vendredi 20 novembre 2015

خذوا المناصب… خذوا المكاسب… واتركوا لنا الوطن





منذ أشهر معدودات غنّى لطفي بوشناق متوجّعا متفجعا من حال تونس  وصرخ باكيا " خذوا المناصب والمكاسب لكن خلّولي الوطن "...ومنذ سنوات تغنّى الشيخ إمام بقصيدة الشاعر الكبير أحمد فؤاد النجم " بقرة حاحا " منتقدا حكام مصر وما كان يدري أنه سيأتي يوم تكون فيه كلمات هذه القصيدة معبرة عن حال تونس أكثر من  تعبيرها حال مصر بعد أن دخلها " الخواجات " من أبناء وطنها ..وهذا نص القصيدة  ( ناح النواح و النّواحة ...على بقرة حاحاالنطاحة ...و البقرة حلوب .. تحلب قنطار ..لكن مسلوب .. من أهل الدار..و الدار بصحاب .. وحداشر باب (11 بابا) ...غير السراديب .. وبحور الديب ..وغيلان الدار .. واقفين بنهار ..و في يوم معلوم .. عملوها الروم ..زقوا الترباس .. هِربوا الحراس ..دخلوا الخواجات .. شفطوا اللبنات ..و البقرة تنادي .. وتقول يا ولادي ...و ولاد الشوم.. رايحين ف النوم ...البقرة انقهرت .. م القهر انصهرت ..وقعت بالبير.. سألوا النواطير ..طب وقعت ليه.؟ ..وقعت م الخوف ..و الخوف يجي ليه.. ؟ .. من عدم الشوف ..و قعت م الجوع و م الراحة ..البقرة السمرا النطاحة ..ناحت مواويل النواحة ..على حاحة و على بقرة حاحا)....أليس في كلمات هذه القصيدة ما يقدم صورة بليغة عن حال تونس اليوم ؟  ألم يدخل الوطن بعد الثورة "خواجات"  نصفهم خونة متفرنسون ونصفهم الآخر  إخوان مفترسون ! ألم "يشفطوا اللبنات" تحت عناوين خاطئة كاذبة منها الصكوك الإسلامية وتونس الذكية  ألم يجف حليب البقرة ؟ ألم يعقروها ألم يدمدموها ؟؟ ألم  يترقى العار  في بلدي من بيع إلى بيع بلا كفن،ومن مستعمر غاز إلى مستعمر وطني !..





وليس في هذا التوصيف أي تضخيم بل لعلنا لم نقل سوى قليل من كثير إذ الشواهد على محن تونس عديدة  يُخيل إلى المرء أنه لا يستطيع ردها أو حدها ولن ينتظر التونسيون كثيرا حتى يروا أنفسهم يباعون ووطنهم في المزاد العلني .. ولن ينتظروا طويلا حتى  يرواتصكيك ما تبقى من  منشآت عمومية  فالجماعة ستلعب بملعب رادس وستسرع في رهن  الطريق السيارة وستجعل   من شركتي   الستاغوالصوناد والخطوط الجوية والشيمنو آخر ما سيباع في سوق النخاسة  ساعتها سيستفيق التونسيون على وقع صدمات أشد عنفا من صدمات الكهرباء فإذا بحثوا عن الماء ليثلجوا صدورهم مما نزل بهم وجدوا السراب وعرفوا أنهم أصبحوا مقصوصي الجناح غير قادرين على الطيران ...ولعلنا قريبا سنواكب مشهدا فظيعا  يجسدّ  عملية  بيع قصر قرطاج برئيسه وموظفيه بالصّكوك الاسلاميّة  وذلك من تطعيم ميزانيّة 2017 ....خمس سنوات مرّت  كأنها أعوام ثقال – وجبالك الرواسي ولا حكامك الثقال – خمس عجاف والملك الجديد " يشبه الملك القديم ، كلهم راع وكلهم مسؤول عن التّفريط في حق الرعية كلهم هددوا ويهددون بأجور قد تأتي وقد لا تأتي ، كلهم يعدون أبناء الطبقات الفقيرة والطبقات المهمشة بغد أفضل والله يعلم أنهم كاذبون ..كلهم  رهنوا  الوطن لدى المرابين والأفاكين وتجار الدين .. كلهم  يخرج خطيبا على التونسيين ليقول إنه المهدي المنتظر وأنه مرسول القضاء  والقدر  يزف إلينا بشارة الإفلاس ، كلهم يقولون أنهم خير حكام أخرجوا للناس ؟ ..





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire