كان من المأمول وقد تزامنت العودة المدرسية والجامعية مع عيد الأضحى
المبارك أن يكون عيدنا عيدين وأن يكون شهر
سبتمبر " عيد الأعياد " فنحتفل
بعودة مدرسية نأمل أن تنسينا خاتمة السنة الفارطة التي ختمت كأسوأ ما يكون الختام مثقلة بالتوترات بين سلطة الإشراف والنقابة،
ونبتهج بمقدم عيد الأضحى أعاده الله على التونسيين بالخير واليمن والبركة ، ولكن
يبدو أنّ شهر أيلول( سبتمبر ) الذي اقترن في الذاكرة العربية " بأيلول
الأسود " يريد أن ينغص على التونسيين
فرحتهم وأن يحول أعيادهم همّا بالنهار وغمّا بالليل ذلك أن ّ ربّ العائلة وقد تناوبته الطلبات
المجحفة من كل حدب وصوب ما فتئ يردّد بينه
وبين نفسه متوجها بالخطاب إلى كلّ من يعنيه أمر هذين العيدين" إن كنت تريد
قتلي قتلتني مرتين" ...
ويبدو أنّ من
لهم علاقة برب العائلة من بعيد أو من قريب بصفة مباشرة أو غير مباشرة يريدون أن
يكلفوه ما لا طاقة له ، فإذا صبر المسكين على ظروف العمل وعلى جشع صاحب المؤسسة
وعلى تحيل البنوك وهي تمكنه من اجره الزهيد توجس خيفة في الشارع من الصعاليك قطاع
السبيل ومن بطش بوليس يريد أن يؤكد من جديد أن سياسة الشعوب لا تكون إلا بالحديد
والنار ..فإذا سلم من كل هذا وعاد بالدريهمات إلى المنزل لم يجد امرأة قنوعا تتغنى
بقول بشار " ربابة ربة ُ البيت*تصب الخل
في الزيت*لها عشر دجاجاتٍ*وديك حسن الصوت"
بل وجد امرأة طلباتها لا تنتهي وأوامرها لا تعرف حدّا ولا عدا ..وهي في ذلك
إنما تأتمر بأوامر المضاربين من اصحاب المكتبات " والقشارة " في سوق
الأغنام ..فمن الكراس الممتاز
والميدعة والمحفظة وأسفارها التي
ترهق جيب الولي ويحملها التلميذ لثقلها
كرها ولا تأتي ثمارها في نهاية السنة إلا قليلا ( محفظة ثقيلة الوزن وتكوين
ضعيف جعلنا في آخر المراتب) إلى الخروف الذي لا يشترى إلاّ بشق الأنفس بعد ي دخلت أسعاره كتاب غنييس
للأرقام القياسية ' ( ثمن الخروف في الدول الأوربية مائة دولار أي ما يمثل عشر
الاجر الأدنى المضمون بينما يبلغ في تونس مرتين ثمن الأجر الأدنى المضمون ) يجد رب العائلة نفسه بين المطرقة والسندان لا
النوم يكحل جفونه ولا الراحة تعرف إلى قلبه سبيلا ...
الغريب أنّه في الوقت
الذي تؤكد فيه كل المؤشرات أن ّ الأغنية المفضلة لرب العائلة منذ رمضان المنقضي
" إنما للصبر حدود " نجد حكومة الحبيب الصيد وعلى لسان بعض الوزراء
يؤكدون أن أسعارنا طيبة وحالنا على أحسن ما يكون ، فيتحدثون عن الكراس المدعم الذي
ناءت بحمله المكتبات ولم تجد له شاريا ؟ ومرة يتحدثون عن توريد الخرفان وأخرى
يقولون إن لنا ما يكفينا ولسنا في حاجة إلى الغريب الوافد ؟ ولسنا ندري أيخادعون الشعب أم يخادعون أنفسهم
وما يشعرون ألا بئس ما يقولون " كبرت كلمة
تخرج من افواههم إن يقولون إلا كذبا " ...ما هذه تونس التي ما عادت
أعيادها أعياد ولا مسراتها مسرات ..أليس الصبح بقريب ؟
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire