أمام ضعف جهاز الاستعلامات وتوسّع رقعة الفوضى : عصابة دوليّة مختصّة في التّحيل تلهف مئات المليارات وتذوب في الطبيعة!

فكرة شركة geteasy تقوم حسب زعم أصحابها المتحيلين على أساس تمويل وإنتاج منتجات وخدمات مقابل عائدات شهرية تدفع من الجهات المتعاقدة معها وتقسيم الأرباح مع الأعضاء والمساهمين في راس مال المشروع في كل بلدان العالم ومن بين المنتجات المروج لها نجدgettracker وgetmusicوالتي قيل إنها توفر للمنخرطين أكثر من 300%كمرابيح مضمونة ... هي بالاساس منظومة هرمية système pyramidalعلى غاية التعقيد والتشابك ضربت بمقتل مئات الالاف من المغامرين والمقامرين عبر العالم ممن اعتقدوا في الربحية السهلة متىتسنت لهم الفرصةولكنهم نسوا او تناسوا بان المال المدفوع يستحيل استرجاعه"Lorsque l'argent est investi, on n'arrive plus à le récupérer" والنهاية معروفة للحالمين بالثروة "يمشي المال يقعد الهبال ".

نجاح مافيا geteasy في عالم التحيل على المستوى الدولي تواصل لسنوات باعتماد الخزعبلات والمغالطات على شبكة الواب(réseaux sociaux, commerce en ligne, e-banking, ...) من خلال أنشطة ظاهرها تسويق شبكي marketing réseau او ما يعرف ب MLMMultiLevel Marketing))وباطنها نصب وتزوير وتدليس وقد ساعدها التغيير الدوري لتسميتها من geteasy  الى iGetManiaو VIC و IFC و TachoEasyIberica... ومثل كل المشاريع الوهمية توسع حرفاء الشركة وتضاعفوا بشكل مثير للجدل خصوصا وان عمليات استخلاص المرابيح المنجرة من عمليات المتاجرة في تجهيزات تحديد المواقع Tracker GPS كانت تسير بشكل جيد باعتبار ان القائمين عليها كانوا حريصين في مرحلة اولى على تقديم صورة مغلوطة لحرفائهم بحكم انهم اتقنوا لعبة " شاشية هذا فوق راس هذا " لكن الطلبات والرغبات فاقت الممكن والمعقول علىقول المثل " الزغاريد اكثر من الكسكسي " ولينتهي الامر بتعطل خلاص المستحقات وانكشاف المستور ...

شركات وهمية تنشط بكل حرية في العالم الافتراضي لا مكاتب لها ولا عناوين ولا هم يحزنون  حيث اعتاد المشرفون عليها من افراد مافيا الجريمة المنظمة تغيير عناوينهم الاليكترونية وارقام حساباتهم المصرفية كلما استشعروا الخطروتشير التقديرات ان عدد ضحايا المافيا المذكورة في اكثر من 162 دولة يقدر بعشرات الملايين وان قيمة المبالغ المالية المتبخرة عبر شبكة الواب فاقت الحدود وتجاوزت عتبة مئات ملايين الدولارات .   

بعد الفضائح والخسائر والمآسي العديدة التي تسببت فيها شركة التحيل "يسر للتنمية" لصاحبها عادل الدريدي خلال صائفة 2013 ها هو التاريخ يعيد نفسه في شكل مهزلة خلال صائفة 2015 بعد ان نجحت المافيا البرتغالية بزعامة المتحيل الدولي المعروف "أنتونيو لوويس"Antonio loios في التحيل على أكثر من 50 ألف مواطن تونسي انخرطوا بسهولة في مشروع التسويق الشبكي لشركة النصب والزور الشهيرة geteasy وليخسر المغفلون من بني وطني في فترة قياسية مئات المليارات بعد أنأغراهم  الطمع والجشع واعتقدوا في جدية الشركة الاجنبية الرائدة في التحيل الاليكتروني ....تصوروا تحويلات مالية لمبالغ هامة لفائدة نفس الجهة تقع في اليوم الواحد الاف المرات باستعمال البطاقات البنكية(CB – VISA...)هذا اضافة الى الانشطة المشبوهة واللقاءات المتواترة التي تقع صباحا مساء في مختلف الاماكن العامة في ارقى احياء العاصمة وفي الحواري الفقيرة بين افراد العصابة الخطيرة المتكونة من عناصر دولية من جنسيات مختلفة (برتغالية – فرنسية – اسرائيلية – برازيلية – بلجيكية ...) وشركائهم التونسيين دون ان تنتبه لهم مصالح الاستعلامات بوزارة الداخلية ...ومثلما غفلت في السابق هذه الاخيرة عن متابعة شركة عادل الدريدي وترصد نشاطها المشبوه والتدخل لاشعار السلط في حينه بخطورة الملف ها نحن نعيش وقائع مستنسخة ابطالها عناصر مافيا دولية خبرت مسالك التحيل واتقنت فنون اللعبة المقيتة وبعد ان توسعت رقعة الضحايا وتضاعفت قيمة الخسائر وارتفع عدد الشكاوى تحركت مصالح الشرطة العدلية والقت القبض على احد افراد العصابة الدولية وهو من جنسية برازيلية لكنها عجزت عن الاطاحة بزعيم العصابة والمهندس الرئيسي البرتغالي أنتونيو لوويسAntonio loios الذي تحصن بالفرار وغادر البلاد نحو وجهة غير معلومة... ملف حارق يحتاج الى المتابعة.