mercredi 9 septembre 2015

الصّورة أبلغ من أيّة تعليق : مصحة خاصّة تنقل النّفايات الصّحية السّامة على متن "كريطة " وتلقي بها في مصبّات تقليدية ؟؟




لم  تندمل  الجراح  بعد  من  وقع  الفاجعة التي  حلت  بوفاة الشّابّة سميّة بوعشير جرّاء خطأ طبّي فادح و غير مبرّر نتيجة إهمال و عدم ٱكتراث بمصحّة الرّوابي  في  ولاية بنزرت  بعد  أن  تعرّضت الفقيدة لعمليّة جراحيّة أولى قيصريّة أثناء ولادتها لتوأم و أثناء العمليّة وقع خطأ طبّي نتج عنه عن تقطيع جزء من أحشائها بسبب عدم الاكتراث و اللّامبالاة من   قبل الإطار الطّبّي ممّا تسبّب في تعفّن بكامل جسدها و تركها في حالة سيّئة و حتى تدارك هذا الخطأ جاء متأخّرًا قبل  أن  تلفظ أنفاسها الأخيرة دون عودة ... مأساة الحال خلفت احتجاجات حول التعاطي الطبي مع الوافدين على المصحة و خلفت استياء كبيرا لدى التونسيين بعد أن تحولت قضية الفقيدة إلى قضية رأي عام بامتياز...
كنّا نظن  أن  المهازل  ستتوقف   هنا  في  هذه  المصحة و تعيد  ترتيب  بيتها  من  جديد  ووضع  صحة الناس  في  المقام  الأول  و لكن يبدو  أن  التجاوزات  بها  لا  تنتهي ولا تعرف  الحد  و تحوّلت  من  بعدها  الداخلي  إلى بعدها  الخارجي  حيث  كانت  الصورة الملتقطة من  أمام  المصحة مثيرة للاشمئزاز و السخرية في  نفس الوقت  و مازجة في آن واحد  بين الخطورة و الطرافة ..
مصحة الروابي  الجديدة القديمة وهي  المصحة الوحيدة  بمدينة بنزرت  تحرص  على نقل  نفايات الأنشطة الصحية  بطرق   تقليدية و مخلة بالقانونين  و التشريعات  تعود  للقرن التاسع  عشر مخالفة بذلك الأمر عدد2745لسنة 2008 المتعلق بضبط شروط و طرق  التصرف في  نفايات الأنشطة الصحية  ويتم  إلقاء  النفايات  المذكورة في  مصبات  تقليدية  مما  يعرض صحة المواطنين  بمدينة بنزرت لعديد الأمراض و يشكل تهديدا للصحة العامة والبيئة ...
فالصورة المقتطفة من  أمام  المصحة  و لمتمثلة في  مشهد طريف  يتمثل  في  إقدام أعوان  المصحة على تعبئة "كريطة " يقودها  بغل يستغلها  في  السابق  الفحام لبيع  الفحم لنقل  النفايات الطبية  بكل  أشكالها لإلقائها بالمصبات التقليدية ... مشهد قاتم لا  يدل  إلا  على كون  المصحة لا  تعبأ بصحة المواطن ... و كون  الرقابة الصحية والبيئية  في  الجهة مفقودة ... و كأن بالأمر بسيط جدا رغم كونه على غاية الخطورة و يهدد صحة الإنسان و الحيوان على حد سواء .
فالمعلوم  أن  النفايات الصحية  شديدة الخطورة على صحة الإنسان أو الكائنات الحية الأخرى سواء على المدى القريب أو البعيد، كونها غير قابلة للتحلل وتدوم في الطبيعة أو أنها قد تسبب آثاراً تراكمية ضارة فهي  عبارة  عن مواد سامة أو ضارة بالصحة العامة أو أنها مواد ملوثة تؤدي إلى إحداث أضرار بالبيئة مما يشكل خطراً على صحة الإنسان والكائنات الحية نتيجة تلوث عناصر البيئة بهذه المواد وخاصة مصادر المياه السطحية والجوفية.
 و المعلوم  أيضا  أن  ماهو  معمول  به  هو أن  يتم نقل النفايات الطبية من أماكن تولدها إلى مواقع معالجتها والتخلص النهائي منها بطريقة مضبوطة  و دقيقة  و ذلك بإحكام إغلاق العبوات المستخدمة لاحتوائها بشكل جيد لمنع انسكابها، واستخدام أكياس مزدوجة لمنع أي تسرب. و استخدام حاويات ومركبات محكمة الإغلاق لنقل النفايات الطبية تكون مزودة بأغطية ذاتية الإغلاق، ويجب أن تكون أغطيتها قوية بما يكفي لتحمل عملية تفريغها، وأن يكون تصميمها ملائما لتحميلها بأمان وسهولة في سيارات النقل، وأن تكون سهلة التنظيف. كما يجب أن تكون المركبات المستخدمة لنقل النفايات الطبية إلى مواقع التخلص منها، ذات مستوى عالي الجودة، وأن تتوافق مع المعايير التالية:أن يكون جسم السيارة مغلقا تماما. و وجود فصل بين النفايات الطبية عن غير الطبية. وأن تكون سهلة التنظيف. وأن تكون قوية ومتينة.
فبين  ماهو مطلوب و ما هو متوفر في  الصورة بون شاسع ... فمن يراقب ؟  و من يردع ؟  و من يوقف نزيف الاستهتار بصحة الناس و بحياتهم ؟ للحديث  بقية.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire