من
الإطارات القليلة بالديوانة التي حالفها الحظ قبل الثورة وبعدها نجد العميد شمس
الدين النعيجة (أصيل مدينة المكنين) الذي أثرى ثراء فاحشا من حلاله وحرامه في ظرف
قياسي ليضمن بالتالي تقاعد الأمراء والملوك وهو الذي أحسن استغلال خبثه ودهائه
الفطري لتأمين حياته وحياة أبنائه وأحفاده إذ لا مجال لترك الفرص السانحة تمر دون
تحقيق منافع مادية معتبرة .
التحق شمس الدين
النعيجة (صاحب الرقمين الخلويين المعروفين في عالم التهريب55258410و55480795)خلال ثمانينات القرن الماضي بصفوف
الديوانة باعتماد المحاباة والمحسوبية إثر تدخل من قريبه وابن بلدته الوزير
والمستشار السابق عبد العزيز بن ضياء حيث شغل خطة متفقد بمركز الطرود البريدية
بشارع الجمهورية بتونس وفي ظرف لا يتعدى الأشهر تمكن الإطار الديواني المنتدب
حديثا والمنحدر من عائلة فقيرة الحال من شراء سيارة من نوع فيات Fiat Uno ومن الزواج من
قريبته ليلى العريبيفي حفل مشهود بلغت تكاليف تنظيمه عشرات الملايين وبعدها بفترة
وجيزة نجح متفقد الديوانة شمس الدين في التسلل إلى مطار تونس قرطاج ليشغل خطة
حساسة تتمثل في رئيس مصلحة تفتيش المسافرين ...موقع مفصلي مكّنه من جمع ثروة
خيالية تقدر بمئات الملايين بحكم انخراطه صلب مافيا تهريب الممنوعات جوا (المخدرات
– العملة الصعبة – المصوغ – المشروبات الكحولية...) والتي كانت تعمل تحت إمرة المافيوزيمنصف
بن علي شهر الحبيب (شقيق الرئيس المخلوع 1) وزعيم عصابة couscous connection وبعد افتضاح أمر العصابة المذكورة وتعهد
القضاء الفرنسي بملف القضية تدخلت أطراف متنفذة وتوسطت في استبعاد شمس الدين
النعيجة مؤقتا من خلال تمكينه من متابعة دراسته العليا بالمدرسة الوطنية للادارةENA (1992 - 1994) وبتدخل من أفراد من عصابة
الطرابلسية تقرر تعيين النعيجة في خطة رئيس مصلحة التفقد بميناء رادس التجاري
ليدخل في شراكة مفضوحة مع مافيا تهريب النحاس وقطع الغيار المستعملة والملابس
الجاهزة والمجوهرات المزيفة .
على
شاكلة مافيا البقالطة التي يتزعمها لطفي الشاليمو الشقيق الأكبر للمهدي جمعة رئيس
حكومة مافيا المال تزعم شمس الدين النعيجة مافيا المكنين مستعملا كواجهة Homme de pailleأحد أقاربه المدعو توفيق الحاج
حسين لمساعدته على تبييض المال الفاسد وتضليل مختلف أجهزة الرقابة وفي توقيت قياسي
تحوّلتالشخصية الواجهة "توفيق" من مجرد عامل بسيط بشركة الشحن والترصيف
بميناء رادس Dockerإلى أحد كبار رجال المال والأعمال
Businessmanولإحكام السيطرة على مجمع شريكه
توفيق الحاج حسين وكبح جماحه وهو المعروف بشدة تعلقه وغرامه بالقمار داخل تونس (الحمامات)وخارجها
(موناكو)فجل كازينوهات القمار عبر العالم تعرف الرجل واعتادت على تبديده لأمواله
بسبب أو دونه... سارع شمس الدين الى فرض صهره وشقيق زوجته قيس العريبي في خطة مدير
تنفيذي بمجمع توفيق الحاج حسين. وتشير مصادرنا إلى أن مجمع توفيق الحاج حسينGroupe Taoufik Hadj Hassine(في الحقيقة
مجمع شمس الدين النعيجة) يتكون من عديد الشركات الناشطة في مختلف القطاعات والمجالات
من ذلك نجد شركة Green
Tunisieوشركة Société des Tubes Plastiques et de Cuivre S.T.P.C(تم اقتناؤها
عبر التبتيت المشبوه وبمساندة من دريد بوعينة الابن المدلل لحياة بن علي)Société Clinique de Nutrition de Tunis وشركة البعث
العقاري Société Immobilière SUNSEANIOR وشركة Société Régionale de Transport de Marchandises du Sahel(تم اقتناؤها
عبر الخصخصة بتدخل من عصابة الطرابلسية)وشركة Société Technique Transit Transportوشركة GTI Société Général
Transport International وما
خفي كان أعظم.... وتضيف ذات المصادر أن احمد الشقيق الأصغر لتوفيق الحاج حسين
والمشرف سابقا على فرع شركة GTI بتونس تورط في قضية تهريب كبرى قبل الثورة وفر إلى
ليبيا ونتيجة تردي الوضعية الأمنية هناك عاد إلى تونس ودخل السجن فيما تورط الشقيق
الآخر عبد الحميدالحاج حسين في التهريب أيضا ودخل السجن....
فضائح
مدوية لاحقت مافيا المكنين لعل أبرزها ملف قضية النحاس المنهوب من ليبيا والمهرب
إلى تونس بعد أن نجحت إحدى الفرق الديوانية المختصة خلال سنة 2012 في حجز كميات
مهولة مخفاة بمقر الشركة الضالعة في التهريب القمرقي والتهرب الجبائي شركة
الأنابيب البلاستيكية والنحاسية بالمكنين S.T.P.C (محضر حجز فعلي عدد 54 بتاريخ 17/07/2012 لفصيل
الحرس الديواني بالمنستير) وبتدخل مباشر من شمس الدين النعيجة أغلق ملف القضية
بطريقة مفضوحة تؤكد مدى تغلغل الفساد المالي والإداري داخل جهاز الديوانة....وما
هذه إلا عينة فساد أو قطرة من محيط تعلقت بأحد ابرز رموز الفساد الديواني منذ
انبعاثه والذي ظل مكانه بميناء رادس لعقد كامل (2000-2010) يشرف على إدارة إحدى
اكبر شبكات نطر الحاويات وتهريب البضائع المحجرة والممنوعة...
المهم
أن شمس الدين النعيجة انقلب بعد الثورة إلى ديواني ثورجي وليتصق بالحكام الجدد من
جماعة النهضة إلى جماعة المؤتمر ولتشمله ضرورة عديد الترقيات غير المستحقة في
الرتبة والخطة من ذلك كلف بمهام كاهية مدير جمع المعلومات بإدارة التصرف في
المخاطر بالإدارة العامة بدعم من حليفته هندة بن حميدة دوما (اصغر جنرال في العالم
وزوجة عبد الناصر بن حميدة رئيس هيئة مراقبي الدولة) كما
تمت ترقيته إلى رتبة عميد وبوصول ركب مافيا البقالطة (المهدي جمعة) إلى الحكم
وتعيين مجنون على راس الديوانة(الطيار مقاتل الذي لم يقاتل كمال بن ناصر) انفتحت
الأبواب على مصراعيها أمام عراب التهريب ومخرب الديوانة شمس الدين النعيجة ليجيز
لنفسه ما لا يجوز وليستبيح كل المعابر والحدود وكانت البداية بإملاء نقل شملت أكثر
من 160 من خيرة ضباط الديوانة تقرر استبعادهم وتعويضهم بمن هم دونهم كفاءة وخبرة
ولينتهي المشهد بتعيين شمس الدين النعيجة مراقب عام مشرفا على إدارة الحرس
الديواني والحال انه لم يسبق له أن شغل في السابق أي خطة بالحرس الديواني أو انه
حمل السلاح أو تدرب عليه فكل ما يعرفه شمس الدين النعيجة لا يتعدى عد لفافات المال
الحلال .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire