في إطار الإعداد لحفل
تسليم التقرير الرقابي الخصوصي "المصنصر كسابقه" حول تمويل انتخابات سنة
2014 يسرّنا أن نذكّر الرئيس الاول لدائرة المحاسبات عبد اللطيف الخراط، منظم
الحفل ونجمه الساطع، بتسريب نتائج تقرير دائرة
المحاسبات المتعلقة بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات سنة 2012 والذي أثار حفيظة
الجميع ودفع بجمعية القضاة التونسيين والمرصد التونسي لاستقلال القضاء إلى الدعوة
للتحقيق القضائي في الموضوع وتتبع كلّ من سيكشف عنه البحث طبقا لفصول المجلة
الجزائية.
وقبل التذكير تجدر
الإشارة إلى أنّه بلغتنا معطيات حول تفشي حالة امتعاض واحتقان كبيرين بالدائرة
بخصوص كيفية إعداد التقرير المذكور وحرمان المستشارين المساعدين والإطارات من
المشاركة في صيغته النهائية والمصادقة عليه فضلا عن وجود حالة تناحر بين الخراط
الرئيس الأول للدائرة ووكيله نور الدين الزوالي الذي، ومنذ استقالة زميله أحمد
صواب من خطة وكيل الرئيس بالمحكمة الإدارية لأسباب معروفة، يجد صعوبة كبرى في
التحكم في فريق العمل الذي يشرف عليه والذي يتهمه بالتواطؤ مع الخراط لخلافته سنة
2017 على رأس الدائرة ويدعونه للاستقالة من منصب وكيل رئيس لحفظ ماء الوجه بل وبلغ
الحدّ إلى انتشار حالة من الفوضى العارمة والتململ والقطيعة بين الخراط وبقية
هياكل الدائرة وتفشي حالة انفلات إداري غير مسبوق حتى أصبح في عزلة يعاني من حالة
اكتئاب حادة، باستثناء بعض المتزلفين والانتهازيين الذين يساعدونه على تكميم
الأفواه الحرة بدعوى "وجود أعداء للدائرة وضرورة المحافظة على ماء الوجه
والبرستيج Le Prestige وبالتالي انصر رئيسك الخراط ظالما أو
مظلوما".... ونعود لحادثة التسريب لنذكّر بأنّ المرصد التونسي لاستقلال
القضاء تحت رئاسة القاضي الفاضل المناضل أحمد الرحموني قد ندّد بتلك الفضيحة وأصدر
يوم الجمعة 16 نوفمبر 2012 تقريرا وبيانا حول تسريب النتائج الرقابية لدائرة
المحاسبات المتعلقة بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات اعتبر فيه هذا التسريب
"سابقة خطيرة" و"يمثل تعدّيا على حقّ الردّ المكفول قانونا للهيئة
وما يتضمّنه ذلك من حقوق الدّفاع" مثلما ورد بالبيان الذي نشرته جريدة الشعب
بنفس التاريخ وأكد المرصد في آخر تقريره على خطورة النشر والتسريبات وتداعياتها
المباشرة على استقلالية القضاء المالي
وحياده ومصداقية قراراته ودعا إلى فتح تحقيق في وقائع التسريب بقصد تحديد
المسؤوليّات.
أما من جهتها فقد تقدّمت
جمعية القضاة التونسيين تحت رئاسة القاضية كلثوم كنو بشكــاية جزائيــة لدى
المحكمة الابتدائية بتونس "ضدّ كل من يكشف عنه البحث في قضية تسريب الملاحظات
الأولية لدائرة المحاسبات المتعلقة بالرقابة على العمليات المالية للهيئة العليا
المستقلة للانتخابات" وذلك بتاريخ 26 ديسمبر 2012. ونكتفي بان نورد لكم نص
الشكاية مع العلم بأنه والى اليوم لا نعرف مآل هذه القضية ولا مع من فتح التحقيق
ولا شيء مؤكّد غير المكافئات التي نالها مسرّبوا التقرير الذين يعرفهم زملاؤهم
ويتحملون إلى اليوم مرارة الصمت فعبد القادر الزقلي رئيس الدائرة آنذاك والمشرف
على التسريب حافظ على منصبه ثم عين بعد أشهر قليلة رئيس مدير عام لشركة El Karama
Holding باعتبار انتمائه
لحركة نداء تونس وقربه الوثيق من رافع بن عاشور وسليم شاكر وزير المالية الحالي
أما الخراط فارتقى من مقرر عام مشارك في التسريب إلى رئيس أول مشارك ربما في
التسريب الوشيك للتقرير الذي هو بصدد الإعداد ونفس الشأن بالنسبة لرفيق كريم وكيل
الرئيس سابق نال نصيبه وعين لمدة شهور قبل إحالته على التقاعد مندوب حكومة عام في
إطار تعويض "لعمشة في دار العميان" وبالنسبة لفضيلة القرقوري بوفايد المسؤولة
المباشرة عن عملية التسريب باعتبارها رئيسة الفريق الذي صاغ التقرير آنذاك فقد
عينت مؤخرا رئيسة لغرفة مراقبة الأحزاب السياسية والانتخابات بدائرة المحاسبات
لتواصل مشوار التسريبات والبال مرتاح...
وحيث جاء في نص الشكاية
المرفوعة إلى السيد وكيــل الجمهــورية لدى المحكمــة الابتدائيــة بتونــــس من
طرف جمعية القضاة التونسيين في شخص ممثلها القانوني رئيستها كلثوم كنّو ضد كل من
سيكشف عنه البحث انه بلغ إلى علم جمعية القضاة التونسيين من خلال المعلومات
المنشورة على المواقع الالكترونية والاجتماعية وعبر الصحف المكتوبة وعن طريق
التداول الإعلامي من خلال الوسائل السمعية والبصرية بحصول تسريب لملاحظات أولية
لدائرة المحاسبات في نطاق تعهّدها بإجراء الرقابة على أعمال التصرف المالي للهيئة
العليا المستقلة للانتخابات المحدثة بموجب المرسوم عدد 27 لسنة 2011 المؤرخ في
18/04/2011 كما أبلغ عدد من قضاة الدائرة الى المكتب التنفيذي سواء بالاتصال
المباشر أو عبر هياكل الجمعية خلال اجتماعي المجلس القطاعي للجمعية بدائرة
المحاسبات يومي 17 و 20 ديسمبر 2012 عن عميق استيائهم من تضرّر سمعة الدائرة ضررا
فادحا جراء هذا التسريب خاصة مع استمرار تداعياته الإعلامية بما مسّ من مصداقية
الدائرة وقضاتها.... وحيث إن الوثيقة المسرّبة تضمّنت الملحوظات الأولية لفريق
الرقابة وهي وثيقة داخلية غير معدّة للنشر وتم نشرها في مخالفة لمبدأ سرية
التحقيقات وللإجراءات المتبعة بدائرة المحاسبات ضمن الفصول 51-52-53-54 من القانون
عدد 8 لسنة 1968 المؤرخ في 8 مارس 1968 والمتعلق بتنظيم دائرة المحاسبات والمنقح
والمتمم بالقانون عدد 17 لسنة 1970 المؤرخ في 20/04/1970 وبالقانون الأساسي عدد
82 لسنة 1990 المؤرخ في 29/10/1990 وبالقانون الأساسي عدد 75 لسنة 2001 المؤرخ
في 17/07/2001 وبالقانون الأساسي عدد 3 لسنة 2008 المؤرخ في 29/01/2008...
وحيث
وترتيبا على ذلك فإنّ ما تمّ من تسريب من الملحوظات الأولية لفريق الرقابة بدائرة
المحاسبات يقع تحت طائلة الفصل 109 من المجلة الجزائية الذي يجرّم النشر بدون موجب
لوثائق أو معلومات إدارية بما فيه مضرّة الدّولة أو أفراد الناس والذي ينصّ كذلك
على أن المحاولة موجبة للعقاب. كما تشكّل كل هذه الوقائع التي حفّت بعملية التسريب
جرائم تتمثل أساسا في نشر وثائق التحقيق قبل تلاوتها في جلسة علنية (الفصل 61 من المرسوم عدد 115 لسنة 2011
المؤرخ في 2/11/2011 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر) وإذاعة مضمون مكتوب
للغير بدون رخصة من صاحبه (الفصل 253 من م ج) وإفشاء شخص لأسرار مؤتمن عليها بحكم
حالته أو وظيفته (الفصل 254 من م ج)... وحيث أنّ دائرة المحاسبات قد تضرّرت وهي
جزء من السلطة القضائية ضررا فادحا من هذا التسريب مسّ من مصداقيتها وحياديتها
وزجّ بها في خضم التجاذبات السياسية التي حصلت على خلفية نشر الملحوظات الأولية
لفريق المراقبة بالدائرة.. لذا فإننا نرجو الإذن بفتح بحث تحقيقي في الشكاية وتتبع
كلّ من سيكشف عنه البحث من أجل اقتراف جريمة تسريب الملحوظات الأولية لفريق
الرقابة بدائرة المحاسبات.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire