jeudi 19 novembre 2015

في المركّب الثقافي بسوسة : غابت الثّقافة و حضر "التّزليط" ... و هدر الأموال " مشى في العرص و الحيط"




تعترضك اللافتات  أمام  المركب الثقافي و كل   واحدة   تشير إلى  وجود تظاهرة محسوبة على الثقافة  آخرها  لافتة   علقت أمام  واجهة المركب الثقافي  بسوسة كتب عليها  ببنط عريض "أكتوبر شهر الموسيقى " .. حملنا  أنفسنا  و سألنا هنا  و هناك  عن  هذه التظاهرة و مدى فعاليتها  و مدى تأثيرها  على أهالي الجهة عامة ورواد المركب  الثقافي  خاصة  فلم  نجد أي صدى و لا أي  أثر  لهذه التظاهرة ...حيث  ظلت أشبه ما يكون  بالحبر  على الورق  فلاهي حققت  حتى أدنى أهدافها المرجوة  و لا  هي  هذبت  أذواق الشباب  و جذبت إليهاأهل الثقافة والفنّ  ... فالتظاهرات في المركب الثقافي في سوسة كثيرة  و لكن  الفائدة منعدمة تماما  و رواجها  لا  يتعدى سور المركب  و المستفيدين منها قلة تحسب  على  أصابع اليد  الواحدة .   بل  بلغنا أن أغلب التظاهرات الثقافية كانت  تنجز في  الخيال حيث   يهندس المستكرشون التظاهرات الوهمية  ليغنموا منها  الأموال  المساقة من نفقة  الوزارة  و أمّا الفعل  الثقافي فيظل  آخر اهتمامات الجماعة...
هذه المرة  تطور الشيء  و تحوّل  من  البزنسة في  الثقافة  إلى البزنسة  في " الشوانطّ"  فالمار  من أمام أو من  خلف  المركب الثقافي  بسوسة  يلحظ دون  عناء  أنه ومنذ شهر رمضان المنقضي  عامل  بناء  بصدد تشييد   حائط   لا يبعد  المترين  على مبنى  المركب ... حائط  امتد على بعض  الأمتار  و أعد له  5 قواعد ( عرص) ظل المقاول ينجزها  و سرعان  ما يهدمها لأسباب ظلت  مجهولة ...
المشهد البنائي  في  الحقيقة شدّنا  و جعلنا  نطرح  في  كل  مرة أسئلة عديدة أهمها على الإطلاق ما الجدوى من  بناء  هذا  الجدار ؟ و هل هناك مغزى و هدف  رمزي-ثقافي  مثلا  من عملية تشييده  ؟ ... جدار ظل  المقاول  يبنيه  ثم  يهدمه ثم يبنيه ثم يهدمه ...ربما قد تكون  شكل "البناية" غير تلك المتفق  عليها  مع  مدير المركب  و ربما  يكون   عامل البناء متربصا  فجاءت  " العرص"   متباعدة  أي ليست على نفس المسافة التي  تفصل الأولى عن الثانية و الثانية عن  الثالثة و قد   تكون " الوزنة" مفقودة  فبان الاعوجاج  و ربما  كان الشغل  الذي  أنجزه  عامل البناء غير متطابق  مع  ذوق  الإدارة  فالحرم  حرم  ثقافي  و جمالية سور من جماليته  و كيف  لفضاء ثقافي  أن  تغيب   عن  هندسته  الجمال  و الذي  خصص  للفن و الثقافة و الجمال ...بيد  أن  بعض  المؤشرات  توحي بأمرآخر  يتعلق بشبهة تلاعب  في المال العام  ...فالإطالة في أيام العمل يعني  بالضرورة التضخيم  في  المصاريف و النفخ  في كلفة المشروع  بل  هو أيضاإهدار للوقت و للمواد البناء ...  فالملاحظ البسيط يدرك أنه إذا اقتضت الضرورة مثلا بناء ذاك الجدار فهو لا يتطلب بضعةأيام أوأسبوع على أقصى تقدير... و إذا   افترضنا  أن المقاول هو من يتباطأ في إتمام الأشغال فكان لزاما  تغييره  بآخر  غير أن الطامة الكبرى و الخوف  كل الخوف و الهاجس الذي  يسيطر على الأذهان أن  تكون  عمليات الإطالة  و البناء و الهدم ثم إعادة البناء مقصودة الهدف  منها   تضخيم التكاليف و الحساب تحت التوتة ...






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire