vendredi 4 septembre 2015

العدالة الموزاية : هيئة سهام بن سدرين في مهبّ الرّيح




كانت كلمة الموازي  قبل 14 جانفي 2011 من الكلمات المغمورة التي قلّما نستمع إليها في السّر أو في العلن ، وكان حضورها مقتصرا على مجالين المجال التجاري مع "التجارة الموازية" و المجال التربوي" مع " الكتب الموازية " ....ولكن مع ظهور ما يسمى "بالتّرويكا " التي عهدت إليها أمانة الثورة فخانتها شاعت هذه الكلمة  بعد أن شقت كل المجالات وأصبحت لعنة تهدد أمن تونس واستقرارها ....والغريب أنّ جروح التّونسيين ما زالت لم تبرأ بعد من أوجاع الأمن الموازي بعد اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وتفشي الإرهاب حتى بدأت روائح الفساد تفوح من هيئة "العدالة الموازية "هيئة الحقيقة والكرامة التي أسقطت على رئاستها سهام  بن سدرين  في غفلة من شرفاء الوطن وأحراره .



ولئن خصصنا الصّفحة الأولى في هذا العدد إلى هيئة بن سدرين فإنه لا بدّ من الإشارة إلى أنّ تنبيه  صحيفة الثورة نيوز إلى خطورة هذه الهيئة قديم بدأ منذ طرحت فكرة ما يسمى بهيئة العدالة الانتقالية أو بتسمية أدق هيئة العدالة الانتقامية الانتقائية  وتواصل من حين لآخر مشهّرا بطرد صحفيي "إذاعة كلمة " طردا تعسّفيا وبحصول صاحبتها على قرض مشبوه من البنك الوطني الفلاحين. ولا بدّ أن نذكرّ لعل الذكرى تنفع المؤمنين أن هذه الهيئة المزعومة هي صناعة نهضوية بامتياز أشرف على تأليف مسرحيتها وإخراجها وزير العدل السابق نور الدين البحيري واختار لها مجموعة من الممثلين البارعين برئاسة عرّابة حقوق الإنسان سهام بن سدرين التي تربطها علاقات مريبة ببول بريمر وهو موضوع كنا قد تحدثنا فيه طويلا . ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فما إن تم الإعلان عن الولادة المشوّهة لهذه الهيئة حتى بدأت الاستقالات تتالى وكان آخرها وليس أخيرها استقالة القاضي العيادي التي عقبتها رسالة نائب رئيس الهيئة زهير مخلوف التي عرّت ما كان مستورا وكشفت ما كان مغمورا، وقالت في هيئتنا فساد كبير.



وبعد أن شهد شاهد من أهلها وأهل الهيئة أدري بفسادها نتساءل هل بقي من رشيد في هذه الهيئة ؟ الإجابة   طبعا ستكون بالنفي بدءا بالرئيس مرورا بخالد الكريشي وانتهاء بعلا بن نجمة ... فالعدالة الانتقالية تقتضي فيما تقتضي أن يكون الرئيس قاضيا عادلا لا عرّاب حقوق إنسان يثير الفتنة ويحرض أصحاب القرار على هدم الوطن وكلنا يتذكر الدور الذي لعبته بن سدرين في تدمير المنظومة الاستخباراتية  صحبة وزير الداخلية الفاشل فرحات الراجحي ..أمّا خالد الكريشي فعلاقته بالنهضة عموما وبنور الدين البحيري وزوجته خصوصا لا تخفي على أحد ويكفي أنه كان الشخصية الواجهة التي سكنت مكتب سعادة الوزير وزوجه خلال إشرافه على الوزارة حتى نفهم كيف تدبر الأمور في هذه الهيئة وكيف تسير . أمّا علا بنجمة فهي حرم مستشار وزير العدل نور الدين البحيري ...وبهذا المعنى فإنّ هيئة سهام بن سدرين قد ولدت ميّتة ولم يبق على أهل القرار في هذا البلد سوى أن يعجّلوا بحل هذه الهيئة فإكرام الميت تعجيل دفنه .







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire