما جاء في بلاغ سوق الكويت للاوراق المالية صدر يوم 04 ماي 2014وهذا نصه "نودّ الإفادة بأن القضية الأساسية المرفوعة من قبل شركة المجموعة المشتركة للمقاولات ضد بلقاسم الخرشاني، وموضوعها إكساء إقرار الدين الصّيغة التنفيذية في تونس بمبلغ 3,810,000 يورو تعادل حوالي 1,497,000 د.ك ، قد صدر بها حكم لمصلحتنا من محكمة أوّل درجة بتاريخ 21/05/2009، وقد تايد هذا الحكم من محكمة الاستئناف بتاريخ 01/03/2011،هذا، وبتاريخ 29/04/2013، صدر حكم من محكمة التّمييز برفض الطعن المرفوع من بلقاسم الخرشاني، وتأييد الحكم المستأنف، وبذلك يصبح الحكم نهائياً ومبرماً وقابلاً للتنفيذ، وقد باشر محامي شركة المجموعة المشتركة للمقاولات في تونس باتخاذ الإجراءات التنفيذية على أملاك بلقاسم الخرشاني، في تونس" ومن هنا نخلص الى أنّ المتحيّل الخطير بلقاسم الخرشاني استشعر إمكانيّة الحجز على أمواله وأملاكه فسارع إلى تصفيتها وتهريبها نحو وجهة ظلّت مجهولة غير عابئ بالمآسي التي سبّبها لعدد من حرفائه ومزوديه ومقرضيه وعمّاله.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire