كثيرا ما كان الحديث في الملف الحارق و المتمثل
في الملح التونسي مقتصرا على شركة كوتوزال التي يملكها فرنسيون بنسبة 60 %و التي كانت ثمار اتفاقية
أزلية أبرمت بين الايالة التونسية و المستعمر الفرنسي منحها
مشروعية مستمرة الفصل عدد 3 من القانون عدد 30 لسنة 2003 المؤرخ في 28
أفريل 2003 والمتعلق بإصدار مجلة المناجم فإن رخص الاستغلال سارية المفعول تبقى
خاضعة إلى غاية انقضائها للأحكام التشريعية التي منحت بمقتضاها وبالتالي فإن الأمر
العلي المؤرخ في 6 أكتوبر 1949 لا يزال حيز التنفيذ إضافة إلى أن اتفاقية 1949
تبقى نافذة المفعول وتتجدد بصفة ضمنية ما لم يتم إنهاء العمل بها بصفة صريحة سواء
من قبل الأطراف أو بمقتضى مجلة المناجم لسنة 2003.
كما ظل الحديث يقتصر على الثمن
البخس الذي تبيع به تونس ملحها
الذي يعد من ارفع و أجود
الأملاح في العالم
و تناسى الشارع التونسي باقي
الشركات الناهبة للملح
على اعتبار أن قطاع الملاحات بالبلاد التونسية يشمل ستة مشغلين وهم شركة
كوتوزال وشركة سعيدة وشركة سوسلكار وشركة سوتوسال وشركة تونيسال فضلا عن شركة
اكسبورسال EXPORSEL التي تعد محور اهتمامنا في هذا العدد ..
من هي EXPORSEL و ما غاياتها
حسب
سجلها التجاري فإن شركة exporsel هي شركة مقيمة رأسمالها
600 ألف أورو و مقرها الفضاء الاقتصادي بجرجيس 4137 جرجيس و رقم هاتفها 75681710 و رقم الفاكس 75681701 و
كيلها السابق الايطالي المشهور جيورجيو كابانا الذي عرفه
القاصي و الداني باستثماره في قطاع
الملابس و النسيج و يملك مجمعا للغرض تحت اسم تينوتاكس بمدينة سليمان من ولاية
نابل وهو عضو سابق بالهيئة الإدارية للغرفة التونسية – الايطالية للتجارة و
الصناعة و الذي غادرها بعد انتخابات 10-6-2010
و يتمثل نشاط الشركة بالأساس في
المعالجة الصناعية و تصدير الملح مكتسبة وجودها و شرعيتها من شركة TUNISELالتي تمثل المزود الوحيد لشركة EXPORSEL (و TUNISELشركة خاضعة لمجلة الاستثمار و رأسمالها 750 ألف دينار نشاطها إنتاج و
بيع الملح مستمدة شرعية وجودها من مجلة المناجم ...و مقرها إقامة النرجس
مونبليزير تونس كان يديرها نفس وكيل شركة " EXPORSEL " و
نعني به
جيورجيو كابانا لمدة محدودة انطلقت من سنة 2009 و انتهت في 18 جويلية 2012 )
يساهم شركة exporsel عدد من المساهمين و نعني بهم
شركة "grow
trade LIMITED " بنسبة تقدر ب16 بالمائة
و شركة "GC
RIBER SALT" بنسبة
تقدر ب34 بالمائة و كابانا ب40بالمائة و محسن معاوي ب10 بالمئة ...
واكسبورسال هي
في الحقيقة ولدت من أجل تسويق
الملح الذي تنتجه شركة تونيسال . وعلى اعتبار أن الوكيل في
الشركتين هو ذاته فقد أبرم بطريقة
اتفاقية شراء بينهما... اتفاقية تقضي بشراء الأولى من الثانية الملح
المستخرج على أن تقوم بتسويقه
خارج البلاد التونسية علما
أن الشركة الأولى عملت على تطوير
الشركة الثانية للترفيع في إنتاجها من
الملح من خلال توسعة الأحواض و الحفر و تجهيزها بالمعدات الكفيلة لذلك
تفريخ الشركات
تفريخ الشركات
بنفس الوجوه المساهمة فيها
لم يكن من
ورائه سوى مراكمة المرابيح بطريقة جد ذكية ... حيث انتهى كابانا إلى انتهاج سياسة " الماء الماشي للسدرة الزيتونة أولى به " و ربط بين
الشركة الأولى و الثانية باتفاقية
من أجل الغنيمة تكون أكبر و نصيبه من الكعكة
يكون مضاعفا حيث كانت المداخيل بمليارات لا تعد و لا تحصى خاصة و أن الشركتين عرفتا ازدهارا
لا مثيل له خاصة خلال موسمي 2009/2010 و2010/2011 حيث عرف الإنتاج
الموجه إلى التصدير ارتفاعا قفز إلى عتبة 653 وألف طن سنويا في
ظل الإقبال على الملح التونسي
المصدر الذي تميز بجودة عالية و يستخدم
في عديد المجالات منها إنتاج الكيماويات المستخدمة في صناعات
متعددة مختلفة مثل رماد الصودا ( كربونات الصوديوم ) و يستخدم كمادة إضفاء نكهة
وحافظة ومعالجة الأغذية البشرية والحيوانية و يستخدم كعامل تخفيض درجة تجمد الماء
لإذابة الثلوج والجليد و يستخدم في عمليات الأمطار الاصطناعي في المناطق الصحراوية
و يستخدم أيضا في طمر النفايات النووية في مناجم الملح الصخري وفى تخزين المواد
المشعة فضلا عن عديد الأغراض الأخرى التي يطول سردها
و سرعة تسويق
الإنتاج التونسي و إقبال
الحريف الاجنبي عليه خاصة في
السوق الأوروبية و تحديدا
شمال أوروبا جعلت
كابانا و لغاية لهف أكثر و
نهب الملح أكثر
يسرع إلى تركيز وحدة جديدة و جد متطورة لمعالجة الملح التي
تقوم بالتكسير والغربلة مما جعل
منسوب الإنتاج في الساعة يرتفع
و يتطور المنتوج كما و كيفا ...
كريم بو يحي يقطع الطريق على كابانا
الحقيقة المعلومة اليوم أن قطاع الملح
في تونس جد مغر ويسيل لعاب
العديد من المستثمرين
على اعتبار أن المرابيح فيه
مضمونة والطلب متوفر على طول السنة
لذلك ارتأت "GC RIBER SALT" المساهمة في
رأس مال شركة EXPORSEL بنسبة تقدر 34 بالمئة في شهر فيفري من سنة 2010 ويمثل الشركة
كريم بويحي الذي يشغل
في نفس الوقت
خطة المدير التقني لشركة " tunisel "
و بتمكن كريم بويحي من فهم
سياسة كابانا في مراكمة الأرباح ساعدته
في ذلك خطته كمدير تقني
في شركة تونيسال
و توصله إلى كشف نزر من
المبالغ الضخمة التي
يراكمها كابانا من المرابيح استطاع
أن يروّض بقية المساهمين ليسحب البساط
من تحت أقدام الايطالي و تمكن
من سدة قيادة الإدارة العامة لمؤسسة EXPORSEL منذ سبتمبر 2010 معتمدا
السياسة " التونسي أولى من
الاجنبي في حصد المرابيح المتأتية من الملح "
وأول ما أقدم عليه
بويحي الإنهاء العمل بالاتفاقية الشراء
المبرمة بيت EXPORSELو TUNISELاستحوذ على السوق الأوروبي الشمالي حيث
قام بسحب البساط من تحت
إقدام tunisel و احتكر التصدير لشركته التي يمثلها و نعني بها "GC RIBER SALT" و افتعل المشاكل
بين المساهمين و احتد الصدام وبعثر أوراق
كابانا وحول الشراكة إلى عداء بل قام
قصدا إلى إقصاء كل من الشركات التي
يديرها الايطالي واستحوذ عنوة
على الأسواق التي كانت
تزودها شركة exporsel وخاصة
سوق أوروبا الشمالية مما دفع بالثنائي التونسي والايطالي
إلى الولوج إلى بهو المحاكم و
معترك الحروب حامية الوطيس ... كل يرغب
في نصيب
الأسد من الذهب الأبيض
كابانا
يندب حظه و سماسرة على الخط
أمام جشع
بويحي ظل كابانا معلقا
حيث أحال التونسي بويحي شركتي " exporsel و tunisel
" على رصيف أزمة لم
تخرجا منها بعد حيث
لم تشغل المؤسسة الأولى منذ موسم
2012/2013 و خسرت مكانتها في سوق أوروبا الشمالية و تمت إحالة
عملتها على البطالة القهرية منذ شهر افريل 2013 ...و أما المؤسسة الثانية
فقد أكد تقرير الجلسة العامة الخارقة للعادة المنعقدة في شهر فيفري 2013 أن المؤسسة أصبحت تمر بوضعية اقتصادية حرجة حيث لم يتلق عملتها خلاص أجورهم
الشهرية مما دفعهم إلى القيام بوقفات احتجاجية مطالبين بمستحقاتهم المادية...
النتيجة
أن بويحي كبد كابانا خسائر خاصة على مستوى التجهيزات شركة "TUNISEL" أكلها الصدأ و تراكم
عليها الغبار وظلت محركاتها عاجزة عن الدوران على اعتبار أن لها فترة طويلة لم
تشتغل ... كما تكبدت شركة «EXPORSEL» خسارة كبرى
على مستوى الأسواق الخارجية و فقدت بريقها و انقادت إلى حافة الإفلاس.. و هذا و
الجدير بالذكر أن هناك عديد السماسرة
في رتبة وسطاء يجهدون
أنفسهم من اجل إخماد
نار حرب البسوس بين
كبار الرؤوس .. تحركهم رغبة في كسب ود هذا و ذاك و بحثا
عن لقمة سائغة و تتمثل أطراف الواسطة في وجوه
نافذة و أخرى ماسكة بمقود السلطة في البلاد.. علما أنّ هذا قطر من بحر ولنا
عودة لنفس الموضوع...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire