الدورة الأخيرة لاستعراض
اوسو الشهير كانت بمثابة دورة
التحدي على جميع الأصعدة على اعتبار عسر المهمة الموكولة إلى
هيئة التنظيم و تحديد جمعية اوسو المشرفة الأولى عليها
و على اعتبار الزلزال الذي ضرب
مدينة سوسة والمتمثل في العملية الإرهابية
الغادرة التي راح ضحيتها قرابة الأربعين
سائحا أجنبيا ..والدورة الأخيرة للمهرجان
هي في الحقيقة
بمثابة وضع الحجرة الأولى
لعودة الكرنفال إلى سالف إشعاعه وزحزحة للوضع البائس الذي أضحى
عليه بعد الثورة و بعد أن تم تغييبه
لأسباب عديدة نأتي عليها تباعا
...
المهم أن الثورة
نيوز كانت في عددها السابق قد
سلطت الأضواء على المهرجان
وعلى الجمعية المشرفة وذكرت بعض
الهنات مستندة على بعض المصادر التي لم تكن صدقا أمينة في نقلها ولا بريئة في طرحها ولا صادقة في قولها ... ولما تلقفنا مؤشرات تدل
على ذلك كله اعددنا العدة وأوفدنا فريقا
صحفيا يتقصى الوقائع في إطار
دوما منح قيصر ما لقيصر فالاعتراف بالخطأ نعده فضيلة و لا نخجل من تصويبه .
الوقائع
المستقاة تقول أن
الوالي النهضوي السابق
مخلص الجمل والوالي
المقال بفضيحة بعد أسبوعين من تعيينه
عاطف بوغطاس و الذي
شغل خطة معتمد أول في
ولاية سوسة زمن الانهيار سعا بكل
ما أوتيي لهما
من جهد لقصم
ظهر الكرنفال من خلال ضرب
جمعية اوسو و دفعها دفعا للانحلال و تأسيس
جمعية موازية على أنقاضها يقودها أبناء
جلدتهما من المؤتمر و النهضة لتسيير مقاليد
المهرجان غير أنهما لم
يفلحا رغم كونهما
حاولا سحب البساط من
تحت أقدام الجمعية واستقطاب بعض الوجوه الفاعلة التي لم
تؤمن بما أبداه الوالي
ومعتمده الأول زمنها
... و الغريب أن السلطة حينها ساعدت شركة تصفية لاستصدار حكم ضد
الجمعية و نجحت في إخراجها
من مقرها القديم و رمت بتجهيزاتها و أثاثها في الشارع مع اعتماد
نفس السياسة النوفمبرية القديمة من خلال قطع
كل السبل المؤدية إليها ماديا ومعنويا قصد
تفقيرها ثم إعلان وفاتها سريريا
ثم كليا ...
تلك السياسة الفوقية الهجينة المتوخاة من قبل
الجمل و بوغطاس على حد سواء كانت بعد تفحص
وتدقيق و بحث في الشقيقة و الرقيقة قصد إيجاد
نزر من فساد للضرب على أيادي
المستهدفين من أعضاء الجمعية
وملاحقتهم قضائيا و لمَ لا
الزج بهم في السجن غير أن مسعاهما خاب
و لم يجدا شيئا
يذكر ..
رحلت الهيئة
القديمة و سلّمت المشعل للهيئة الجديدة و التي تعد
من خيرة الكفاءات على اعتبار كونها مزيجا
ذا طعم رائق بين الفني
والقانوني والمحاسباتي حيث آمنت أن كرنفال
اوسو لابد له قطعا أن
يعود إلى نشاطه
رغم الداء والأعداء
وانطلقت في التحضير والاستعداد في وقت كان
والي سوسة السابق عبد الملك السلامي كما ألفناه مترددا
تجذبه قوى الردة إلى الوراء قبل أن يتشجع في
آخر عمره التسييري و يساير هيئة التنظيم .
كان الإيمان بعودة الكرنفال قد اشتد أكثر خاصة بعد الحادثة الإرهابية على
شاطئ احد النزل بسوسة... حيث تحركت سواعد
الشباب وتحدت الهيئة المنظمة العراقيل
الكبرى والعديدة و تجاوزت
هاجس الخوف من
كل حدث ربما
يقع و نادت بأعلى صوتها معلنة عن
تنظيم كرنفال اوسو وفق
رؤية جديدة بإمكانيات متواضعة حيث
تجنبت تسييس المهرجان و تركت
الدعوة مفتوحة للجميع لمن يريد
القدوم و المشاركة فضلا عن تأثيث
المهرجان بسهرات متنوعة
في ساحة المدن المتوأمة تواصلت على مدى 3 ليال .
لم تكن الموارد
المالية كبيرة لتنظيم
احتفالية ضخمة فالهيئة اتخذت شعار "على قدر كسائي أمد
رجلي" و مع ذلك
حقق الاستعراض المنشود أهدافه حيث تابعته
عديد القنوات الأجنبية و أرسلت لمتابعيها عبر الصور المنقولة على شاشتها و على
مواقعها رسالة ايجابية مفادها أن
الشعب التونسي لا يهاب الإرهاب و يعيش
رغم كل الوجع
على وقع الفرح ...
ففي الكواليس
كانت كل الأجيال حاضرة
للمشاركة في العروض حيث أبدى
الشباب والأطفال عزيمة لا
مثيل لها لتقديم
لوحات استعراضية تليق بالمقام غير
منتظرين (على خلاف المتمعشين) جزاء و لا شكورا تدفعهم روح
التطوع و العمل على إعادة الإشعاع للمهرجان وللمدينة بالأساس ... في
ذات السياق ازدهرت الحركة الاقتصادية و دار "دولاب"
المهن الصغرى وخرجت العائلات
بأعداد كثيفة متجاوزة حاجز الخوف بحثا
عن أمل جديد
يرتسم على الملامح ..
ما يمكن التنصيص
عليه قبل الخوض
في مسألة أعضاء الهيئة المنظمة للمهرجان أن المسؤولين
مستعدين لتقديم كل الوثائق الخاصة
بالموازنات المالية للمهرجان للعموم في
إطار الشفافية و النزاهة و من له
أي دليل يؤكد
على ثبوت أي تلاعب أو شبهة
فساد فليبينها للرأي العام ( هاتوا برهانكم إن كنت صادقين) .
أما في خصوص الأشخاص فالحق يقال أن الهيئة تضم
خيرة من المختصين
في مجالات متعددة
... فالمذكور سلفا في المقال
السابق على سبيل الذكر لا الحصر
رياض بن حسين عضو
الجمعية فنان حرفي
مختص في التزويق
يشهد له العارفون بالمجال الثقافي بتجربته و خبرته الإبداعية الطويلة و هو صديق صدوق وهناك مودات بينه وبين
جميع الناس. وهو من أهل الرحابة والانفتاح، متصالح مع نفسه ومع الآخرين. معدن الرجل نفيس و يكفي لإثبات ذلك استقراء تاريخه الثقافي ليظهر من مجموع مسؤولياته ومواقفه ومهامه كم يحسن
فن القيادة ويتقن المعادلات ويحكم القبضة على ما يتولاه بمنهج يجمع بين الحزم
واللين مع مهارة فائقة في التعامل مع
المحيطين به . ظل يمارس مهنته بجدية وشرف واستقامة.
ساعده في ذلك سرعة بديهة وعمق معرفة، وثقافة واسعة ونزاهة فكرية و خبرة كبيرة وهو الذي استند على مبدئية العمل و صوابية المنهج و قناعة داخلية تلزمه مفادها أن كل خطوة يخطوها على الساحة هي امتداد اصطحب معه ارهصات تجربة مهنية كبيرة وهو الذي يميل الى التركيز على روحية الايثار و فعالية العمل و نتائجه المسؤول عنها أمام الله و الضمير و الوطن دون الالتفات إلى الترهات المرفوعة من هنا و هناك و التي لن ثنيه عن العمل ...
ساعده في ذلك سرعة بديهة وعمق معرفة، وثقافة واسعة ونزاهة فكرية و خبرة كبيرة وهو الذي استند على مبدئية العمل و صوابية المنهج و قناعة داخلية تلزمه مفادها أن كل خطوة يخطوها على الساحة هي امتداد اصطحب معه ارهصات تجربة مهنية كبيرة وهو الذي يميل الى التركيز على روحية الايثار و فعالية العمل و نتائجه المسؤول عنها أمام الله و الضمير و الوطن دون الالتفات إلى الترهات المرفوعة من هنا و هناك و التي لن ثنيه عن العمل ...
بيد انه
لا بد من القول
أن عودة الحياة إلى كرنفال اوسو هو مجهود
مشترك قامت به
سلطة الإشراف ونعني بها
ولاية سوسة ووزارة الثقافة و دعمته
هياكل المجتمع المدني وعلى رأسها
المنظمة الجهوية للأعراف فضلا
عن الشباب و الأطفال
الذين سخروا جهدهم ووقتهم
لذلك ... و في خضم هذه التشكيلات
الإنسانية المتحدة و التي مدت
يدها للمهرجان يتراءى في
العلالي الدور البارز لرجال الأمن و المؤسسة الأمنية قاطبة التي توخت خطة أمنية محكمة ناجحة و ناجعة و في
ذات القمة تضاهيها صورة عمال
البلدية الذين طهروا عرض
المدينة من الشوائب ... وهي صور ضاعفت من حجم الفرحة ...تلك الحاجة الملحة
التي من اجلها كان اوسو حيا و رفض الموت على يد الدخلاء والمتمعشين ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire