mercredi 15 avril 2015

شلّ شركات استثمارية وأحال عديد العمّال على البطالة القهرية: كريم بويحي ... مضاربة... واحتكار... وغنيمة متواصلة من الملح في الليل والنهار




  كثيرا ما كان الحديث في الملف الحارق والمتمثل في الملح التونسي حول شركة كوتوزال  التي يملكها فرنسيون بنسبة 60 %والتي كانت ثمار اتفاقية أزلية  أبرمت بين  الايالة التونسية  والمستعمر الفرنسي  منحها  مشروعية مستمرة الفصل عدد 3 من القانون عدد 30 لسنة 2003 المؤرخ في 28 أفريل 2003 والمتعلق بإصدار مجلة المناجم فإن رخص الاستغلال سارية المفعول تبقى خاضعة إلى غاية انقضائها للأحكام التشريعية التي منحت بمقتضاها وبالتالي فإن الأمر العلي المؤرخ في 6 أكتوبر 1949 لا يزال حيز التنفيذ إضافة إلى أن اتفاقية 1949 تبقى نافذة المفعول وتتجدد بصفة ضمنية ما لم يتم إنهاء العمل بها بصفة صريحة سواء من قبل الأطراف أو بمقتضى مجلة المناجم لسنة 2003.
قلنا ظل الحديث يقتصر على  الثمن  البخس الذي تبيع  به  تونس ملحها  الذي يعد  من ارفع  وأجود  الأملاح  في  العالم  و تناسى الشارع التونسي باقي  الشركات  الناهبة  للملح  على اعتبار أن قطاع الملاحات بالبلاد التونسية يشمل ستة مشغلين وهم شركة كوتوزال وشركة سعيدة وشركة سوسلكار وشركة سوتوسال وشركة تونيسال فضلا عن شركة اكسبورسال EXPORSEL التي تعد  محور اهتمامانا ... وزاوية حديثنا ليس  دفاعا عن  شخص دون  أخر فالشخوص لا  تعنينا  بما  قدر ما  تعنينا فقط دوران  عجلة الاستثمار و تفعيل  دور الشركات خاصة فيما  يهم  خلق  مواطن شغل  خاصة في  المناطق التي  تعرف البطالة وانعدام التنمية ...وقبل  الخوض في  وضعية  الشركة المزرية اليوم  لابد من القول إن مسؤولية إدارة الشركة أو الشركات هي أمانة و تكليف قبل أن  تكون  تشريف ... وهي خطة منوطة بعهدة من  تكفّل بها لغاية تطوير أداء الشركات ومراكمة أرباحها و فتح  أسواق  جديدة وخلق  الثروة وتوسيع  مجال  الاستثمار و كسب ود حرفاء جدد و أهم نقطة هو فتح  المجال أمام استقطاب اليد  العاملة و خلق مواطن  شغل  جديدة ...
وفي بعض  الأحيان  يكون  انتقاء المسؤول بطريقة اعتباطية و عشوائية فيكون  الرجل  غير المناسب في  المكان  غير المناسب فتنقلب العملية الاستثمارية برمتها و تحال الشركات  على الإفلاس فبدل التطوير يكون الانحدار وبدل النجاح  يكون  الفشل .. وهي لعمري  الصورة المتطابقة التي عرفتها شركات tunisel و شركة exporsel  بعد ان جثم كريم بويحي فتتالت الخسائر و تشردت العائلات و كان  الخراب ...


مرحلة نجاح

شركة exporsel هي مقيمة برأسمال  600 ألف اورو  و مقرها  الفضاء الاقتصادي بجرجيس و يتمثل نشاطها الأساسي  في المعالجة الصناعية و تصدير الملح مكتسبة وجودها  من شركة tunisel  التي تمثل المزود الوحيد للشركة  وهي شركة خاضعة لمجلة الاستثمار و رأسمالها 750 ألف دينار و مقرها اقامة النرجس  مونبليزير تونس ..و  على اعتبار أن  في الاتحاد  قوة فقد  أبرمت  الشركة  الأولى و  نعني exporsel اتفاقية شراء  مع  شركة tunisel ... اتفاقية تقضي بشراء الأولى من  الثانية الملح  المستخرج على أن  تقوم  بتسويقه  خارج البلاد  التونسية   علما  أن  الشركة الأولى عملت على تطوير الشركة الثانية  للترفيع في إنتاجها  من  الملح  من خلال  توسعة الأحواض و الحفر  و تجهيزها بالمعدات  الكفيلة  لعملها ...
 و حتى يكون  القارئ الكريم  على بينة  لابد  من  الإشارة  إلى  أن شركة exporsel مساهم  فيها كل شركة "grow trade limited" بنسبة تقدر ب16 بالمئة  و شركة "GC RIBER SALT" بنسبة تقدر ب34 بالمئة  والمستثمر الايطالي كابانا ب40 بالمئة ومحسن معاوي ب10 بالمئة ... وهؤلاء الشركاء هم نفسهم  المساهمين في  " tunisel " مع  إضافة  إليهم كريم  بويحي .
فالمعلوم أن مؤسسة exporsel عرف نشاطها ازدهارا لا مثيل له خاصة خلال موسمي 2009/2010 و2010/2011 حيث عرف الإنتاج الموجه إلى التصدير ارتفاعا بلغ أوجه سنة 2010 حيث قفز إلى عتبة 653823 ألف طن.. خاصة  وأن  المنتوج  المصدر تميز بجودة عالية ابهرت الحرفاء على اعتبار تركيز وحدة  جديدة و  جد متطورة لمعالجة الملح  التي  تقوم  بتكسير وغربلة وفقا للمواصفات المطلوبة من قبل الحرفاء ووفق  مواصفات  جد  رفيعة مما جعل منسوب الإنتاج  في  الساعة يرتفع  و يتطور المنتوج كما و كيفا  غير أن  قصة النجاح  و الازدهار لم  تدم و بدأت المؤسسة في  طريقها الى الانحدار بعد  دخول شركة "GC RIBER SALT"..


مرحلة فشل

دخلت شركة "GC RIBER SALT" في شراكة في  المؤسستين  المذكورتين اللاتين  بنسبة تقدر 34 بالمئة و تحديدا  في  شهر فيفري من سنة 2010  و يمثل الشركة كريم بويحي  الذي يشغل  في  نفس  الوقت  خطة المدير الفني لشركة " tunisel "  هذا  الاخير  انطلق في  عملية خراب كبرى منذ سبتمبر 2010 حيث  مكث يهد  بمعاول الخراب  على شركة tunisel و استحوذ على السوق الأوروبي الشمالي  حيث  قام  بسحب  البساط من تحت  اقدام tunisel و احتكر التصدير لشركته  التي يمثلها و نعني  بها "GC RIBER SALT"  و افتعل مشاكل و  بين  المؤسستين  و احتد الصدام  و بعثر  الأوراق بين  الشركاء  و حول الشراكة إلى عداء  بل قام  قصدا إلى إقصاء بقية الشركات  و استحوذ عنوة  على الأسواق  التي  كانت  تزود لها  شركة exporsel وخاصة سوق  أوروبا  الشمالية ...
 ومن موسمي 2011/2012 و 2012/2013 تدهورت وضعية الشركتين  المقصيتين و نعني  بها exporsel و tunisel   و ليواصل في نسج السياسة الهجينة  التي توخها و قصم ظهر الشركتين من  خلال   فسخ  العلاقة التعاقدية بينهما والقيام  بعديد  التغييرات التي كانت  كفيلة  بإيذان  إفلاس المؤسستين وإحالة عملتهما  على الخصاصة والبطالة ...

وضعية مزرية لشركتين كبيرتين

منذ ذلك  الزمن  و شركتي " exporsel و tunisel   " خانقتان في  أزمة لم تخرجا منها  بعد  حيث  لم  تشغل المؤسسة الأولى منذ موسم 2012/2013 و لم  تفي بتعهداتها  تجاه  حرفائها منذ 30 جوان  المنقضي  بل و خسرت مكانتها المرموقة في  سوق  أوروبا الشمالية  و تمت  إحالة عملتها  على البطالة القهرية  منذ شهر افريل 2013 ...و أما المؤسسة الثانية فقد  أكد تقرير  الجلسة العامة الخارقة للعادة المنعقدة في  شهر فيفري 2013 أن المؤسسة أصبحت   تمر بوضعية اقتصادية حرجة  حيث لم يتلقى عملتها خلاص  أجورهم  الشهرية  مما دفعهم إلى القيام  بوقفات احتجاجية المطالبين  بالشغل وبمستحقاتهم المادية  فضلا  عن مطالبة أصحاب الشاحنات المتعاملين  مع  الشركة بحقهم  والذين تم  التدخل بالقوة  العامة لفض مطالبهم .


 خسائر فادحة على كل المستويات

في وقت يطالب  فيه  أهالي  الجنوب بالتنمية و بالحق  في  العمل  سعى كريم بويحي إلى دمار شركات  كانت تمثل متنفسا لأهالينا   في  جرجيس و بن  قردان ... وقد تكبدت هاتين  الشركتين  خسائر كبرى  خاصة على مستوى التجهيزات  التي أكلها  الصدأ و تراكم  عليها  الغبار  وظلت محركاتها عاجزة عن  الدوران على اعتبار أن لها  فترة طويلة لم  تشتغل ... كما تكبدت الشركة خسارة كبرى على مستوى  الأسواق  الخارجية و انقادت  إلى الإفلاس  و عدم   قدرتها  على الخلاص ...

 و لئن مطلب  الجهة في  التنمية مشروع و فانه بات  الأمر الملح  اليوم هو عودة الحياة إلى شركتي exporsel و tunisel  خاصة  و هناك  تعهدات من  وكيلها من  اجل تطوير أداهما و استقطاب  اليد  العاملة  علما و أن عدد 15 عامل من شركة  tunisel يتقاضون أجورهم دون  أن  يشتغلون ... فهل من  تدخل حازم و ردعي و هل من يد تمكن من إيقاف  هذا  الخراب الذي أتاه  المسمى كريم   بو يحي الذي نظنه أن اسمه  لا  يعكس واقعه فهو يحي و لكنه بان و كأنه عاشق للموت والفناء ...  

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire