مثلما عودت قرّاءها دوما تواصل الثورة نيوز النبش وراء مافيا الفساد و
الافساد و لعب دورها كسلطة رابعة حقيقية لا تخاف في الحق لومة لائم ولا ترضخ
للإغراءات و الضغوطات مهما كان مأتاها و ما أكثرها خاصة اذا تعلق الأمر بالكتاما
عميد شركات التأمين في تونس و التي مازالت ترزح تحت وطأة طاعون خبيث ينهشها نهشا
وسط صمت رهيب و مريب من قبل الادارة و سلطة الاشراف. و مواصلة لما نشرناه بالعدد
الفارط من فساد اداري مقيت يؤسس به منصور النصري لأركان فساد مالي غير مسبوق على
مستوى المؤسسات الوطنية بعد أن ضمن ولاء المحيطين به و جهلهم بما يدور من حولهم
سواء كان بقصد أو بغير قصد. و قد تجلّى الفساد المالي لمنصور النصري في عديد
الملفّات التي تمّ افتضاح أمرها بعد الثّورة و التي مازالت تبحث عن اجابات مقنعة
الى حدّ الآن.
ملفات الحوادث المفتعلة لحجر البرد وصمة عار على جبين الكتاما
عائلة مورو الهمامي معروفة لدى كل شركات التأمين بافتعال الحوادث الوهمية
لحجر البرد من أجل الحصول على تعويضات ضخمة و خيالية و منذ سنة 1998 أمر المدير
العام السابق السيد المازري الجليزي بعدم تأمينهم بالكتاما تحت أي ظرف و هو ما بقي
معمولا به حتى قدوم منصور النصري الذي فتح أمامهم أبواب الكتاما في 2007 ليفتعلوا
حادثا بقيمة تقارب 800 ألف دينار ثمّ ذهبوا لبعض الشركات الأخرى و عادوا في 2010
بمسرحية سيئة الاخراج من منصور النصري الذي أرسلهم متفرقين الى نائب تأمين و الى
مكتب الكتاما بجهة منوبة ليبرموا عقود تأمين لمحاصيل حبوب وهمية حيث كانت قيمة
الحادث المفتعل هذه المرة في حدود 900 ألف دينار... و لولا هبوب رياح الثورة بما
لا تشتهي مراكب منصور النصري لما كشف أمر علاقته الوطيدة بهذه العائلة و ذلك لمّا
انتفض بعض الفلاحين المقهورين من جبروت و قهر آل مورو الهمامي فاتّصلوا بالكتاما
معربين عن استعدادهم لأن يشهدوا أمام القضاء بافتعال الحوادث فكانت صدمتهم كبيرة
لمّا أبصروا منصور النصري ذلك الوجه المألوف لديهم الذي طالما رأوه يصول و يجول في
حفلات الاستقبال بمزرعة الهمامي حيث تذبح الخرفان و ترفع الكؤوس عاليا على شرفه.
منصور النصري ولغة الأرقام المغلوطة
لقد طلع علينا منصور ذات ليلة في قناة الزيتونة متبجّحا بأنّ الأرقام تؤكّد
أنّ الكتاما في عهده شهدت تطوّرا و استقرارا ماليّا و لسائل أن يسأل حينها كيف قرأ
منصور النصري تلك الأرقام؟ و هل أنها فعلا تؤشّر لتطوّر الكتاما؟ و ماذا ان كانت
الأرقام مغلوطة؟
انّ نفس تلك اللغة أي لغة الأرقام استغلّها المخلوع ليبيّن لنا أن البلاد
بخير و تشهد نسبة نموّ تفوق البلدان المتقدمة و هو أمر تبيّن كذبه و بهتانه بعد
الثورة. و كمثال على تلاعب منصور النصري بالأرقام يكفي أن نشير الى ما يلي:
1 – في موفى العشرية المنصرمة تحصلت التعاونية العامة للتأمين على قرض من
البنك الوطني الفلاحي بقيمة 2 مليون دينار و تمّ ايداعه بحساب بنكي مغلق بنفس
البنك الى غاية خلاصه مع الفائض. و بهذه الطريقة تمكّن من التلاعب بالأرقام كعادته
حيث أدرج المبلغ المذكور في محفظة التعاونية على الورق فقط بينما في الواقع فإنها
ستجد نفسها مثقلة بدفع الفارق بين فوائض الدين و فوائد الحساب المغلق... و مثل ذلك
كثير.
2- قام منصور النصري في 2014 باعتماد أسهل الأساليب و أبسطها لتضخيم محفظة
الكتاما و ذلك عبر إعادة تقييم لممتلكاتها العقارية فضخّ فيها بمجرد جرّة قلم أكثر
من 15 مليارا بينما الواقع المرير يثبت أنّ العمل الميداني عبر مكاتب و نوّاب
التأمين في تراجع مهول ... وغير ذلك كثير.
3 – ان الأرقام التي احتجّ بها النصري هي أوّلا و أخيرا أرقام من صنعه هو
فالكتاما أصبحت معروفة بين الخاصة و العامة بتلكؤها سواء في خلاص مشتركيها أو في
خلاص المتضررين بل و حتى بقية شركات التأمين و هو أمر من شأنه عند ايقاف السنة
المحاسبية الايحاء بوجود فوائض مالية وارباح بينما في واقع الأمر هو اثقال لكاهل
المؤسسة بمصاريف اضافية .. تقاضي وعقل واختبارات ...
4 – انّ المتأمّل في محفظة الكتاما لسنة 2014 يصدم لحجم أقساط التأمين غير
الخالصة التي كانت في حدود 50 مليارا قبل أن ينزل بها الى ما يقارب 34 مليارا ( و
ذلك على اثر نشر الثورة نيوز لمقال في الغرض) و التي كان منصور النصري يضخّم بها
أرقام معاملات الكتاما بالرغم من أنّ أغلبها غير حقيقية.
5 – انّ الأرقام التي اعتمدها منصور النصري مغلوطة من الأساس و لا أدلّ على
ذلك من عقد حجر البرد و الحريق الوهميين الذي تمّ تنزيل مبلغ 300 ألف دينار بهما،
بغاية تضخيم محفظة 2010... و من أمثلة ذلك كثير.
6- بالرغم من أنّ القانون يضع شروطا مجحفة على شركات التأمين و خاصة ذات
الصبغة التعاونية لحماية مشتركيها خلال عمليات المضاربة بالبورصة فانّ الكتاما في
عهد منصور النصري قامت بعمليّات في غاية المجازفة (خارج اطار القانون) خسرت في
بعضها و ربحت في أخرى و لكن ما كلّ مرة تسلم الجرّة.
7 - بالرجوع للحساب المعلّق
للكتاماcompte d’ordre
يصدم المرء بحجم المبالغ المضمنة به و التي بلغت 8 مليارات في حين أنها لم تتجاوز
في عهد أي مدير عام سابق 100 الف دينار و الأكيد أنّ في الأمر سرا لا يعرفه غير
منصور النصري.
8 – ان مدّخرات الديون تحت التسوية غير دقيقة و غير صحيحة بالمرّة و خاصة
اذا ما علمنا أنه و في كلّ نهاية سنة محاسبية تتعطّل بصفة تامّة و متعمّدة عمليات فتح الملفات création des
dossiers لمدّة قد تصل الى ثلاث أشهر بما يجعل من
المستحيل أن تكون الديون تحت التسوية مطابقة للواقع.
ان كلّ ما سبق بيانه يحيلنا على الكذب المتعمّد لمنصور النصري و قراءته
للأرقام وفق هواه و هي قراءة مغلوطة لأرقام مغلوطة استغلّها النصري للضّحك على
الذّقون و لتزييف حقيقة الوضع الكارثي الذي تمرّ به الكتاما منذ تعيينه على رأسها
بأمر من القصر و نحن اذ نضع اصبعنا على موطن الدّاء و مكمن العلّة فإننا نبحث
أوّلا و بالأساس عن طرق العلاج و وسائل الخلاص و التي يصحّ فيها في حالة الكتاما
قول المثل الشعبي "قص الراس تنشف العروق" و لذلك فان الهيئة العامة
للتأمين و وزارة المالية مدعوّان أكثر من أي وقت مضى الى ضرورة الاسراع باتّخاذ
الاجراءات اللازمة لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل أن يغرق الجمل بما حمل خاصة و أن
بوادر الوصول الى نقطة اللاعودة بدأت تلوح في الأفق و ذلك في ضلّ الانتدابات
المبهمة و الموجّهة التي أثقل بها النصري كاهل الكتاما دون موجب و التي تسير
بالمؤسسة في طريق اجراءات تطهير assainissement ... و للحديث بقية
قالت لنا العصفورة
متابعة للمستجدات الدّاخلية بالكتاما و هي استعارة لقول المتنبي:
و ماذا "بالكتاما" من المضحكات و لكنه ضحك كالبكاء
فقد قالت لنا العصفورة هذه المرة:
1 – اضافة الى انتداب ابنه صاحب السوابق العدليّة بمكتب السرس وسط تكتّم
شديد، فان المتزلف الصويعي المدير الجهوي بالمناسبة يتحصل في كلّ مرّة يحلّ فيها
بالمقرّ المركزي على مبالغ ماليّة هامة بعنوان اعانات و هبات في مقابل الخدمات
المزعومة التي يقوم بها من أجل تلميع صورة منصور النصري بالإضافة الى وصولات
البنزين التي وصلت أحيانا الى 600 لتر.
2 – تحوّلت مديرة الموارد البشرية مؤخرا في مهمّة سرّيّة الى جهة سليانة بأمر من
منصور النصري وذلك قبل الشروع في مراسم
حفل زفاف ابنها الذي سيقام بمنزلها الكائن بحلق الواد . !.مع
العلم أن زوجها يدعى "علي براطل" معتمد حلق الواد الذي شرّد عائلات
المنطقة مع سيده القابع في السجن عماد الطرابلسي. فهو بالأمس أبكى عشرات العائلات
واليوم سيقرص على الأرض التي طرد منها أهلها وهم ينظرون.!
3 – تحصّل كاتب عام نقابة الكتاماعلى قرض جديد ناهز 35 ألف دينار لشراء
قطعة أرض بجهة قليبية، مع العلم أنه قد تمكّن سابقا من عديد القروض التي لم يقع
خلاصها الى الآن في حين أنّ بقية الموظّفين يعانون الأمرّين من أجل الحصول على قرض
واحد... هكذا يكون العمل النّقابي و امّا فلا ...
4 – في اطار المهام الخاصة جدّا جدّا الموكولةلموظّفي ادارة الملكية
العقارية المنتدبين من قبل منصور النصري في الكتاما وقد تأكدنا أنّهم يمهّدون له طرق
التلاعب ببعض العقارات غير ثابتة الملكيّة من قبل الكتاما على غرار العمارة
الكائنة 3 شارع فرحات حشاد وهي عقار تابع لأملاك الدولة.
5 – تحصل المدير المالي بالكتاما مؤخّرا على تكملة لقرض– وما أكثر قروض هذا الرجل- و قدره 7000 دينار لخلاص النجار المكلف بتجهيز
قصره الفخم بمرناق ....



.jpg)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire