samedi 9 mai 2015

لعنة الثورة نيوز تطيح بكلّ من يجوز لنفسه ما لا يجوز




لمّا جعلنا شعار جريدتنا " أسبوعية مستقلة مختصة في محاربة الفساد والتشهير بالمفسدين " كنا على وعي بأن الفساد الذي ملأ البر والبحر في عهد المخلوع وعجل برحيله لن تطوى صفحاته بين عشية وضحاها ، بل كنا على وعي أن الحرب على الفساد والمفسدين ستكون حربا ضروسا أيامها كوالح ولياليها مضنية ..وقد صدق حدسنا ورأينا أن دولة الفساد لم تتهاوى بل اتسعت رقعتها وأينعت رؤوسها وقد سعى فريقنا الصحفي بما تحلى به من صبر على البحث وتأن في مضايقه أن يهوى على جذوع الفساد بفأس.


فلا أحد ينكر أن لا مؤسسة إعلامية ركبت المخاطر وهي تبحث عن السبق الصحفي  كما ركبتها الثورة نيوز ففضحت المستور وعرت المغمور ودخلت مناطق محرمة لا يدخلها إلا من آمن بأن رسالة الإعلام الأولى والرئيسية هي دق الأسافين في أوكار الفساد والتشهير بمن استكرش قبل الثورة أو بعدها أو قبلها وبعدها في آن ..لا دافع يحركنا سوى حب الوطن لذلك ما إن جاءت ساعة الحسم في الانتخابات رفعت الجريدة شعار "إما نداء وإما فناء " وكان والحمد لله أن استجاب أبناء الوطن لنداء الوطن ..وظلت الثورة نيوز منذ انبعاثها تتبع الفاسدين  في حركاتهم وسكناتهم فاضحة من تستر بالدين أو بغيره من الأردية من أجل الإثراء غير المشروع .


ويكاد لا يمر عدد دون أن نخصص صفحات لما اقترفه أكثر وزراء الترويكا من جرائم في حق البلاد وكان لنا السبق في فضح تورط سليم بن حميدان في قضية البنك الفرنسي التونسي. كما لنا السبق في إحباط مخططات الأمن الموازي وفضح رموزه وعلى رأسهم محرز الزواري ومنير الكسيكسي ..ولم يكن فضحنا لفساد حكومة المهدي جمعة بأقل من فضحنا لحكومة الإخوان بل أصبحت الصحيفة معيارا اتخذه جمعة ليميز بين الخبيث والطيب حسب ميزانه المختل  الأمر الذي جعله يؤكد في مجلسه " أن كل من تذمه  الثورة نيوز يكرم وكل من تنوه بخصاله يتم تجميده " ..




وكانت لنا أيضا مزية السبق في الكشف عن التجاوزات الخطيرة التي يقوم بها بعض الإعلاميين ومن بينهم نبيل القروي وسامي الفهري و سمير الوافي ..وأما المبحث الذي يكاد لا يغيب عن أعمدة الصحيفة  فهو مبحث الديوانة التي استطعنا بما كشفنا من ملفات فساد أن نطيح بأكثر من مدير عام ...والحقيقة أن ما ذكرنا من نماذج لا يمثل سوى عينة بسيطة مما أنجزنا من أعمال – إذ المقام لا يسمح بالتعداد – وحري بنا أن نشير في هذا المقام أن الثورة نيوز قد آلت على نفسها عهدا أن تتصدر المشهد الإعلامي في محاربة الفساد خاصة وهي تلاحظ تخلي الأجهزة الرئيسية المنوط بعهدتها مراقبة الفساد عن مسؤوليتها ..وليس لنا في خاتمة هذه الكلمة سوى أن نؤكد أن لعنة الثورة نيوز قد أطاحت بعديد الرؤوس وهي على يقين أنها ستطيح برؤوس أخر في الأيام والأشهر القادمة ...






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire