بات من
المعلوم أن الوسط البحري في سوسة يعاني
من مشاكل التلوث والاعتداء على الملك العمومي البحري وتردي نوعية مياه السباحة في
بعض المناطق الساحلية ... بعد جملة الانتهاكات التي لحقت به جراء صمت وكالة
الشريط الساحلي في سوسة المريب و تحديدا المدير الجهوي مولدي بن خليفة الذي
بقي مرابطا في مكانه من قبيل الثورة إلى يوم الناس هذا دون أن يتحلحل من
مكانه رغم كبرى التجاوزات التي ارتكبها ...
هي قصص عجيبة و مظاهر رديئة أدركها القاصي
والداني ولاحظها عابر السبيل والقادم الزائر... وتمعن فيها
أهالي الساحل ووقف عندها بل و صوروها ووثقوها رفعوا شكواهم إلى المسؤولين الجهويين ولكن
أسمعت لو ناديت حيا ...
والغريب
العجيب في الأمر أن وكالة الشريط الساحلي
فرع سوسة لم تتحرك قيد أنملة تجاه الخروقات التي يرتكبها أصحاب الجاه
والمال في سوسة لتقف تنظر بعين الرضاء عن الفساد الذي انتهك الملك
العمومي و كأن في الأمر سياسة اطعم الفم
تستحي العين ...
في إطلالة خفيفة على شاطئ جوهرة الساحل ... و إلقاء
نظرة هناك عن اليمين و عن الشمال ... فتستحضر
بسرعة البداهة الآية القرآنية
الشهير :" ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.."
حيث كان في الاعتقاد
أن تراود كل زائر بحر نسمات هادئة
تمنح للجسد استرخاء و للفكر فسحة أمل ، لكن الأمر غير ذلك حيث انقلبت
الآية رأسا على عقب ، فالزائر تلاطمه أمواج الظلم والطغيان والتجبر وتمنحه الأمواج العاتية
إيحاء مباشر عن هوية احد الطغاة
الذين تجبروا في الأرض والبحر وأكثر فيهما
الفساد... وليدرك المتأمل أن ملف التلاعب
بالملك العمومي عصيا على التفتيت كصخور البحار... و عصيا عن التطويع والترويض
كالأمواج الهائجة لم تقدر لا السلطة
القديمة التي ولدت من رحم الثورة ولا السلطة الحالية ولا القادمة على تركيعه وفق القانون
الوضعي للدولة المدنية ليظل شامخا شاهقا.
قصة الحال أكثر بشاعة
قصة الحال المتمثلة في الاعتداء على الملك العمومي
البحري هي قصة واقعية اغرب من الخيال لا دلالة تمنحها للقارئ سوى كوننا أننا تحولنا
إلى بلد من بلدان جمهورية الموز واندثرت تماما ما يسمى بدولة القانون والمؤسسات. و
قصة حال تتمثل ببساطة في الاستحواذ على موقع
عكسري اثري تونسي تابع
لوزارة الدفاع متواجد على شاطئ
جوهرة الساحل بسوسة و التابع
للملك العمومي البحري
ويعرفه أهالينا بسوسة ب
"كازما العسكرية " ...
حيث دبرّ صاحب
نزل الماربو "MARABOUT" ثم سعى بتواطؤ مع وكالة الشريط الساحلي
و في غفلة من وزارة
الدفاع الوطني و عن وزارة الثقافة
أيضا إلى الاستحواذ عليه وضمه إلى خاصة نفسه محولا اياه إلى ملهى ليلي و فضاء للتنشيط والترفيه وغيرها
من ممارسات المجنون و "
الجو" المشحون .. حيث بدأ إعداد
العدة لانطلاق الأشغال بتاريخ
29/10/2010 و لتبدأ فعليا الأشغال بتاريخ
3نوفمبر2010 و تم بتاريخ
11نوفمبر 2010حفر الأسس و شحنها
بالمادة الخرسانة الصلبة . واستمرت
الأشغال هنا على قدم ساق دون أن تتدخل يد السلطة لإيقاف المهزلة و صد المتعدي على
حرمة العسكر و الملك البحري التونسي. ورغم أن المدير الجهوي لوكالة الشريط
الساحلي المولدي بن الصادق بن صالح
بن خليفة القاطن بسهول و المولود ببنان في 25 سبتمبر1970
قد واكب
التجاوزات على عين
المكان من خلال
زيارة ميدانية أداها للملهى
الحالي والموقع العسكري
سابقا و ذلك بتاريخ 24 جانفي 2011 أي
إبان الثورة ب10 أيام فانه لم
يحرك ساكنا رغم ما
منحت الثورة للشعب من سقوط من العلا رؤوس البلاوي رموز الاستبداد و من لف لفهم في الانضمام إلى قوائم الكراسي
المعمرة و الأفعال المدمّرة.. و تواصلت الأشغال و كأن الأمر شيئا لم يكن و تمكن
صاحب الملهى من إتمام جزء من الأشغال أمام صمت "APAL" و قام بوضع أسس
الهيكل المعدني " Charpente
métallique " بتاريخ 11/3/2011 و انجاز الطابق
الأول بتاريخ 3 افريل 2011و
لتنتهي الأشغال وفق
الترتيب الكرونولوجي بتاريخ11
جويلية2011 ... وليتم تحويل الموقع
العسكري إلى ملهى يدر على أصحابه أموالا طائلة دون أن تنتفع
البلاد ولو بقرش
ابيض منه ...
الفضيحة في
"APAL"
يخالج القارئ البسيط حتما أسئلة محورية تتمثل
في:أين دور وكالة الشريط الساحلي من كل هذا ؟ و لما لم تسرع
الخطى و تردع المتجاوزين ؟ و
ماذا أثمرت زيارة المعاينة التي أدها
المدير الجهوي المولدي بن خليفة
لموقع " الجريمة" ؟ أسئلة نجيب
و في النفس خجلا لا
يضاهيه خجلا و تتمثل الإجابة
الأولى في كون الوكالة ( على الأقل
وفق ما أثبتته الوثائق المتاحة
رغم بعض المعلومات
التي تؤكد وجود محاضر تم إتلافها) لم تتجرأ على تحرير محضر إلا بتاريخ 24/07/2012 أي بعد
سنة من انتهاء الأشغال فأين
هي قبل و أثناء الأشغال صمت
مدقع يجر وراءه حيرة كبرى و يدفع وراء تأويلا مفاده أموالا تساق إلى مكتب
المسؤول؟
الفضيحة لم تنته إلى حد هنا بل علمنا أن من خلال
وثيقة تحصلنا عليها من ولاية سوسة أن قرار الهدم الصادر عن ولاية سوسة كان بتاريخ
13/05/2013 أي بعد قرابة السنة ولا يظل القرار حبرا على ورق ؟
المولدي
بن خليفة ... حلال الدق في
الجيفة
من بين
كل المسؤوليين الجهويين يبقى المولدي بن
خليفة المسؤول الوحيد الذي
لم يتحلل من مكانه
من قبل الثورة إلى يوم الناس هذا . مسؤول قيل
عنه أنه مريض ولا يقدر
ومع ذلك ما يزال يصمت
على التجاوزات وزج بنفسه
في متاهات كبرى . و لأننا ارتأينا تأجيل
الحديث عن هذا المسؤول
الجهوي الذي موعد قادم و تحديدا الحلقة الثانية فإننا نكاد
نجزم أن وكالة الشريط الساحلي
بالرئيس المدير العام الحالي
ظلت شاهدة زور على الانتهاكات الحاصلة في
الملك العمومي البحري
مما يجعلنا نلفت نظر وزير البيئة إلى التدخل
العاجل على اعتبار أن سيل الفساد
بلغ الزبى ... هذا نزر و ما خفي سنورده تباعا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire