هي
قصة موجعة امتزجت فيها معاناة المرض مع معاناة الخيانة والخديعة...مطلعها عذاب
وأوسطها عذاب وآخرها قد يكون انفراجا ...قصة تجعلك ترفع يدك تضرعا وخفية لتردد معه
دعاء تفريج الهمّ « اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ،
نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ
بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي
كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي
عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ
صَدْرِي، وَجَلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي»
قصة ممتدة جغرافيا ... بدأ فيها الألم في ليبيا وامتد
إلى تونس ... قصة اختلط فيها الحابل بالنابل وسجل فيها التلاعب والتقصير حضورا
بارزا فكانت الضحية واحدة وكان الجلادون كثرا..
قصة الحال:مرارة في الوطن وغصة خارج الوطن
المعلوم أن القطرين التونسي والليبي هما في الأصل
قطر واحد :علاقات كبرى تجمع البلدين وتصاهر بين العائلات ويد عاملة تونسية تشتغل
هناك وليبيون يتفسحون ويعالجون بيننا .. بيد أن سماء العلاقات بين البلدين تلبدت
بسحب رعدية خاصة مع بروز ما يعرف بمليشيات فجر ليبيا..هو من بين الضحايا الذين تم
تهديد أحد أبنائه بالقتل ومن الذين قالت فيهم مليشيات فجر ليبيا «رؤوس قد أينعت
وحان وقت قطافها « اضطر غير باغ إلى تهريب احد فلذات أكباده إلى التراب التونسي
لأنه المطلوب رقم واحد للمليشيات ... ظل لشهور يخفيه على الأنظار ولا يلتقي به
درءا لكل تتبع يسهل على القتلة الوصول إليه... التحق هو وعائلته بابنه في تونس
وذلك للعلاج والنقاهة والاطمئنان على الفتى الذي يعيش عند احد الأصدقاء الأوفياء
من التونسيين والعيش بعيدا عن ضغوطات التهديد والوعيد ...
قصة الحال مدارها المهدي بن محمد بن رحومة دعاس ليبي من
مواليد 1959 متزوج وله أبناء قاطن في طرابلس . وقصة الحال انطلقت أطوارها بعد أن
قام دعاس وهو كهل ليبي مصاب بمرض ضيق التنفس بتأجير منزل بالطابق الأرضي بحي
الرياض سوسة واستقر به رفقة عائلته منذ عيد الفطر الموافق ل17/7/2015.. وتؤكد
التفاصيل انه يوم 20/07/2015 تحوّل إلى منطقة سيدي عبد الحميد رفقة أفراد عائلته
إلى منزل احد أصدقائه من التونسيين الذين عاشرهم في ليبيا لسنين ونشأت بينهما
علاقة ثقة وحب متبادلين بعد أن وجد فيه عفة لا مثيل لها وطهارة ونقاء وصفاء
السريرة وتعاشرا كما يقولون «على الماء والملح «حيث قضى سهرة تواصلت إلى حدود
الساعة الواحدة والنصف صباحا .. ولم يكن في الحسبان أن تكون خاتمة هذه السهرة نوما
عميقا وأحلاما وردية غير ان ذلك لم يكن كذلك فالجماعة تفاجأوا أو بالأحرى اشتدت
فاجعتهم لهول ما رأوا صباحا حيث وجدوا الخزانات مفتوحة والادباش مبعثرة وبعض
حاجيات النسوة مفقودة فضلا عن سرقة بعض الهواتف الجوالة وحقيبة الوالدة التي تحتوي
على كل جوازات السفر وعددها 8 ودفتر صكوك وعملة ليبية وتونسية وكمية من الذهب
والوثائق الخاصة بالسيارة ومفاتيحها اختفت تماما إضافة إلى 7 هواتف جوالة فيها من
نوع قلاكسي وسامسونق حيث قدرت قيمة المسروق بما يفوق 35 ألف دينار ...
لم يجد المهدي من حل سوى إعلام صديقه التونسي بالأمر
والذي سارع معه لإعلام مركز الأمن الوطني بحي الرياض بالحكاية . على إثرها تحولت
دورية على عين المكان حيث توقفت أمام المنزل الذي استأجره دعاس وقد عمت الفوضى
حوله . هناك علم المتضرر أن صاحبة المنزل أخبرتها احد الجارات أنها شاهدت شخصين
احدهم ليبي والآخر تونسي خارجين من المنزل في حدود الساعة الخامسة صباحا حاملين
حقيبة يدوية ... شهادة مريبة قد تكون الغاية منها غير نبيلة بل ربما تكون مدفوعة
الأجر وهي شهادة بنيت عليها تهمة باطلة تم الصقاها بصديقه التونسي الذي عاشره في
ليبيا واستضافه في منزله وبليبيي حملته الصدفة أن استأجر الطابق العلوي في نفس
العمارة التي يقطن بها صاحب القصة ...ولا ندري في هذا السياق أي علاقة تربط الليبي
المتهم زورا بالتونسي صديق المتضرر حتى يتشاركا معا في عملية السرقة علما أن الأول
لا يعرف الثاني بل أنهما بريئان من عملية السرقة براءة الذئب من دم يوسف ...
ما خفي من عملية السرقة: التقصير الموجود
لم يعد لليبي الضيف مؤونة فقد لهفت الجماعة الجمل بما
حمل فالمبلغ المالي المتحوز عليه والذي فاق13 ألف دينار ذهب هباء منثورا ومدخرات
القطع الذهبية للزوجة لهفها السراق ليجد نفسه مجبرا على التداين من بعض الأصدقاء
حتى يستطيع كشف تفاصيل الموضوع ويتعرف على الجناة ... بيد أن عملية السرقة حملت في
طياتها عديد الشبهات أولها أن المنزل لم يتعرض لأي عملية تكسير أو خلع مما يوحي أن
السارق اقتحم بهو المنزل مستعملا مفتاحا مفتعلا الأمر الذي يحيلنا إلى كون المشهد
العام للسرقة يوحي أن من قام بهذه الفعلة النكراء يعرف المكان جيدا علما وأن
المنزل تعرض لعمليات سطو سابقة مع مؤجرين سابقين له ...
كان لزاما من حيث البحث والتحري الأمني ان ترفع الدورية
الأمنية القادمة إلى موقع الحادثة البصمات على الباب وعلى الجدران ولكنها لم تفعل
وكان لزاما على مركز الأمن حي الرياض ورئيسه ان يكافح الشاهدة التي أكدت أنها رأت
تونسيا وليبيا خارجين من المنزل ولكن ذاك لم يكن ثم ان عملية البحث في الحادثة
كانت مبتورة واقتصرت على بعض الأشخاص القاطنين في العمارة ولم يتوسع البحث ليشمل
كل الأطراف الأمر الذي يجعلنا أمام كم هائل من التساؤلات مع تطور منسوب التأويل
حول تورط أكثر من شخص في عملية السرقة وأكثر من شخص يسعى للتستر على الجناة وإلصاق
التهمة بالأبرياء..
القنصل الليبي على الخط
لم يكن من المهدي دعاس المتضرر الذي أحس بقهر ولوعة
مضاعفة سوى الاتصال بالقنصل العام الليبي في تونس لإبلاغ صوته ورفع أمره إلى كبار
المسؤولين حيث تعهدوا له بمتابعة الموضوع وتتبع مدى تقدم الأبحاث واعدين إياه
بمساعدته على استرداد حقه ... من جانبه أصر المتضرر على كشف الحقيقة كلّفه ذلك ما
كلفه مدفوعا ببعض المؤشرات والخيوط التي قد تنير له درب الحقيقة وتضمد جراحه رغم
أنّ ألامه لم تخمد وصدره ضاق لذلك ما فتئ يناشد المسؤولين الجهويين والوطنيين
التدخل لمساعدته على إعادة ما ضاع منه وما تم لهفه وهو الذي عزم على نشر قصته
ولوعته على أكثر من وسيلة إعلامية وإبلاغ صوته إلى كل المعنيين بالأمر لا حبا
للمال المنهوب منه ولكن إيمانا منه انه ما ضاع حق وراءه طالب .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire